رئيس التحرير
عصام كامل

مسلسل انهيار العقارات فى مصر متى ينتهي

عقارات، فيتو
عقارات، فيتو

مع تكرار حوادث انهيار العقارات على مر الأسابيع الماضية وآخرها حادث حدائق القبة والذي وصل عدد ضحاياه إلى 13 مواطنًا وهذا بالإضافة إلى الخسائر الفادحة في الثروة العقارية المصرية، مما يثير العديد من التساؤلات حول  أسباب تكرار هذه الحوادث وكيف يمكن التصدي لها في المستقبل؟!

 

قال الدكتور أحمد أنيس، استشاري هندسي، رئيس جمعية خبراء التقييم العقارى  إنه لا يوجد شيء اسمه انهيار مفاجئ للعقارات إلا اذا حدث زلزال بقوة أكبر من الأكواد المنشأ عليها المبني والذي لم يحدث حتي في زلزال عام 1992م لم يؤثر على العقارات في  مصر لأنه كان في حدود الكود التصميمي الموضوع سابقًا، مضيفًا أن العقارات في مصر تصمم على أكواد زلازل تحدث مرة كل مئة عام، وإنما ما يحدث هو عبث في العقار او ما حوله والذي يتسبب في سقوطه ولكن حتي في هذه الحالات فإن المبني "يحذر صاحبه" بوجود خلل ما سواء عن طريق شروخ أو هبوط ولكن بعض الناس لا ينتبهون والبعض الآخر لا يبالي.

Advertisements

وأشار أحمد انيس على وجود ثلاث عناصر في غاية الاهمية لإنشاء عقار سليم منذ البداية لا يمكن الاستغناء عنها وهي المهندس الانشائي والذي يضع الاسس السليمة والعلمية لبناء هذا العقار ليقف ويصمد لسنوات طوال والعنصر الثاني هو المقاول الجيد الذي يستطيع تنفيذ الاعمال في حدود الجودة المطلوبة والعنصر الثالث هو مهندس آخر ويفضل ان يكون هو نفس المهندس الانشائي ليشرف على عملية البناء حتي الانتهاء ويتأكد من سلامة كل الخامات والشكل الإجمالي للبناء.

عقار حدائق القبة المنهار اكبر دليل على عشوائية البناء في مصر

وأكد المهندس أحمد انيس ان الحادث الأخير في منطقة حدائق القبة أكبر دليل على ان عدم التأسيس الهندسي السليم بالإضافة إلى العبث والتغيرات الغير مبررة للعقارات هي السبب الأساسي في انهيار العقارات، فتم بناء العقار الدور الاول فقط على اعمدة وباقي الادوار على حوائط محملة وعند إزالة احد تلك الجدران حدثت النتيجة الطبيعية إلا وهي سقوط العقار والذي يدل على العشوائية التامة في البناء.

 

انهيار العقارات نتاج 50 عاما من الإهمال

واكد الدكتور سعيد حساسين السيد، استشاري التخطيط العمراني، على أن الارتفاعات التي نشهدها في الفترات السابقة من الانهيارات العديدة للعقارات ليست بمفاجأة على الإطلاق وانما نتاج تراكم اكثر من 50 عاما من التصرفات العمرانية غير المسؤولة والتي أدت لوجود الكثير من المخالفات التي لا يمكن تجنب خسائرها في الثروة العمرانية.

وأضاف الدكتور حساسين ان عدم التنفيذ الهندسي الصحيح للعقارات وعدم اتباع الأصول الفنية لإنشاء هذه العمارات وكذلك وجود الآلاف من المباني القديمة التي قد يصل عمرها لفوق ال100 عام وكذلك مشكلة الإيجار القديم التي يرفض بها المستأجرون وكذلك صاحب العقار القيام بأعمال الإصلاحات الدورية للمبني والذي يؤدي إلى فقدان اروح عديدة.

وأشار سعيد حساسين ان ظاهرة عدم الاكتراث من ملاك العقارات تسبب مشكلة خطيرة للدولة وعلى أرواح المواطنين، فلا يتحرك مالك المبني إلا عند حدوث مشاكل جسيمة لا يمكن تفاديها وفي كثير من هذه الحالات لا يتمكن من القيام بالصيانة المطلوبة للمبني حتي يسقط على رأس السكان وأسرته.

المدن الساحلية تواجه خطرًا كارثيًا

ونوه الدكتور سعيد حساسين إلى وجود بعض المدن في خطر وعلى رأسها مدينة الإسكندرية التي واجهت في الآونة الأخيرة موجة من التعليات في العقارات لتصل العمارة الواحدة إلى 20 25 دور في حين لا تتحمل الاساسات مثل هذا الحمل ها بجانب مشكلة ارتفاع منسوب مياه البحر والذي من المتوقع أن يقوم بعملية سحب للتربة من اسفل الاساسات في المدن الساحلية متسببًا في كوارث بالفترات القادمة والذي يستدعي الانتباه التام من قبل الدولة حاليًا لمحاولة مواجهة الكارثة الطبيعية.

 

وأكد الدكتور حساسين على وجود الكثير من المباني التي قامت الدولة بحصرها الآيلة للسقوط ولكن يرفض سكانها الخروج وهذا لعدم توفر اماكن بديلة يستطيعوا الذهاب إليها وبرغم جهود الحكومة لحل هذه الازمة كما حدث مع سكان منطقة "تل العقارب" بالسيدة زينب حيث حصل كلا منهم على وحدة بديلة لمنزله ولكن لا تستطيع الدولة تقديم نفس الفرص لأكثر من 20 مليون مواطن أي أكثر من 5 مليون وحدة سكنية يجب توفيرها لحل هذه الأزمة وهذا بسبب الأعباء المالية الباهظة والتي لا تستطيع الدولة تحملها في الوقت الحالي.

واضاف حساسين أنه توجد أماكن عشوائية خطرة قد تكون لأرضها قيمة استثمارية كبيرة قد تستفيد منها الدولة عند إعادة الإعمار الحضري المناسب كما حدث لعدة مناطق أو بيع الارض كما هي للمستثمرين والذي بدوره سيكون بديل لتكلفة نقل السكان إلى أماكن صالحة للعيشة الأدمية وغير مهددة لحياتهم سواء في الإسكان الاجتماعي او غيره من المشاريع وبهذه الطريقة لا نكلف الدولة اعباءً اضافية لن تكون قادرة على تحملها.

واوضح حساسين انه لابد من اخلاء المناطق والمباني الآيلة للسقوط من المواطنين ونقل السكان الى وحدات وان كانت بالإيجار إلى ان تستطيع الدولة ايجاد البدائل، هذا بجانب المراقبة الدائمة للعمران والمتابعة المستمرة للصيانة الدورية على العقارات السكنية بشكل خاص فإن وجد أي خلل نستطيع أما صيانته في الوقت المناسب او اخلاء السكان قبل ان تتكرر المأساة مرة أخرى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية