رئيس التحرير
عصام كامل

منقذ البشرية.. بين الإمام الطيب وبرنارد شو!

في حياة نبي الإسلام سيرة عطرة ودروس عظيمة نحتاج إليها أشد الاحتياج لإصلاح حياتنا.. ولأن الحق ما شهد به الخصوم والأعداء فإن شهادة الكاتب والأديب العالمي برنارد شو  تستحق التأمل وإطالة النظر فيها لنعرف كم نحن مقصرون في حق أنفسنا وحق نبينا العظيم.. 

 

يقول برنارد شو: "إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا). 

Advertisements

 

إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".


شهادة برنارد شو منصفة لدرجة دعت شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الاستشهاد بها قائلا: "المفكر العملاق الإنجليزى برنارد شو قال عن رسول الإنسانية محمد إن أوروبا الآن بدأت تدرك حكمته، وبدأت تعشق دينه وأن أوروبا سوف تبرئ الإسلام من اتهامات العصور الوسطى.. 

 

وسيكون دين محمد هو النظام من أجل دعائم السلام والسعادة وحل المشكلات والعقد، أعتقد أن رجلا كمحمد تم له النجاح بحكمة وحل المشاكل على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة".

جوهر رسالة الرسول الكريم


أضاف الإمام الأكبر: "اليوم نرى من يزعمون انصياهم لتعاليم الدين واتباع الدين بينما يقتلون الأبرياء ويحولون بيوت الله إلى ساحات حرب لتباح الدماء والحرمات وتهدر حقوق الناس والنساء والأطفال، وهذا الوضع الباعث يكشف عن هموم وتحديات.. 

 

وأن هناك طوائف المسلمين يوظفون شريعة الإسلام في تبرير هذه الحرب، وما يصدره هذا العبث من صور وحشية قاسية تغذى النزاعات اليمينية المتطرفة في الشرق والغرب وهو ما يسمى "الاسلاموفوبيا"، ويعرف ذلك ما يقدر له أن يدافع عن الدين الذى ظلمه بعض أهله، ويدافع عن سيرة نبيه..

 

وأن هؤلاء يوظفون هذا الدين لأهوائهم وهو منهم براء حتى لو هتفوا باسمه.. وبالتالي الخروج من هذه الأوضاع المعضلة بإحياء صحيح هذا الدين واتخاذه نبراسا في سلوك المسلمين وتصرفاتهم والأخذ بنصائح صاحب هذه الذكرى والاعتزاز برسالته وسنته..

 

هذا ما ينبغي للمسلمين اليوم أم يتذكروه ويعملوا على تطبيقه في حياتهم لو أرادوا العودة للتاريخ.. أما غير ذلك فعبث وهراء وإدعاء كاذب وتدين شكلى مغشوش لا يعكس الوجه الحقيقي لسمو الرسالة وعظمة الرسول الذي بفضل رسالته استطاعت مجموعة من القبائل العربية المتناحرة التي لا تعرف يمينًا من شمال  في أقل من 80 عامًا أن يضعوا قدمًا في الأندلس وقدمًا أخرى في الصين.. 

 

حيث أخرجهم صلى الله عليه وسلم من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام وأنقذهم من ذل الخضوع للمخلوقين إلى عبادة الخالق الحق فنشر السلام والرحمة والأمان، وحكم بالعدل بين الناس فكان النبي الرحمة المهداة من الله للعالمين".


استحضار جوهر رسالته صلى الله عليه وسلم  نحن أشد ما نكون احتياجًا إليه، وأن نطبق سنته وننهل من سيرته العطرة قيمًا وقدوة حسنة نعلمها لأطفالنا وشبابنا جيلًا بعد جيل، وبطولاته ومواقفه وعلاقاته بزوجاته وبناته وإخوانه وأصحابه وجيرانه والناس كافة.. 

 

 

فالنبي هو قدوتنا وأسوتنا في حياتنا كلها.. وهنا نعود لسؤال مهم يشغل بالنا جميعًا: هل نطبق ما دعانا إليه ديننا الحنيف ورسولنا الكريم.. وهل ننتهي عما نهانا عنه؟!
أترك لكم الإجابة يا أمة العرب والمسلمين أجمعين.

الجريدة الرسمية