رئيس التحرير
عصام كامل

اقتراح للحكومة.. مقابر الخالدين!

في الثاني من سبتمبر الماضي نفت محافظة القاهرة ما يتم تداوله عبر المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" بشأن إزالة مقبرة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين ضمن أعمال التطوير التى تجرى بالمنطقة المحيطة بها.. بعدها توالي الجدل حول عدد آخر من رموز مصر واعلامها ومفكريها.. الأديب الكبير يحي حقي صاحب قنديل ام هاشم ودماء وطين وغيرها!


وبعده تداول النشطاء على ذات الشبكات أنباء عن نقل مقبرة قيثارة السماء وأكبر عنوان لتلاوة القرآن في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي كله الشيخ محمد رفعت وبعده ثار الجدل حول نقل مقبرة شاعر النيل حافظ ابراهيم  وهو صاحب البيت الأشهر:
" وقف الخلق ينظرون جميعا 
كيف أبني قواعد المجد وحدي "

Advertisements

خطط طموحة


الآن.. وبعيدا عن أي جدل طرح أو سيطرح.. وبعيدا عن نفي أو تأكيد أو تصحيح ما تم تداوله.. إذ سنفترض صحته كله.. أو عدم صحته كله.. حيث المؤكد الوحيد الذي يمكن أن نقف عنده وجود خطط طموحة عند القيادة السياسية والحكومة المصرية باعادة فك وتركيب العاصمة وأماكن كثيرة ورسم خريطة جديدة للبلاد استلزمت طرق وكباري وانفاق، وتصميم جديد لميادين عديدة مع إصرار علي التعامل مع البيئة وتحسينها سواء بمبادرة إحلال السيارات او زيادة المساحات الخضراء كما حدث في عدد من الحدائق العامة ربما أشهرها الفسطاط التي ستصل بعد الإنتهاء منها إلي خمسمائة فدان!


هو إصرار إنتظرناه طويلا بعد معاناة مريرة مع التلوث السمعي والبصري والبيئي! ولكن كيف يمكن التوفيق بينه وبين الحفاظ علي المثوي الأخير لرموزنا الكبيرة التي أبدعت وشكلت وإلي اليوم عقول ووجدان كل العرب وليس شعبنا وحده ؟!


الحل يتسق مع رؤية الدولة المصرية ذاتها وهي اليوم تعيد البهاء للمتاحف والمعابد والآثار المصرية.. وتطور مناطق لم يكن في البال تطويرها ولا فتحها ولا الاقتراب منها.. كما حدث مع ميدان سفنكس الشهير! وقبله مجري العيون كما تجدد وتبني وترمم في القاهرة الفاطمية والقاهرة الخديوية، وبما ينفي تماما أن العاصمة الجديدة ستكون علي حساب الاهتمام بالقاهرة التاريخية.. 

 

وكذلك -في السياق ذاته- طرح جهاز التنسيق الحضاري مبادرته "عاش هنا" لكتابة ملخص لسيرة حياة الشخصيات العامة علي منازلهم التي عاشوا فيها وكذلك مبادرة "حكاية شارع" والتي تهتم بتلخيص سبب تسمية شوارع مصر المسماة بأسماء شخصيات تاريخية ولذلك علي الدولة أن تستكمل مشاريعها بتأسيس منطقة ينقل إليها رفات الرموز المصرية..

 

ولتكن مزارا كبيرا يصمم علي أفضل ما يكون تحوي أهم أعمالهم وملخص واف أو شبه واف عن سيرتهم تتسم بجاذبية التصميم  تجمع بين الوقار وبين الثقافة وبما يحولها إلي مزار تاريخي واحد يضم  كل هؤلاء معا بما يسمح بتحولها إلي مزار يجمع بين الوفاء لهم والاعتبار من الموت وجلاله والاستفادة من عطائهم!

 


أين يمكن أن يتم هذا المشروع؟ تستطيع أجهزة الدولة توفير المكان فورا حتي لو في مقابر السيدة نفيسة ذاتها التي يمكن أن تكون الحكومة تفكر في ضمها لتطوير منطقة آل البيت.. إذ بالاقتراح المذكور يمكن أن تكون دار الخالدين أو مقابر الخالدين - أسوة ب مجمع الخالدين الذي هو مجمع اللغة العربية..
ما يجري في ملف التطوير والتجميل تأخر كثيرا.. وفي الوقت نفسه لرموزنا علينا ألف حق والحل في التوفيق بين كل ذلك !

الجريدة الرسمية