رئيس التحرير
عصام كامل

وبقيت موائد الرحمن!

لم تختف موائد الرحمن من شوارع مصر رغم موجات ارتفاع الأسعار واستمرار التضخم ومجمل عناصر الحالة الاقتصادية الحالية.. أهل الخير  يدركون أن البركة ستحل في أموالهم طالما بقي للفقراء فيها نصيب.. وأن أسرع طرق العبور من الأزمات هو فعل الخيرات مهما بدا الأمر مكلفا أكثر من السابق.. وأن اقتسام رزق الله أو نصيب منه مع عباد الله المستحقين لذلك هو الذي سيبارك في هذا الرزق وسيزيده وسيضاعفه وليس العكس!


القضية إذن إيمانية.. اعتقادية.. داخل كل إنسان في تلك المساحة التي بينه وبين ربه والتي يؤمن أصحابها أن في أموالهم "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" وأن المال في الأصل "مال الله" وأننا مستخلفون فيه.. والاستخلاف يقتضي الإنفاق الصحيح.. ثم تنطلق العلاقة من هذه النقطة لتعبر عن العلاقة بين أصحابها وبين الناس!


جميل أن تبقى مظاهر الخير والتكافل في شوارع المحروسة.. جميل أن تستمر كل صور التراحم ولا يقطع الكثيرين عاداتهم إيمانًا أن قطعها نذير شر لا يريدونه ولا يطيقونه وأن إستمرار عادات الخير يجلب البركة على الجميع! تزيد معها الأموال ولا تنقص.. يرفع بها الله البلاء ويبدل أقدار أصحابها بفضل دعوات الطيبين.
أدام الله الخير في بلادنا..

الجريدة الرسمية