رئيس التحرير
عصام كامل

معشوقة الأدباء.. مي زيادة التي صدمت العقاد بمشاعرها.. وحب هذا الشاعر أصابها بالجنون

الاديبة مى زيادة
الاديبة مى زيادة

أديبة وكاتبة عربية عشقها جميع الأدباء والعباقرة، ولدت في 1886 بمدينة الناصرة، هي ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي زيادة فيما بعد اختصار اسمها، اشتهرت بتعدد لغاتها ونبغت في الشعر والأدب والموسيقى، تربعت على عرش الأدب العربى سنوات طويلة وتقول عن نفسها "أنا مصرية فلسطينية لبنانية سورية ".


كانت مى زيادة أشهر أديبة عربية في القرن العشرين، وصفها الكاتب أحمد حسن الزيات بالظاهرة العجيبة، وقال عنها الدكتور طه حسين: "صاحبة صوت جميل يصل من الأذن إلى القلب مباشرة  .

دراسة الفلسفة 

ولدت ماري إلياس زيادة لأب لبنانى وأم فلسطينية فى حي الناصرة بفلسطين، وفى عام 1908 حضرت إلى القاهرة حيث عمل والدها فى صحيفة المحروسة، وعاشت والتحقت بالجامعة المصرية لتدرس علوم الفلسفة والآداب ومن هنا تبنت الدعوة إلى أن مصر للمصريين عام 1919.

حرية المرأة 

كانت مي زيادة متميزة فى كتاباتها فكتبت فى كل شيء، وقامت بتحليل كتابات الرجال وطالبت بحريتها وحرية النساء بصفة عامة، وكتبت 14 كتابًا أولها: المساواة، باحثة البادية، عائشة التيمورية، غابة الحياة، ابتسامات ودموع، بين المد والجزر، كلمات واشارات، الصحائف وغيرها، الى جانب مجموعة كبيرة من المقالات.


وبعد انتهاء الحرب وفى عام 1926 كانت تعقد صالونا أدبيا فى بيتها عرف بـ"صالون مي" وكان مقره في مصر 14 شارع مظلوم بباب اللوق ـ شارع عبد السلام عارف حاليا ـ وكان يضم رموز الأدب والصحافة ومنهم:عباس محمود العقاد، أحمد شوقى، حافظ إبراهيم، أحمد لطفى السيد، خليل مطران، أنطون الجميل، داوود بركات، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين الى جانب عدد من صحفيي ذلك الوقت.

معشوقة الادباء 

كانت مى زيادة معشوقة الأدباء فقد أحبها وهام بها حبا الصحفى أنطون الجميل والشاعر خليل مطران لكن فى صمت، وكتب فيها مصطفى الرافعى قصائد الشعر، أما عباس العقاد فعندما سئل عن أحب النساء إلى قلبه قال سارة ومي زيادة، ومن هنا كانت كتابتها للشعر الرومانسى، ونشرت أجمل مقالاتها في جريدة الأهرام بدءا من عام 1922.

العقاد ومى قصة حب من طرف واحد 

وصفها الشيخ مصطفى عبد الرازق بـ "رائدة النهضة النسوية فى الشرق" وقال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي (إذا نطقت صبا عقلي إليها، وإن بسمت إلى صبا جنانى)، وقال أنطون الجميل " كل لقب ضئيل إذا ما قورن باسمك يامى ".


أحبها الأديب عباس محمود العقاد لكنها صدته واقتصرت علاقتها به على الصداقة فقط وكانت تقول عنه: انه سريع الرضا وسريع الغضب، يقدم لها وردة في الصباح، ويلقي عليها طوبة في المساء، وكانت تسمي حبه الحب المتعب.


كان العقاد يغار على مي من كل من حولها، وكان يقول لها: إن قلبها مثل نادي محمد علي لكثرة ما يتردد عليه من عظماء.

قصص الغرام 

وتكرر الحب والعشق  ولكن بدرجات متفاوتة مع عدد آخر من عباقرة الأدب والثقافة فى حينها إلا أن أغلب النقاد يجمعون على أن مى زيادة لم تحب إلا رجلا واحدا أحبته حبا صادقا رغم أنها لم تقابله ولم تراه أبدا فى حياتها وإنما جمعت بينهما الخطابات أى إنه حب بالمراسلة وكان الحبيب هو الشاعر جبران خليل جبران.

جبران خليل جبران ومى زيادة قصة حب على الورق 

كان جبران يعيش فى نيويورك ومى تعيش فى القاهرة ورغم ذلك كانت قصة حبهما أجمل قصة حب فى الأدب العربى. وكان رحيله عام 1931 من الأحداث التى كسرتها وأوصلتها إلى المرض والجنون.


تعرضت مى لمحنة شهيرة فحين قررت إهداء مكتبتها إلى مصر بعد وفاتها قام أحد أقاربها بالحجر عليها وأدخلها مستشفى الأمراض العقلية فأضربت عن الطعام، وقرر الأطباء أنها سليمة عقليا وتوسط الأدباء في الوطن العربى لخروجها من المستشفى فأخرجتها الشرطة فى موكب كبير ورجعت إلى مصر بالعقار رقم 1 شارع السباع ـ صبرى أبو علم حاليا ـ لكنها عاشت فى عزلة تامة وأصيبت بالضعف والهزال ووضعت كتابا بعنوان "العصفورية" يحكي معاناتها فى مستشفى المجانين، حتى رحلت في مثل هذا اليوم 17 أكتوبرعام 1941 بمستشفى المعادى بالقاهرة.

مقبرة مى 

دفنت مى زيادة في مصر في مقابر الطائفة المارونية في مار جرجس، في مقبرة تحوطها الخضرة وحديقة صغيرة لكن أصبحت مقبرتها الآن ركنا صغيرا وسط المقابر لتتسع لغيرها من الموتى وليست لها وحدها بعد أن طواها النسيان.
 

الجريدة الرسمية