رئيس التحرير
عصام كامل

الكاتب أحمد عبد اللطيف - السوشيال ميديا انتشلت الكثيرين من غربة الواقع إلى عزلة العالم الافتراضي (حوار)

خلال إعلان الفوز،
خلال إعلان الفوز، فيتو

مجموعتى القصصية الفائزة بجائزة ساويرس تتناول أزمات المهمشين فى الغربة
 

مشغول بتأثير التكنولوجيا على شخصياتنا وعلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية
 

نقضى وقتا طويلا من حياتنا أسرى شيىء وهمى اسمه السوشيال ميديا يوميا
 

دار النشر قدمت رواية «حصن التراب» فى جائزة البوكر العربية 
 

لا أسعى للجوائز رغم أهميتها.. والمصريون أصبحوا فيسبوكيين أكثر من الأمريكان
الكتاب أهم من شهرة الكاتب والجوائز تروج للعمل وتوصله للجمهور والقراء
 

جائزة ساويرس مستقلة ولجان تحكيمها الخاصة تقيم الأعمال بعيدا عن أي اعتبارات

 

فى المجموعة القصصية لفرع كبار الأدباء بجائزة ساويرس الثقافية حصد الكاتب أحمد عبد اللطيف المركز الأول وذلك عن مجموعته القصصية «مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية» والصادرة عن منشورات المتوسط، حيث حظيت بتأييد لجنة تحكيم فرع المسابقة.


والكاتب أحمد عبد اللطيف صدرت له أيضًا ست روايات منها روايته الأولى «صانع المفاتيح» الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية عام 2011.


كما ترجم العديد من الروايات وقصص من الأدب الإسبانى وأمريكا اللاتينية، وفى عام 2018 ترشحت روايته «حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية» ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية وغيرها.


"فيتو" أجرت حوارا مع الكاتب الفائز بجائزة ساويرس الثقافية تضمن العديد من المحاور والكواليس الشيقة وجاء كالتالى:

 

*بداية.. كيف جاء تقديمك لجائزة ساويرس الثقافية هذا العام؟


فى الحقيقة بعد تفكير طويل ومشاورة المقربين والأصدقاء اتخذت تلك الخطوة، وبالفعل أنا من تقدمت للجائزة وليس دار النشر لأن دار النشر عربية وهى دار المتوسط ولم يكن متاحا لها أن تقدم نيابة عنى، فاتخذت القرار بالتقديم وكان ذلك قبل عدة أشهر، ومن وقتها حتى علمى بفوزى لم أفكر لحظة فى الجائزة أو إمكانية الحصول عليها.

*إذن لم تتوقع أن تحصد المركز الأول بفرع المجموعة القصصية لكبار الأدباء.. ما الشعور الذى سيطر عليك عند علمك بالفوز؟


دعنى أصارحك، بعد تقديمى للجائزة نسيت بالفعل المسابقة ومشاركتى بها، وأعتقد أن أي كاتب عليه القيام بذلك أنت تقدم وكفى وما يأتى بعد ذلك أمر آخر، وبالفعل لم أتوقع أن أحصد أي شيء، لكن لجنة المسابقة ووفق ما تضعه من قواعد ومعايير اختارت مجموعتى القصصية لحصد المركز الأول، وأوجه الشكر الجزيل لهم على ذلك، وبالتأكيد كنت فى غاية السعادة عند علمى بالفوز.

*إكشف لنا كواليس مجموعتك «مملكة مارك زوكربيرج»، وكم استغرقت لإنجازها؟


لا أخفى عليك، لقد استغرقت وقتا طويلا وهى تتكون من ٥ قصص متنوعة ولكنها تدور حول أفكار واحدة وتتناول عالم فيسبوك والسوشيال ميديا بشكل عام وكيف انتشل الكثيرين من العزلة فى الواقع ليضعهم فى عزلة مماثلة فى عالم افتراضى. 


المجموعة فى قصتها الأولى والأكبر تصف مارك زوكربيرج باعتباره ملكا لمملكة أسسها ونجح فى وضع العالم بها، كما تجسد القصة الأولى حياة الأشخاص خلال فترة ثورة يناير ٢٠١١ وما حدث بعدها من تطورات وحظر تجوال عزز مملكة مارك شيئا فشيئا.


أما القصة الثانية فهى تحكى حياة مهاجر مصرى يعيش بالعاصمة الإسبانية مدريد يشعر بالوحدة والغربة نظرا لاختلاف المجتمع الذى يعيش فيه عما تربى به، ليجد نفسه يلجأ لأحد تطبيقات التعارف الشهيرة وينجح فى تكوين علاقات وصداقات جديدة من المجتمع نفسه غير أن شعور الغربة يسيطر عليه من جديد بسبب اختلاف الفكر والثقافة.

*عزلة السوشيال ميديا ووحدة الغربة.. ما السبب الرئيسى وراء تسليط الضوء على هاتين القضيتين تحديدا؟


فى الحقيقة أنا مشغول دائمًا بما تحدثه التكنولوجيا الجديدة وطريقة فهمها خاصة تأثيراتها ليست على شخصياتنا فقط بل على الأوضاع الاجتماعية والسياسية وذلك برز من خلال ثورات الربيع العربى
نحن نقضى وقتا طويلا من حياتنا أسرى للسوشيال ميديا يوميا، وذلك فى شيء وهمى موجود يجعلنا محاطين طوال الوقت بأصدقاء غير حقيقيين، وفى نفس الوقت يظهر الأمر وكأنه واقع حقيقى فأنت تعبر عن رأيك ووجهة نظرك فى مختلف القضايا من خلالها وتتلقى التعليقات والتهنئات وغيرها من خلالها أيضا.


بل إنه أيضًا كان سببا فى الكثير من علاقات الحب، وكذلك سبب فى فشل علاقات أخرى ففى وجهة نظرى أن فيسبوك موضوع كبير وضخم ويحتاج لتناول وتحليل منطقى.


كما أن المجموعة القصصية تتناول فى محورها الرئيسى أزمات المهمشين سواء فى الغربة أو هؤلاء الذين كان فيسبوك منقذا من وحدتهم الواقعية، خاصة أن المصريين أصبحوا فيسبوكيين أكثر من الأمريكان أنفسهم.

*ليست المرة الأولى التى تشارك فيها فى مسابقات وجوائز، كيف كانت كواليس مشاركاتك السابقة؟


هذه حقيقة، فى بعض الأوقات أقوم أنا بالتقديم فى المسابقات والجوائز وفى أحيان أخرى تقوم دور النشر بتقديم العمل كما حدث فى رواية «حصن التراب» والتى صدرت عن دار العين للنشر والتوزيع عندما قدمتها الدار فى جائزة البوكر العربية، وكذلك رواية «صانع المفاتيح» والتى حصدت جائزة الدولة التشجيعية، لا أسعى للحصول على الجوائز مطلقا رغم أهميتها.


وفى وجهة نظرى أن الكتاب والعمل أهم من الكاتب وشهرته، والجوائز تعمل على الترويج للعمل وإيصاله للجمهور والقراء وهو أهم شيء لدى لمعرفة رأى الجمهور فى كتاباتى وما أقدمه.

*لجائزة ساويرس الثقافية مكانة خاصة لدى الكتاب والأدباء.. فى وجهة نظرك ما السبب وراء ذلك؟


أعتقد أن السبب هو أن جائزة ساويرس مستقلة عن غيرها بشكل كبير، كما أن لجان التحكيم الخاصة بها تضم نخبة من الكتاب والنقاد الكبار ويقيمون بعيدا عن أي أسباب أو اعتبارات ولا يشغلهم سوى العنصر الجمالى والفنى للعمل المتقدم، وهو الأمر الذى لا يتوافر فى الكثير من وجهة نظرى فى الجوائز الأدبية والثقافية الأخرى.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية