رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان في مصر حاجة تانية

الأصل في رمضان هو الاقتصاد في كل شيء، ولكنه في مصر أصبح نظيرًا للإسراف والاستهلاك، حتى في الفن، فبعد أن كان رمضان هو موسم الأعمال الفنية عالية القيمة، التي يتم طبخها علي نار هادئة، لضمان جودتها وصلاحيتها للعرض في الشهر الكريم، أصبح رمضان هو شهر الإعلانات التي يتخللها بعض الدراما والبرامج الحوارية.


في أمريكا يوجد ما يعرف بمسلسلات الصابون، وهي مسلسلات خفيفة تنتج خصيصًا لاجتذاب ربات البيوت والمراهقين، بهدف تسويق بعض المنتجات من خلال الإعلانات بين الفواصل، لكن القنوات الفضائية في مصر ترفض الاعتراف بهذه الفكرة، وتصر علي أنها تقدم دراما هادفة تتخللها إعلانات! 


علينا أن نعترف بأن سيادة ثقافة الاستهلاك جعلت الدراما والبرامج في رمضان لها سعر مختلف عن سعرها في غير رمضان، لأن سعر دقيقة الإعلانات في رمضان تختلف عن سعرها في غيره، بالظبط كما يحدث في سوق المواد الغذائية والتموينية، التي ترتفع أسعارها في رمضان، دون غيره من الشهور. 

 


أنا لا أطالب بالعودة إلى الوراء، وانتقاء الأعمال الجيدة للعرض في رمضان، ولكني أطالب بأن تخرج الأعمال الجيدة من السباق الرمضاني، لتبقى الأعمال الدرامية الخفيفة وبرامج المسابقات والمقالب والحوارات الفارغة، مادة للحشو بين الإعلانات.

الجريدة الرسمية