رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا أجبرت بريطانيا على إعلان استقلال مصر عام 1922

سعد زغلول، فيتو
سعد زغلول، فيتو

استقلال مصر، أعلن في مثل هذا اليوم من عام 1922، بموجب تصريح 28 فبراير الصادر من طرف بريطانيا، وأعلنت فيه إنهاء الحماية البريطانية على مصر، وأنها أصبحت "دولة مستقلة ذات سيادة "، لكن احتفظت بريطانيا بحق تأمين مواصلات امبراطوريتها، وحقها في الدفاع عنها ضد أي اعتداء أو تدخل أجنبي، وحماية المصالح الأجنبية والأقليات فيها، وإبقاء الوضع في السودان على ما هو عليه للتحول السلطنة المصرية بناء على الإعلان إلى المملكة المصرية.

خلفية تاريخية عن استقلال مصر 

كانت الحركة الوطنية تسعى في ذلك الوقت إلى استقلال مصر وتحريرها من الاحتلال البريطاني وليس الانفصال عن الدولة العثمانية والاستقلال التام عنها لأن ذلك كان في نظر كثير من المصريين أنذاك أنه من شأنه تفتيت وحدة العالم الإسلامي. 

لكن هذا الوضع أخذ يتغير عندما قامت الحرب العالمية الأولى(1914 – 1918م) ودخلت الدولة العثمانية في حرب ضد بريطانيا، وقد انتهزت الأخيرة الفرصة لإنهاء السيادة العثمانية وفرض الحماية البريطانية في 18 ديسمبر 1914م.

وفي الوقت نفسه كانت الظروف العالمية تتهيأ على نحو يخدم قضية استقلال مصر، فلكي تجذب الولايات المتحدة شعوب العالم للتحالف ضد ألمانيا وتركيا والنمسا، أعلن رئيسها ويلسون مبدأ حق تقرير المصير ومبدأ تأليف عصبة الأمم لحل المشكلات سلميًا ودون حرب.

وعند انتهاء الحرب وهزيمة الدولة العثمانية وسقوط فكرة الخلافة الإسلامية معها أدرك الشعب المصري أنه غير ملزم بقبول السيادة العثمانية وبرزت فكرة (القومية المصرية) وأصبح أهداف الحركة الوطنية فكرتين أساسيتين، استقلال مصر بإنهاء الاحتلال البريطاني، وإعلانها ولة مستقلة ذات سيادة.

مؤتمر الصلح في باريس 

تعلق أمل المصريين في تحقيق هذين الهدفين من خلال مؤتمر الصلح المقرر عقدة في باريس 28 يونيو 1919م، وقد رفض المندوب السامي البريطاني السماح لسعد زغلول وأصحابة بالذهاب لمؤتمر الصلح وزعم بأنهم لا يمثلون الشعب المصري.

لذلك ألف سعد زغلول وأعوانه (الوفد المصري) وعندما علمت بريطانيا بالتحالف قررت نفي سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد إلى جزيرة مالطا واندلعت ثورة شعبية ضخمة في مارس 1919م رد على هذا الفعل، وقد شملت كل طوائف وطبقات الشعب تعاملت بريطانيا مع الثورة بالقمع وسفك دماء المتظاهرين ولكن في نهاية الأمر أدركت أمام عناد ثورة شعبية.

ظل سعد زغلول في باريس يقود الحركة في مصر من خلال لجنة الوفد المركزية، وكانت بريطانيا تصر على تحويل استقلال مصر لاستقلال شكلي عن طريق حماية المصالح الأجنبية، وحرمان مصر من إقامة أي علاقات مستقلة مع دول أخرى.

رفض سعد زغلول إبرام أي اتفاقيات واعتقل ونُفي للمرة الثانية ولكن إلى جزيرة سيشل، وهنا لم يجد الاحتلال إلا التراجع، وجرى إعلان تصريح 28 فبراير ونص على، إنهاء الحماية البريطانية على مصر وأن تكون دولة ذات سيادة، وإلغاء الأحكام العرفية التي أعلنت في 24 نوفمبر 1914.

من إيجابيات التصريح تأسيس الحقبة الليبرالية في مصر، إذ أصبحت الأمة المصرية هي مصدر السلطات وتألفت لجنة لوضع الدستور الجديد (دستور 1923) الأكثر شهرة وشعبية في تاريخ مصر الحديث بسبب الحريات الواسعة وتأسيس حياة ديمقراطية شبه مستقرة. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية