رئيس التحرير
عصام كامل

فرحة بالأموال الساخنة!

لا أفهم تلك الفرحة التى عبر عنها البعض ممن كلفوا أنفسهم بالدفاع عن الإدارة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعى لعودة تدفق الأموال الساخنة علينا مجددا، معتبرين ذلك مؤشرا مهما على قرب انتهاء أزمة النقد الأجنبي التى نعانى منها منذ العام الماضى وتسببت في انخفاض قيمة الجنيه إلى النصف! 


فهذه الأموال الساخنة هى التى صنعت لنا تلك الأزمة عندما هجرتنا فجأة وبشكل جماعى في العام الماضى، وبعدها قلنا على لسان وزير المالية إننا وعينا الدرس ولن نعتمد مجددا على تلك الأموال الساخنة في سد فجوة النقد الأجنبي لدينا، وأننا سوف نعتمد على الاستثمارات الأجنبيةَ المباشرة التى تسهم في زيادة الإنتاج ومعدل النمو الاقتصادى وتوفر فرص عمل للمصريين.

Advertisements

 
ولذلك ليس مفهوما أن نزف للناس خبر عودة الأموال الساخنة لنا مجددا على أنه تطور إيجابي بالنسبة لأزمة النقد  الأجنبي والتضخم الذى ترتب عليها.. فإن حل تلك الأزمة، لا مجرد تخفيف وطأتها، يكمن في قدرتنا على زيادة مواردنا من النقد الأجنبي خاصة من تلك المصادر التى نمسك بها وأهمها الصادرات.

 

وهذا يتحقق بزيادة الإنتاج ومعدل النمو الاقتصادى، مع تخفيض اعتمادنا على الخارج في تدبير احتياجاتنا الأساسية ويأتى على رأسها احتياجاتنا من الغذاء، الذى سوف يترجم في انخفاض انفاقنا من النقد الأجنبي، وهذا يتعين أن يفهمه كل من يتصدون لمهمة التبشير بانفراج الأزمة الاقتصادية.

الجريدة الرسمية