رئيس التحرير
عصام كامل

نزع مسمار جحا.. هذا ما فعله عبد الناصر لإجبار الإنجليز للتوقيع على اتفاقية الجلاء

عبد الناصر ووزير
عبد الناصر ووزير الخرجية البريطانى اثناء توقيع اتفاقية الجلا

يوم من الأيام المصرية المشهودة التي لا تنسى، في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 1954 وقع رئيس الوزراء البكباشى جمال عبد الناصر ووزير الدولة للشئون الخارجية البريطاني، اتفاقية الجلاء، الاتفاقية التي حررت مصر من الاستعمار وكانت إيذانا بخروج آخر جندي بريطاني من الأراضي  المصرية.


جاءت هذه الاتفاقية بعد استعمار دام  73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام ساعد في استمرارها أنظمة فاسدة وتخللها حركات ومقاومة وثورات وكفاح مسلح من أبناء الشعب البواسل ظهر خلالها الكثير من التضحيات وقصص البطولات.

الحرية والاستقلال 

وقامت  ثورة 23 يوليو 1952 وألغت الملكية وأعلنت الجمهورية وحاول البريطانيون الاحتفاظ بامتيازاتهم في مصر وأن  يبقى الوضع كما هو، إلا أن تصريحات وخطب رجال الثورة المتكررة في كل مناسبة تدعو إلى الحرية والاستقلال وعودة الحقوق لأصحابها، 

محاولة التدخل 

بدأ الإنجليز إثارة القلائل باستنهاض الأعيان وملاك الأراضي  ورجال الأحزاب لكن دون جدوى حتى رئيس الوزراء البريطاني تشرشل  أذن بتشكيل عملية عسكرية تحاول القضاء على النشاط الثورى والعسكرى للمصريين تحت اسم عملية روديو التي أعدها الإنجليز للتدخل العسكري وكانوا على وشك تنفيذها منذ أوائل أيام قيام الثورة لكن عدم تنفيذها يعني على الأقل مراجعتهم لمواقفهم، ثم تيقنت الخارجية البريطانية إلى ضرورة إبلاغ الحكومة المصرية رغبتها في التفاوض خاصة وأن أصدقاء بريطانيا التقليديين في مصر لم يعد لهم وجود.


أرسل أنتوني إيدن وزير الخارجية إلى السفير البريطاني في القاهرة بأن يقبل البدء في اجتماعات تمهيدية واستكشافية غير رسمية مع المصريين وتم بالفعل عقد اجتماعين من هذا النوع وقدمت إنجلترا في هذين الاجتماعين أسسا لمباحثاتها متضمنة خمس مسائل رأت أن تبحثها كوحدة واحدة: وهي أسلوب صيانة القاعدة البريطانية في وقت السلم بهدف وضعها على أهبة الاستعداد إبان الحرب أسلوب الدفاع الجوي عن مصر طريق ونظام الانسحاب البريطاني من الأرض المصرية وبرنامج تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر وعلقت السير في أية مفاوضات على الموافقة على هذه الأمور.

في حين رأى جمال عبد الناصر أن هدف الاجتماعات يجب أن يكون تحديد إطار لما ستدور بداخله من مفاوضات وعلى ذلك فإن الخطوة الأولى هي الاتفاق على المبادئ والتوقيع عليها وإعلانها في شكل المبادئ الأساسية للاتفاقية ثم تدور بعدها المفاوضات التفصيلية على أن يقوم بها لجان متخصصة بمعنى أن الجلاء يكون أساس الاتفاق على أن يكون غير مشروط ويليه الاتفاق على المدة اللازمة لذلك وكذلك الإجراءات التي تتخذ حيال تنفيذه وكيفية ذلك.

ولم تصل هذه الجلسات التمهيدية إلى نتيجة محددة، ولم تكشف عن أسس جديدة للمفاوضات إلا أنها توصلت إلى قبول الطرفين مبدأ الدخول في مفاوضات رسمية حدد لها يوم 27 ابريل 1953.


وبدأ التفاوض على الجلاء الى ان تم توقيع الاتفاقية بين الحكومة المصرية وحكومة بريطانيا العظمى وتم التوقيع عليها بالقاهرة.

توقيع اتفاقية الجلاء 

تضمنت اتفاقية الجلاء بنودا كثيرة من أهمها  جلاء البريطانيين بالكامل عن مصر في غضون عشرين شهر من توقيع الإتفاقية، وانتهاء معاهدة التحالف التي كانت قد وقعت في لندن في عام 1936، وانتهاء الامتيازات التي تتمتع بها  القوات البريطانية في مصر وما يتبعها من اتفاقات،  وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية المصرية، طريق مائى له أهميته الدولية من النواحى الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما على احترام الاتفاقية التى تكفل حرية الملاحة في القناة الموقع عليها في القسطنطينية في 29 أكتوبر سنة 1888، وإقامة العلاقات المصرية ـ الإنجليزية على أساس جديد من التفاهم المتبادل والصداقة الوطيدة.

الجلاء التام 
وتم تنفيذ الاتفاقية بالكامل وتم جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض مصر في 18يونيو 1956 وتم رفع العلم المصري لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية نيفي هاوس في ذلك الوقت ببورسعيد.
 

الجريدة الرسمية