رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تسريبات.. وجواسيس!

لو صحت المعلومات الأمريكية حول تورط شاب يعمل فى إحدى القواعد العسكرية الأمريكية فى عملية تسريب نحو مائة من الوثائق العسكرية السرية والبالغة السرية فإن هذا يقدم لنا دليلا جديدا على أهمية الجواسيس من البشر، وأنه لا يمكن الاستغناء عنهم حتى مع التقدم التكنولوجى والإلكترونى الكبير الذى يعيشه عالمنا الآن وأتاح معلومات ضخمة للدول والحكومات وأيضًا المنظمات السرية.

 
لقد قيل الكثير حول تراجع دور جواسيس البشر الذين يجمعون المعلومات فى السنوات الأخيرة في ظل القدرات الواسعة للجواسيس الالكترونية التى وفرت معلومات غزيرة لمن يملك هذه القدرات أو بعضا منها.. لكن ها هو كما تقول أنباء أمريكية شاب سرب أو تسرب عن طريقه مائة وثيقة عسكرية بالغة السرية، وكان يمكن تسريب ضعفها حينما أتاحها لمشاركيه في مجموعة تتواصل معا إلكترونيا الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثين شخصا.

 

إذن التجسس بواسطة البشر ما زال مؤثرا وفعالا ومهما ولا غنى عنه للدول والحكومات.. وبالتالى لن تتوقف أجهزة المخابرات عن زرع الجواسيس في أنحاء العالم، ولن تتوقف أيضا عن حماية بلدانها من هؤلاء الجواسيس وسوف تستمر في ملاحقتهم.

 
إن التقدم العلمى الكبير أتاح للبشر قدرات كبيرة ومتقدمة لكن هذه القدرات لا تلغى القدرات البشرية في شتى المجالات.. وفي المجال الاستخباري فإن حتى المعلومات التى يتم جمعها الكترونيا تخضع للتحليل بواسطة عقول بشرية.. إن البشر هم الذين صنعوا عالم الذكاء الاصطناعي وبالتالى فان العقل البشرى يسبق تطبيقات هذا الذكاء الاصطناعي.. 

 

وهذه واحدة من أهم النتائج التى يمكن استخلاصها من فضيحة التسريبات الأمريكية  لوثائق عسكرية سرية.. أما النتيجة الثانية فهى تكشف اهتراء نظم الأمن للوثائق السرية في أمريكا، لدرجة أن شابا يعمل في قاعدة عسكرية حصل على 300 وثيقة عسكرية بالغة السرية ونقلها إلى منزله ليشرك أصدقاءه عليها قبل أن يعيدها إلى القاعدة دون أن يدرى أحد بذلك حتى صارت تلك الوثائق متاحة للعالم كله عبر الإعلام الأمريكى.. وهذا يعد أحد مظاهر ما يمكن  تسميته بالانهيار الإمبراطوري، ويذكرنا بتسريب وثائق عسكرية مصرية كانت في مكتب الرئيس الإخوانى مرسي  وتم ضبطها قبل تهريبها خارج البلاد!  

Advertisements
الجريدة الرسمية