رئيس التحرير
عصام كامل

كان يبكي عند الاستماع لتلاوته، سر عشق نجيب الريحاني لصوت الشيخ رفعت 

نجيب الريحانى والشيخ
نجيب الريحانى والشيخ محمد رفعت،فيتو

تعددت صداقات الفنان  نجيب الريحانى وأعجب به الكثير من الكتاب والأدباء والفنانين وحتى السياسيين.. لكن صداقة واحدة لازمته وكان شديد الاعتزاز بها وهو مسيحى الديانة وهي صداقة القارئ الشيخ محمد رفعت ـ قيثارة السماء ـ الذى يكبره في السن وظل على صداقته الحميمة به حتى رحيله قبل الشيخ رفعت بعام واحد.

أعجب نجيب الريحانى الذى ولد في مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1889 بحلاوة صوت الشيخ رفعت وعلق على ذلك بأن صوت الشيخ كان يهز قلبه، وفى نفس الوقت كان الشيخ رفعت ذواقا للموسيقى ويجيد العزف على العود وكان ينشد التواشيح والمدائح النبوية إلى جانب قراءة القران في الإذاعة.

إجماع على عذوبة صوت محمد رفعت 

وكانت جموع الشعب المصرى بل والعربى أقباط ومسلمين تحب الاستماع لصوت الشيخ رفعت خاصة عند الآذان ومنهم الكاتبان لويس جريس وموسى صبرى. 

القارئ الشيخ محمد رفعت 

 وليس الكتاب وحدهم فقد عشقته المطربة ليلى مراد ـ قبل إسلامها.

  وكان الفنان نجيب الريحانى مغرما بصوت وشخصية الشيخ رفعت لدرجة أنه كان يبكى عندما يستمع إلى صوته وهو يرتل القرآن وكان على المسرح لا يبدأ مسرحياته أو ترفع الستارة حتى ينتهى الشيخ رفعت من القراءة في الإذاعة في توقيت افتتاح المسرحية، حتى أنه كتب العديد من المقالات حبا في الشيخ رفعت  .

الفنان نجيب الريحانى 

ففي مجلة الكواكب فى شهر رمضان عام 1947 كتب نجيب الريحانى ـــــ رحل 8 يونيو 1949 ــــ مقالا قال فيه: لابد أن أعترف بإعجابى الشديد بشهر رمضان بصيامه وطقوسه الجميلة التى توحد بين المسلمين خاصة سيادة قيم التسامح والحب والبر فى هذا الشهر، وهناك فضل كبير للقرآن الكريم على تفكيرى وطريقة عملى وحياتى فقد قرأته مترجما بالفرنسية عدة مرات، ثم اتصلت بالإمام المراغى شيخ الجامع الأزهر فسهل لى قراءته بالعربى وأعطانى من أجل هذه الرسالة السامية الكثير والكثير من الأفضال، ومن القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والشجاعة والصبر على المكاره التي صادفتنى في حياتى وحب عمل الخير ورعاية الفقير.

حلاوة الصوت هزت كيانه 

وأضاف:بعدما قرأت القرآن بالعربية أردت أن استمع إليه مرتلا، وكنت استمع من حين لآخر للقرآن، حتى استمعت ذات ليلة فى رمضان فى منزل أحد الأصدقاء إلى تلاوة بصوت الشيخ محمد رفعت، وما كاد هذا الصوت ينساب الى صدرى حتى هز قلبى وكيانى حتى صممت على لقاء الشيخ رفعت وفعلا التقيت به أكثر من مرة وتصادقنا وأصبحنا اكثر من الإخوة.

وأضاف الريحانى في مقاله: الشيخ محمد رفعت غير وجوده كقارئ عرف عنه انه كان عالما كبيرا له العديد من الآراء فى مختلف القضايا أما صوته فهو الخلود بعينه.. صوت له نبرات احتار فى فى فهمها العلماء.. وسألت موسيقارنا محمد عبد الوهاب يوما عن سر حلاوة هذا الصوت وجماله وعبقريته فقال:إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر بعد الآن وهو من معدن خاص لن يجود به الزمن مرة ثانية.

هواية تجمع بين الريحانى والشيخ رفعت 

واختتم الريحانى مقاله بقوله:كان الشيخ رفعت يقرأ القرآن الكريم فى جامع صغير بشارع درب الجماميز وكنت أذهب إلى هناك ايام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون الذى هز كيانى، وقلب كل معنوياتى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الخالدة المرهفة وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها،  وكانت هناك هواية تربطنى بالشيخ رفعت فأنا وهو كنا نحب ركوب الحنطور ليلا خاصة فى رمضان وكنت ادعوه كثيرا للتنزه معى في شوارع وميادين المحروسة حتى قرب آذان الفجر. 
 

الجريدة الرسمية