رئيس التحرير
عصام كامل

لمن يهمه الأمر.. أنصاف الموهوبين طابور خامس!

في منتصف القرن العشرين بلغ الفن المصري أوج مجده وعظمته، وتحول إلى قوة ناعمة رهيبة قادرة على تغيير سياسات، وفضح مخططات، ووأد فتن، وإشعال ثورات، فكان الفنان المصري يُستقبل في الدول العربية استقبال الملوك والرؤساء، ولم يكن في الأمر مبالغة..

 

فالفنان المصري نجح فيما فشل فيه القادة العرب أنفسهم، حتى قيل إن أم كلثوم استطاعت وحدها توحيد العرب من المحيط إلى الخليج، وإن العرب لم يجتمعوا على شيء إلا على الاستماع لصوت أم كلثوم في مطلع كل شهر.

 

بعد النكسة توقفت صناعة السينما في مصر، وسافر بعض أنصاف الموهوبين إلى لبنان، وقدموا عددًا من الأعمال الهابطة تعد الأسوأ في تاريخ السينما، وهي أعمال اعتمد بعضها على العري والجنس، فانعكس ذلك على نظرة المواطن العربي في السبعينيات لقيمة الفن ودوره في المجتمع، خاصة مع انتشار أفلام المقاولات والمسرح التجاري.

خطر  أنصاف الموهوبين 

 

في الثمانينيات والتسعينيات تألق جيل جديد من الفنانين والمبدعين المصريين استطاعوا رد الاعتبار للفن المصري، ولكنهم واجهوا موجة عاتية من تحريم الفن، قادها أنصاف الموهوبين الذين قرر بعضهم الاعتزال والاحتجاب، بعد أن قدموا أعمالًا رديئة تليق بمواهبهم المحدودة، وشنوا هجوما كبيرًا على نجوم الفن، الذين انحازوا للدولة في حربها ضد التطرف.

 

بعد تنحي مبارك وعزل مرسي، لم يتوقف أنصاف الموهوبين عن الانحياز لمصالحهم ضد الدولة المصرية، وفوجئنا ببعضهم يهربون خارج مصر لشن حملات من الأكاذيب ضد الدولة المصرية، هدفها نشر الإحباط واليأس بين جموع الشعب المصري، والتحريض على مؤسسات الدولة، ولكن هؤلاء الهاربين لم يكونوا الأخطر على مصر، لأنهم عدو ظاهر مفضوح ومكشوف.

 

الأخطر على الدولة المصرية، كان مجموعة أنصاف الموهوبين التي ظلت بيننا، فهؤلاء مستعدون لفعل أي شئ للحصول على المال، فهم على أتم الاستعداد للظهور في البرامج التليفزيونية، لفضح حياتهم الأسرية، وإبداء آرائهم السطحية لإثارة الجدل، وإلقاء النكات السخيفة، والهجوم على زملائهم الفنانين، والاشتراك في برامج المقالب التي تتعمد التحقير منهم وتشويه صورة المواطن المصري، وهو ما يدمر عمدًا وبسوء قصد قوة مصر الناعمة..

 

 

فهل ستتدخل النقابات الفنية لحماية الفن من هؤلاء المرتزقة؟ وهل ستحمي الدولة الفن المصري الذي تنفق دول مجاورة أموالا طائلة من أجل تشويه صورته خوفا من عودة دوره في حماية الدولة المصرية والدفاع عنها؟. الإجابة لا، لأن الدولة غير مهتمة بهذه الأمور التي تراها بسيطة وتحت السيطرة، ولا يشغلها حاليًا إلا اتخاذ القرارات الهامة التي تصب في مصلحة المواطن.
ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.

الجريدة الرسمية