رئيس التحرير
عصام كامل

بشائر الأمل.. روبوت مصري صديق للبيئة!

بشائر الأمل لا تنقطع؛ فلا يكاد يمر يوم دون أن نرى نماذج مشرقة مبهرة مبدعة  تثبت أن مصر ولادة وقادرة على صنع المستحيل وكتابة التاريخ دائمًا، فشخصيتها الحضارية وحكمتها التاريخية موروث تتوارثه الأجيال مهما تداعت الأزمات وضاقت الأحوال.


ثمة كوادر أكفاء وموهوبون مبدعون في كل مجال وفي كل مكان على أرض المحروسة، ينتظرهم مستقبل باهر وواعد إذا استمر عطاؤهم وإبداعهم على هذا النحو المدهش، وإذا استمرت رعايتهم واحتضانهم وتوفير ما يلزمهم من دعم لاستكمال قصص نجاحهم الملهمة التي بدأوها ويتطلعون إلى آفاق واسعة من الطموح والتألق.. 

روبوت صديق للبيئة

ومن بين هؤلاء يحضرني ما أنجزه فريق من طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، تقدموا بمشروع مبتكر فاز بالمركز الثاني ضمن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية خلال مؤتمر المناخ cop27، التي أعلنت فوز 18 مشروعًا مزمعًا تنفيذها بعد توفير ما تحتاجه من تمويل ودعم من كافة الجهات الأجنبية والمحلية لكى تؤتي ثمارها على أرض الواقع..

 

ولعل مثل هذه المشروعات تبعث برسائل طمأنة وتفاؤل تؤكد أن مصر تتمتع بالقدرة على المنافسة والتجاوب مع المبادرات العالمية في كل مجال. أما مشروع هندسة إسكندرية فهو مجرد غيض من فيض لا تتسع مساحة هذا المقال لاستيعابه؛ هذا المشروع شارك في تنفيذه  نحو  15 طالبًا من أبناء الكلية لتحقيق استكشافات تحت المياه فى أعماق كبيرة..

 

هذه الابتكار عبارة عن روبوت صديق للبيئة يعمل بالطاقة الشمسية والكهربائية دون إصدار أي انبعاثات ضارة البيئة ويهدف لإزالة كافة المخلفات فى البحار، ومنها البلاستيك الضار بالبيئة والتى يصعب تحللها وتتحول إلى جزيئات بعد 400 عام تسمى مادة ميكروبلاستيك التى تتناولها الأسماك؛ وبالتالى يتناولها الإنسان وتضر بصحته؛ الروبوت مزود بجهاز لقياس نسبة التلوث الموجودة فى البحار أو أى مياه يوجد فيها ومخلفات البترول الخاصة بالمراكب.. 

 

المشروع جاء بدعم من جامعة الإسكندرية، وتم عرضه أثناء قمة المناخ بحضور متخصصين دوليين ومصريين بوزارتي البيئة والاتصالات ومن منظمات دولية لتقييم المشروع وحصل على المركز الثانى فى المبادرة، وقد قرر البنك الأوروبى للتعمير والانشاء تقديم الدعم اللازم لتنفيذ هذا المشروع والاستفادة من نتائجه فى شتى أنحاء العالم.. 

 

 

كما تحمست شركات كبرى لتبني المشروع ذاته خلال قمة مؤتمر المناخ COP 27 لتطوير الفكرة والتوسع فيها لخدمة مصر والعالم.. برافو طلاب هندسة إسكندرية وتحية للقائمين عليها.. ويحدونا أمل عريض أن  تتسارع الخطى لتأسيس فريق باسم جامعة الإسكندرية للروبوت، ليكون دعمًا لهذا المشروع المتميز كما وعد رئيس الجامعة.. وأظنه سيفعل.

الجريدة الرسمية