رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دعاة ١١/١١ يخشون الإحباط!

دعوة المصريين للتظاهر يوم ١١ نوفمبر لتغيير النظام السياسى ليست الدعوة الأولى للخروج في هذا اليوم من هذا الشهر.. سبقها دعوة مماثلة للخروج في يوم ١١ نوفمبر عام ٢٠١٦، وقد فشلت لأنها لم تلق استجابة من المصريين.. والمثير أن مذيعا إخوانيا بدأ يتحدث عن احتمال فشل دعوة التظاهر الجديدة في يوم ١١نوفمبر عام ٢٠٢٢ وطالب الداعين لها أن يجهزوا أنفسهم لهذا الاحتمال حتى لا يقعوا أسرى الإحباط الذى سبق أن ذاقوا طعمه من قبل سواء في نوفمبر ٢٠١٦ أو قبله وبعده أيضا لفشل دعواتهم للمصريين للتحرك لتغيير النظام السياسى.. وطالب بضرورة الإسراع بالتخلص من هذا الإحباط المتوقع الذى لا يستبعده.
 

غلاء وتضخم

وهذا يعد في حد ذاته تطورا جديدا ملفتا للانتباه في تلك الدعوة الجديدة للمصريين للخروج للشوارع والميادين والتى أطلقوا عليها تارة ثورة المناخ وتارة أخرى ثورة الغلابة.. وهو قد يعنى إما أن أصحاب تلكَ الدعوة اكتشفوا إن دعوتهم لا تلقى الاستجابة المرجوه التى كانوا يتوقعونها أو ينتظرونها رغم استثمارهم بشدة حالة الضيق التى أصابت الناس بسبب الغلاء والتضخم الذى مازال يتصاعد، في ظل عدم وجود تنظيمات أو حركات في الداخل تتبنى هذه الدعوة كما كان الحال قبل يناير ٢٠١١..  

 

وأما إن أصحاب هذه الدعوة كان لهم فيها هدفا قريبا وآخر بعيدا.. القريب هو إحراج النظام السياسى المصرى خلال عقد مؤتمر المناخ إذا ما خرج البعض للتظاهر، وليس حدوث تغيير سياسي عاجل على غرار ما حدث في يونيه، لإختلاف الظروف تماما، حيث كانت الرغبة الشعبية جارفة في يونيه للتخلص من حكم مرسى وأخوانه وكانت القوات المسلحة مستعدة لدعم هذا المطلب الشعبى وبقوة وحسم..

 

ولذلك تبنت صياغة خطة للمستقبل السياسى للبلاد وأشرفت  على تنفيذها.. أما الهدف البعيد فهو تحقيق تراكم للضغوط على النظام السياسى كما حدث قبل يناير ٢٠١١، وهذا أمر إشترك فيه الإخوان مع قوى ومنظمات وشخصيات مدنية وقتها بعد أن اتخذوا في عام ٢٠٠٩ قرارا باسقاط نظام مبارك وأن يحلوا هم محله بمباركة أمريكية وترحيب غربى، خاصة وأن البلاد على موعد للانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٤، أى بعد أقل من عامين، فضلا عن الإخوان لم يكفوا حتى الآن عن محاولات غواية بعض القوى والعناصر المدنية لتحالف جديد معها.
 

 

كل ذلك يبين أن الإخوان لم يتخلوا عن السعى للسلطة مهما إدعوا غير ذلك وأقسموا بأغلظ الإيمان.. وليس مصادفة أن دعوة  ١١ /١١ الجديدة لعام ٢٠٢٢ اقترنت باقتراحات من قبل عناصر اخوانية إذا نجحت بتشكيل مجلس رئاسي يضم ممثلا عنهم وآخر عن القوى المدنية وثالث عن الأقباط، رغم أن إبراهيم منير القائم بعمل مرشد الجماعة أعلن قبل أيام طلاق الجماعة للسياسة وتوقفها التام عن السعى للسلطة!.. لكن الحديث الآن من قبل البعض منهم عن ضرورة تجاوزهم الإحباط إذا فشلت تلك الدعوة يشي بأنهم سوف يستمرون في دعواتهم هذه للمصريين خلال الفترة التي سوف تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة.  
ونكمل غدا

Advertisements
الجريدة الرسمية