رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا قال الإمام الشافعي عن دعاء النصف من شعبان

شهر شعبان، فيتو
شهر شعبان، فيتو

 إنَّ دعاء ليلة النصف من شعبان المشهور هو: "اللهم يا ذا المن ولا يُمنّ عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أمّ الكتاب شقيًا أو محرومًا، أو مطرودًا أو مقتّرًا عليّ في الرزق، فامحُ اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني، وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك في أمّ الكتاب سعيدًا مرزوقا موفقًا للخيرات".

 

"فإنّك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل، على لسان نبيك المرسل: (يَمحُو اللَّـهُ ما يَشاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتابِ)، إلهي بالتجلّي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرّم، التي يُفرق فيها كلّ أمرٍ حكيم ويُبرم أسألك أن تكشف عنّا البلاء ما نعلم وما لا نعلم، وما أنت به أعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وسلّم".

 

فضل ليلة النصف من شعبان

 ورد في فضل ليلة النصف من شعبان عدّة أحاديث، وقد حسّن بعض العلماء شيئًا من تلك الآثار وضعّفها آخرون، ومن هذه الآثار قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا، وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ).

 

 وقد ضعّف العلماء هذا الحديث، وأخذ به البعض في فضائل الأعمال، وإحياء هذه الليلة كان يفعله جملة من التابعين من أهل الشام، ولكنّ بعضًا من فقهاء الحجاز أنكروا عليهم ذلك، وقد قال الأوزاعي بجواز إحيائها دون الاجتماع لذلك في المساجد ونحوها، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُكثر من الصيام ويزيد من الطاعات في شهر شعبان بشكل عام.

 

 الدعاء في ليلة النصف 

 قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: أوّل ليلة من رجب وليلة نصف شعبان وليلتي العيد وليلة الجمعة"، وكون هذه الليلة من الليالي التي يُرجى فيها إجابة الدعاء وهي مظنّة لذلك يحضّ المسلم على الإكثار من الدعاء والتضرّع إلى الله -تعالى- بطلب خيري الدنيا والآخرة والمغفرة والرضوان، وغير ذلك ممّا يُريده ويُحسن الدعاء به.

 

 

حُكم قيام ليلة النصف من شعبان

 ذهب الفُقهاء إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان، وجاءت أقوالهم كما يأتي: الحنفيّة: ذهبوا إلى أنّ قيام خمسة ليالٍ خلال العام، ومنها ليلة النصف من شعبان أمر مسنون؛ لِما فيها من تكفير الذُّنوب، وإجابة الدُّعاء، واستدلّوا ببعض الأحاديث الضعيفة، ومنها قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا كان ليلةُ النِّصفِ مِن شعبانَ فقُوموا ليلَها وصُوموا نهارَها؛ فإنَّ اللهَ تعالى يَنزِلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا مُستغفِرٌ فأَغفِرَ له، ألا مُسترزِقٌ فأَرزُقَه، ألا مُبتلًى فأُعافيَه، ألا كذا ألا كذا، حتى يطلُعَ الفجرُ)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ للمستغفِرين، ويرحمُ المسترحِمين، ويؤخِّرُ أهلَ الحِقد كما هم)، ويُؤكّد ذلك قول ابن نُجيم من الحنفية: إنّ من الليالي التي يُندب قيامُها خمسُ ليالٍ وهي ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، لما جاءت به الأحاديث في بيان فضلها.



الحنابلة: يُستحَبّ قيام ليلة النصف من شعبان؛ لِما ورد من أحاديث في بيان فَضل ذلك، كما أنّ بعض السَّلَف كانوا يقومونها بالصلاة، ويُكرَه الاجتماع؛ لقيامها في المساجد.



الشافعية: يُستحَبّ قيام ليلة النصف من شعبان، والإكثار فيها من الدُّعاء، مع أنّ الأحاديث التي جاءت في فضلها ضعيفة، إلّا أنّ العُلماء تساهلوا فيها؛ لأنّها من فضائل الأعمال، وجاء عن الشافعيّ أنّه قال باستحباب قيامها بالدُّعاء والذِّكر.



المالكية: يُستحَبّ قيام ليلة النصف من شعبان؛ لِما فيها من الرحمة؛ فقد ورد عن عمر بن عبد العزيز أنّه كتب إلى عدي بن أرطاة يحثُّه على قيام أربع ليالٍ، ومنها ليلة النصف من شعبان، فقال: "عليك بأربع ليال من السنة فإن الله يفرغ الرحمة فيها إفراغا أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتا العيد"، وقد صرَّحت بعض كُتب المالكيّة بالترغيب في قيامها.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية