رئيس التحرير
عصام كامل

الأهلي والفتنة النائمة لعن الله من أيقظها

التقى فريق الأهلي المصري شقيقه فريق الهلال السوداني يوم السبت الماضي على ملعب الجوهرة الزرقاء بالخرطوم وانتهت المباراة، التي تأتي ضمن مواجهات دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا، بفوز الهلال بهدف نظيف. 

 

سجل ماكابي ليليبو هدف الهلال الوحيد في الدقيقة الـ 53 من عمر المباراة بعد خطأ فادح من محمد الشناوي حارس الأهلي، ليصعد الهلال إلى وصافة ترتيب المجموعة الثانية بـ3 نقاط. وقد حدثت تجاوزات من مسئولي وجماهير نادي الهلال السوداني في حق النادي الأهلي ولاعبيه لخصها النادي الأهلي في نقاط..

 

منها أن أحد أفراد الطاقم الطبي للهلال السوداني، قام بالاعتداء على لاعب الأهلي محمد عبد المنعم بإحدى الأدوات الطبية، وقام الحكم بطرد هذا الشخص، لكنه لم يغادر الملعب، وظل على دكة الهلال، وقام بشتم حارس الأهلي محمد الشناوي، وحاول الاعتداء عليه بعد نهاية اللقاء. 

 

كما قام أفراد الطاقم الإداري لنادي الهلال بالاعتداء بالضرب على علي لطفي وحمدي فتحي، لاعبا الأهلي. ولم يوفر نادي الهلال السلامة للأهلي خلال تواجده في السودان، وقام مشجعوه بارتكاب اعتداءات ومخالفات. وأعلن النادي الأهلي تقدمه بشكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" ضد تجاوزات الهلال السوداني وجماهيره المتكررة. 

 

وقرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" إحالة شكوى الأهلي ضد الهلال السوداني إلى لجنة الانضباط لاتخاذ القرارات المناسبة خلال الأيام القليلة المقبلة.


الإخوان والصيد في الماء العكر

إلى هنا من المفترض أن تكون الأمور قد وضحت وحسمت، لكن الملاحظ أن الأمور اتخذت منعطفا آخر خطيرًا من النادي الأهلي الذي تقدم بمذكرة إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري! يشكو فيها ‏التجاوزات والاعتداءات التي تعرض لها اللاعبون والجهاز الفني!. 

 

وتأتي خطورة ذلك الأمر من العمل على زيادة الاحتقان وتحويله من رياضي إلى سياسي بما يؤكد رائحة الإخوان الخبيثة التي تطل منه، وأنا هنا لا أتهم مسئولي النادي الأهلي بالانتساب إلى الجماعة الإرهابية، بل هم في قمة الوطنية بالفعل دلت على ذلك كل مواقفهم من الدولة المصرية ورفع رايتها والدفاع عنها، وإنما أوضح أن الجماعة الخبيثة اصطادت في الماء العكر لتعكر من صفو العلاقة مع الأشقاء في السودان..

 

فقد وضح أن جماعة الإخوان الإرهابية تنتهز أي فرصة لتحقق أغراض أسيادها من المخابرات الإنجليزية والموساد في إفساد علاقة مصر بأشقائها خاصة السودان الذي تربطنا به وشائج الدم والمصير الواحد، لكن الجماعة الإرهابية التي يكثر عددها في السودان بدأت لعبة تعكير العلاقات مبكرا ومن قبل المباراة بإشاعة أن الاتحاد الأفريقي يجامل الأهلي على حساب الهلال عندما فرض عدم تواجد جماهير للهلال في المباراة.. 

 

وبدأت حملة إعلامية خبيثة وجائرة لتحميل النادى الأهلى مسئولية حرمان الهلال من اللعب بالجمهور على ملعبه، وهى فرية وكذبة كبرى مررها البعض عن قصد وهم لا يخرجون عن الإخوان الإرهابيين، وصدقها كثيرون عن جهل. 

 

وطبعا الأهلى ليس له يد لا من قريب أو بعيد فى قرار الكاف الخاص باستاد الهلال، فقد سبق كثيرا وآن طلب الكاف مواصفات خاصة في الاستاد لكن لم تنفذ مما جعله يتخذ قرار اللعب بدون جمهور في أكثر من مناسبة وليس في مباراة الأهلي فقط، وقد تحفظ الكاف أصلا على إقامة المباريات فى السودان منذ أكثر من 3 سنوات بعد الاتجاه لتطبيق معايير وشروط رخصة الاحتراف.


لكن احترافية الإخوان الإرهابيين ولجانهم الإلكترونية عملت على إذكاء الكراهية بين النادى الأهلي وجماهير الهلال السوداني، كل ذلك لتحقيق الغرض الخبيث وهو تدمير العلاقة السياسية والاجتماعية ووشائج الصلة بين البلدين وإدخالهما معا في صراع ضد بعضهما يفيد أغراض الإخوان الخبيثة، فمن المعروف تاريخيا أن العلاقة بين الأهلى والهلال السودانى عميقة ولها جذورها، ولذا فما جرى فى مباراة الأهلى مع الهلال غريبا.

 


وأنا من هنا أحذر التمادي في هذه الفتنة، فينبغي تغليب المصلحة الوطنية ووأد الفتنة في مهدها، وجعل اللقاء فرصة لتأكيد العلاقات الأخوية، وأن ما حدث أخطاء فردية لن تعكر صفو العلاقات التاريخية، ولعلنا في هذا لا ننجر إلى صراع وهمي مع دولة شقيقة، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

الجريدة الرسمية