رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. اندلاع معركة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه

حزن الشيعة يوم عاشوراء
حزن الشيعة يوم عاشوراء على استشهاد الإمام الحسين

في مثل هذا اليوم من عام 680م، وقعت معركة كربلاء بين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وأهل بيته وأصحابه وجيش الخليفة يزيد بن معاوية، وبسبب تلك المذبحة صار الإمام الحسين، سبط رسول الله، يُعرف بـ«سيد الشهداء».

 

عن المعركة وأسبابها 

أكثر المعارك جدلًا في التاريخ الإسلامي بسبب خلفيات المعركة، وما ترتب عليها من آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الآن، إذ أصبح لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ ووقعت يوم عاشوراء. 

تعود أسباب المعركة وفقًا لمصادرَ تاريخية إلى وقت استقرار الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان بعد توقيع معاهدة الصلح مع الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان الأخير يحاول حقن الدماء وتوحيد الكلمة بعد سلسلة من الصراعات الداخلية بين المسلمين ابتداءً من فتنة مقتل عثمان إلى معركة الجمل ومعركة صفين، وقد أثنى الكثير على هذه المبادرة وسُمِّي العام الذي تم فيه الصلح «عام الجماعة».

مبادرة الصلح والتنازل كانت مشروطة بعودة طريقة الخلافة إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب بعد موت معاوية، وأعقب هذا الصلح فترة من العلاقات الهادئة بين أعداء الأمس في معركة صفين، لكن بعد وفاة الحسن قام معاوية وهو على قيد الحياة بترشيح ابنه «يزيد» للخلافة من بعده، وكان المسلمون ينظرون إليه باعتباره غير كفء للخلافة، ولا يستحقها؛ نظرًا لسلوكياته الخارجة، وتأكيد الكثيرين على إدمانه للخمر، وبعده عن التقوى والحكمة اللازمة لإدارة شئون الدولة.

وأصبح القرار نقطة تحول في التاريخ الإسلامي من حيث توريث الحكم وعدم الالتزام بنظام الشورى الذي كان متبعًا في اختيار الخلفاء السابقين.

 

نتائج امتناع الحسين عن المبايعة 

مات معاوية بن أبي سفيان وأصبح ابنه يزيد خليفة، ولكن تنصيبه جوبه بمعارضة من قبل معظم الصحابة والمسلمين ومنهم الإمام الحسين بن علي، لهذا كانت خلافة يزيد التي دامت ثلاث سنوات وصلة حروب متصلة على رأسها معركة كربلاء.

انتهت المعركة باستشهاد الحسين، وهناك جدل تاريخي حول المسئول عن قتله، وازداد بغض يزيد لدى المسلمين، إذ كان لاغتيال الحسين تأثير عاطفي على أهل السنة والجماعة الذين يتذكرون الحدث باعتباره حادثًا مأساويًا، وأن الذين قتلوا بصحبة الحسين شهداء، بينما كان التأثير على الشيعة أعمق وظهر على شكل مراسم وشعائر وعقائد، لا تزال قائمة حتى الآن. 

الجريدة الرسمية