رئيس التحرير
عصام كامل

الصعود إلى الهاوية.. أشهر أفلام الجاسوسية خلال حرب أكتوبر.. ومقتبس عن قصة حقيقية للطالبة هبة سليم وضمن قائمة الأفضل في تاريخ السينما المصرية

جميل راتب ومديحة
جميل راتب ومديحة كامل فى الصعود إلى الهاوية، فيتو

 الصعود إلى الهاوية،  من أشهر أفلام حرب أكتوبر عرض في السينما في الثامن من أكتوبر عام 1978 أي في الذكرى الخامسة لنصر أكتوبر المجيد، بطولة محمود ياسين ومديحة كامل، ويقع في المرتبة الخامسة والسبعين ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. 

تدور أحداث الفيلم عن قصة حقيقية في عالم الجاسوسية لجاسوسة تدعى هبة سليم، أخطر جاسوسة مصرية خدمت الموساد عام 1973  وقد أوقع بها رفعت جبريل الضابط في المخابرات العامة المصرية آنذاك، ليتم وقوع الحكم عليها بالإعدام شنقا.

دور هبة سليم في فيلم “الصعود إلى الهاوية” المحطة الفنية الأهم في حياة الفنانة الراحلة مديحة كامل، تناول الفيلم عالم المخابرات والجاسوسية في فترة الصراع العربى الإسرائيلى خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ونجحت فيه نجاحا منقطع النظير ونالت عليه الكثير من الجوائز كأحسن ممثلة. والطريف أنها لم تكن المرشحة الأولى للفيلم، بل كانت كل من: سعاد حسني ونجلاء فتحي وشهيرة، اللاتي اعتذرن عن عدم المشاركة فيه لأسباب متباينة.

اقرأ أيضا: 

بالصور.. تعرف على "هبة سليم" أخطر جاسوسة مصرية عملت لصالح الموساد في 1973.. أمدت الاحتلال بمعلومات غاية في الأهمية.. أعدمها "السادات" وبكت عليها "جولدا مائير"..وفيلم "الصعود إلى الهاوية" قصتها الحقيقة

Advertisements

الصعود إلى الهاوية 

الصعود إلى الهاوية فيلم مصري، عرض في الثامن من أكتوبر سنة 1978، تدور أحداثه حول طالبة جامعة مصرية يتم تجنيدها لصالح المخابرات الإسرائيلية أثناء بعثتها الدراسية بجامعة السوربون الفرنسية، إلا أن المخابرات المصرية تكتشف ذلك وتقوم بالقبض عليها، والفيلم مقتبس عن قصة حقيقية للطالبة المصرية "هبة سليم".

 

بداية أحداث القصة 
يبدأ الفيلم باستعراض الجبهة في عام 1969 ويستعرض حال الجنود المصريين في كافة الأسلحة بعد عامين من النكسة وبدون علامة في الأفق لأي انتصار قادم،  وتطوف الكاميرا بأعين صبري عبد المنعم (إبراهيم خان) المهندس بالقوات المسلحة والذي يحب بطلة الأحداث عبلة الناقمة على حياتها فهي تحيا حياة غير مستقرة مع أهلها، ويهرب من تحب منها بعد وعده بالزواج لأنهما مارسا الجنس قبل الزواج، ولذلك فحين تحصل عبلة على منحة دراسية في السوربون في فرنسا، فإنها تعقد العزم على عدم العودة إلى مصر التي لا تملك منها إلا أسوأ الذكريات، ولكن لا تلبث أن تتحول إلى جاسوسة عن طريق زميلتها المثلية اليهودية “مادلين” التي عرفتها على إدمون الذي أقنعها أنه يعمل من أجل السلام العالمي إلى أن أدركت أنه إسرائيلي وأن ما تفعله لمساعدة السلام ليس إلا مساعدة للمخابرات الإسرائيلية.

اقرأ أيضا: 

"الصعود إلى الهاوية ".. فيلم بطولة محمد مرسى فى السويس.. شرطة بديلة للكشف عن جرائم بعد غياب رجال الداخلية.. رصاص عشوائى على المواطنين والخرطوش محلى الصنع

هبة سليم وخطيبها الضابط الخائن 

 ولكن عبلة لا تستطيع التراجع وتستمر بالأعمال الجاسوسية التي تتضمن ممارسة الجنس مع العديد ممن يعملون في الأماكن التي تريد المعلومات عنها إلى أن يكشفها ضابط في المخابرات خالد (محمود ياسين) ويسعى لتسليمها لمصر وبالفعل تعود إلى مصر ويحكم عليها بالإعدام.

أفلام نصر أكتوبر 

الصعود إلى الهاوية فيلم يدخل ضمن شريحة أفلام نصر أكتوبر التي احتلت وقتا في السينما المصرية، بعد أن سادت أفلام النكسة والانكسار وتبعات الانفتاح في ذلك الوقت، في الفيلم، تسافر عبلة كامل إلى فرنسا، يجندها الموساد الإسرائيلي بحجة العمل كصحفية، ومع مرور الوقت تعرف حقيقة الأمر، ولكن بعد أن تورطت وأُحكم الخناق عليها، وتجند هى بدورها خطيبها المهندس بالجيش المصري. 

محمود يس وايمان ومديحة كامل ابطال الصعود الى الهاوية 

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية للجاسوسة هبة سليم التي أعادتها المخابرات المصرية إلى مصر ومحاكمتها وإعدامها، هي هبة عبد الرحمن سليم عامر، من بنات حى المهندسين حصلت على الثانوية العامة ثم سافرت لفرنسا لتكمل دراستها وكانت تجيد اللغة الفرنسية التى درستها من الصغر، بينما كان والدها عبد الرحمن سليم عامر وكيلا بوزارة التربية والتعليم  ، وفى باريس التقت بأحد العاملين بالموساد الإسرائيلى كان السبب فى كل ما جرى لها بعد ذلك.
التقت في باريس بعميلة إسرائيلية من اصل بولندي في مدرجات الجامعة التي جذبتها بصور عن الحياة في إسرائيل وان الإسرائيليين ليسوا وحوشا آدمية كما يصورهم العرب بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.

هبة سليم تخدم إسرائيل 

وعلى مدى لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكر والسلوك، استطاعت هبة سليم أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبل السخرية، أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جدًا وأقوى من كل العرب، وهذا ما جعلها تفكر في خدمة إسرائيل.

محمود يس بطل الصعود الى الهاوية 

 نجحت أخطر جاسوسة تم تجنيدها من قبل الموساد هبة سليم في تجنيد المقدم مهندس صاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة، فبعد أن تعرفت على ضابط الموساد في منزل صديقتها البولندية أبلغته أنها على معرفة بمهندس الصاعقة وانه يحبها أما هي فكانت تصده وتتجاهله، إلا أنها بعد أن تم تجنيدها في باريس أبلغته موافقتها على الخطبة، وذلك حتى تستفيد من وجوده في سلاح الصاعقة المصرية التي كانت تبلغ بها إسرائيل أول بأول، وكان هو يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويمدها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل ويصبح الخطيب في النهاية عميلا في الموساد، حيث تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية موضحًا عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات التي كانت القوات المسلحة تسعى ليل نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الإسرائيلية.

 

عميل عسكرى لصالح إسرائيل 

بحث جهاز المخابرات المصري عن حل للغز الكبير، والذي كان يتمثل في تدمير مواقع الصواريخ الجديدة أولًا بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي، وكانت المعلومات كلها تشير إلى وجود "عميل عسكري" يقوم بتسريب معلومات سرية جدا إلى إسرائيل

 ونجحت المخابرات المصرية في كشف أمر الضابط الخائن وتم القبض عليه، وفي التحقيق معه اعترف الضابط الخائن تفصيليًا بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها، وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو، وفي سرية تامة قدم سريعًا للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رميًا بالرصاص، ولكن قررت المخابرات المصرية –بعد دراسة الأمر بعناية– أن يستفيدوا من الثقة الكاملة التي يضعها الإسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.

هبة سليم الحقيقية مع ضابط المخابرات المصرى الذى أحضرها الى مصر

وفي خطة بارعة من المخابرات الحربية، أخذوه إلى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى "إدارة" الجاسوس وتوجيهه لإرسال معلومات لإسرائيل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع.

إسرائيل تبلع الطعم 

وبعد أن بلعت القيادة الإسرائيلية الطعم ووثقت بخطة الخداع المصرية تقرر استدراج الجاسوسة هبة سليم  إلى القاهرة بهدوء عبر خطة مخابراتية، لكي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل، مثلت هبة سليم أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها، 

كيسينجر يتشفع لها عند السادات 

 بكت جولدا مائير ـ رئيسة وزراء إسرائيل ـ حزنًا على مصير هبة سليم التي وصفتها بأنها “قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل” وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها، كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الأمريكي، حيث تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فورا، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة.
 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية