رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الخداع!

لا يقف الغش عند حدود معينة بل صار يغزو حياتنا، ولا يترك مجالًا إلا وضربه بقوة حتى صرنا نعاني من ويلاته وآثاره الوخيمة لاسيما في الدواء والغذاء وما خفي كان أعظم. الغش سلوك قديم سمعنا عنه حتى في عصر السلف الصالح والخلافة الراشدة، ودعني أذكرك بما جرى من حوار بين امرأة وابنتها عن غش اللبن..

ففي ذات ليلة خرج الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضى اللَّه عنه، مع خادمه -أسلم- ليتفقد أحوال المسلمين فى جوف الليل، وفى إحدى الطرق جلس ليستريح من التجوال إلى جانب أحد الجدران، فإذا به يسمع امرأة تقول: قومى إلى ذلك اللبن فامذقيه –أي اخلطيه– بالماء، فقالت الابنة: يا أُمَّاه، وما علمتِ ما كان من عَزْمَة أمير المؤمنين اليوم؟!

قالت الأم: وما كان من عزمته؟، قالت: إنه أمر مناديًا فنادى: لا يُشَاب اللبن بالماء، فقالت الأم: يا بُنيّتى، قومي إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك فى موضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر، فقالت الصبيّة: والله ما كنت لأطيعه فى الملأ وأعصيه فى الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فربّ أمير المؤمنين يرانا..

فما كان من عمر- والحال هكذا- إلا أن بعث إلى الجارية فزوّجها من ولده عاصم، فولدت لعاصم بنتًا، ولدت هذه البنت ابنة صارت أمَّا للخليفة عمر بن عبد العزيز، خامس الخلفاء الراشدين - رضى اللَه عنه.

Advertisements
الجريدة الرسمية