وزير الأوقاف: الحكيم الحق هو الله عز وجل الذي أحكم الأمر كله
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الحكيم الحق هو الحق سبحانه، والحكيم هو الذي أحكم الأمر كله "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ"، وكل شيء عنده بمقدار، حيث يقول سبحانه: "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ" كل شيء؛ الماء خزائنه عند الله، المال خزائنه عند الله، العلم خزائنه عند الله، الجاه خزائنه عند الله، راحة البال خزائنه عند الله، جاءت كلمة (شيء) نكرة لتفيد العموم، "وَإِن مِّن شَيْءٍ" كل ما يخطر ببالك فخزائنه عند الله ومفاتيحه عند الله (عز وجل): "وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ"، ويقول سبحانه: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ"، ويقول سبحانه: "وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ"، فاتقوا الله واشكروا النعم حتى تدوم، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول للسيدة عائشة (رضي الله عنها): يا عائشةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللهِ تَعالَى فإنَّها قَلَّ ما نَفَرَتْ من أهلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أنْ تَرْجِعَ إليهِمْ"، ويقول سبحانه: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، ويقول سبحانه: "مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، يفتح لهذا لحكمة، ويمنع عن هذا لحكمة، ويفتح في وقت بحكمة، ويمسك في وقت آخر بحكمة، كما قال سبحانه: "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ"، كل ذلك لحكمة.
وأشار إلى إلى أننا إذا أردنا أن نقف على جانب من الحكمة العظيمة فيما يعده بعض الناس غريبًا فذلك بيّن فيما استغربه كليم الله موسى (عليه السلام) من العبد الصالح عندما خرق السفينة وقتل الغلام وبنى الجدار، ثم جاء العبد الصالح ليبين له سر ما كان، كما حكى القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: "أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي" كان كل ذلك بحكمة العليم الحكيم الخبير، ثم يقول له "ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا" مع تأكيدنا على عدة أمور:
الأول: أن الأمر كله لله بحكمته يعطي ما يشاء لمن يشاء متى يشاء ويمنع ما يشاء عن من يشاء متى يشاء لحكمة يعلمها فلا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، ففوض الأمر لمن دبره فلن ترى غير الذي قدره، فعليك أن ترضى بما قسم الله لك، فالرضا بما قسم الله عين الإيمان، يقول سبحانه: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، لأنه هو الحكيم قد يؤخر عنك شيء لحكمة وقد يقدم لغيرك شيء لحكمة، ارض بما قسمه الله لك ولا تتطلع إلى ما أنعم به على غيرك فهذه حكمته وهذه قسمته وهذا عطاؤه.
الثاني: أن الحكمة منحة ومنة، حيث يقول سبحانه: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق (أي على إنفاقه في الحق وفي سبيل الله وفي إطعام الطعام وسد حوائج المحتاجين الفقراء والمساكين ) ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها".
الثالث: علينا أن ندرك أن للكون خالقًا حكيمًا وربًّا عظيمًا خَلَقَهُ بحكمة، يقول سبحانه: "أَفَحَسِبتُم أَنَّمَا خَلَقنَكُم عَبَثا وَأَنَّكُم إِلَينَا لَا تُرجَعُونَ، فَتَعَلَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ العَرشِ الكَرِيمِ"، ويقول سبحانه: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، فلنُعمِل عقولنا في كل تصرفاتنا وننطلق إلى الحكمة التي خلقنا الله لها "إلا ليعبدون"، ليفتح لنا سبحانه من أبواب فضله بابًا واسعًا لعمارة الكون في تراحم وتكافل وتعاطف وتعايش كما أراد الله (عز وجل).
وأوضح أن تدبر الآيات التي تحدثت عن اسم الله الحكيم يؤكد ما ذكرناه من أن كل شيء وأي شيء يحدث في الكون إنما هو لحكمة إلهية وقدر إلهي، يقول سبحانه: "وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" يُعزُّ من يشاء بنصره، وفي التوقيت المناسب بحكمته، وهو الحكيم في كل تصرفاته، ويقول سبحانه في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام): "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"، العليم بحال يوسف (عليه السلام) وبالكون كله، الحكيم الذي يحكم الأمر كله، ويقول سبحانه في شأن يوسف (عليه السلام) أيضًا: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"، العليم بكل أحوال خلقه وبكل دابة وبكل شئون الكون، ما كان وما سيكون وما هو كائن، الحكيم الذي يدبر الأمر بحكمته فيعطي من يشاء متى يشاء لحكمة، ويمنع من يشاء متى يشاء لحكمة، ويهب من يشاء متى يشاء لحكمة، فان أعطاك كن راضيًا، وإن لم يعطك كن صبورًا، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ" نسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا الحكمة قولًا وعملًا، وأن يرزقنا الشكر عند النعماء، والصبر عند البأساء والضراء، وأن يصرف عنَّا كل ضر وسوء وبأس، وأن يجعل أيامنا كلها فرجًا ورحمة وسعة.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
