رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. اندلاع معركة بلاط الشهداء بين والي الأندلس وقوات الفرنجة والبورغنديين

معركة بلاط الشهداء
معركة بلاط الشهداء

في مثل هذا اليوم من عام 732م نشبت معركة بلاط الشهداء في جنوب فرنسا بين المسلمين بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي من جهة، وقوات الفرنجة والبورغنديين بقيادة شارل مارتل من جهة أخرى. 

 

عن المعركة 

تُسمى في السياق الإسلامي معركة "بلاط الشهداء" بسبب العدد المتزايد للشهداء المسلمين في المعركة إلى جانب قائد الجيش ووالي الأندلس، وفي الإنجليزية تسمى معركة "تور"، والفرنسية معركة "بواتييه" نسبةً للمكان الذي دارت في المعركة بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتين، وكانت بين قوات المسلمين تحت لواء الدولة الأموية بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي من جهة، وقوات الفرنجة والبورغنديين بقيادة شارل مارتل من جهة أخرى. 

كان الغافقي قد حشد جيشًا كبيرًا تعده المصادر الإسلامية أكبر جيش أُموي دخل الأندلس حتى ذلك الوقت، وانطلق في البداية من سرقسطة نحو كتالونيا وهو أقرب الأقاليم من الأندلس قديمًا، ثم سار شمالًا وفتح كل المدن التي قابلته في الطريق حتى وصل إلى بواتييه فافتتحها، لكن عندما وصل إلى بواتييه تلقى هزيمة صعبة على يد قوات الفرنجة وقُتل عبد الرحمن الغافقي، وعلى إثر ذلك تراجع وانسحب الجيش الإسلامي.

حتى الآن تفاصيل المعركة من حيث الموقع وأعداد القوات المشاركة من الطرفين لا يمكن تحديدها على وجه الدقة، إلا أن المؤكد فيها أن قوات الفرنجة انتصرت، ودون أن يكون لديهم سلاح فرسان. 

 

نقطة التحول في المعركة 

وأشاد المؤرخون الغربيون المتأخرون في فترة ما قبل القرن العشرين بقائد قوات الفرنجة شارل مارتل وعدُّوه بطلًا، واصفين المعركة بنقطة التحول الحاسمة التي حفظت المسيحية كديانة لأوروبا. 

وفقًا للمؤرخ العسكري الحديث فيكتور ديفيس هانسون، فإن معظم مؤرخي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، رأوا أن المعركة أوقفت المد الإسلامي في أوروبا، لذا عدَّها علامة فارقة في واحدة من أهم الحقب في تاريخ العالم.

في اتجاه آخر، انقسم بعض الباحثين الغربيين حول أهمية المعركة، واختلفوا حول ما إذا كان الانتصار سببًا معقولًا لإنقاذ المسيحية كما روّج بعد إيقاف الفتح الإسلامي لأوروبا، لكن ما يتم الاتفاق حوله أن المعركة أسهمت في تأسيس الإمبراطورية الكارولنجية التي أسست لهيمنة الفرنجة على أوروبا في القرن التالي، كما يتفق معظم المؤرخين على أنها فتحت الباب لإنتاج قوة عسكرية غير مسبوقة لأوروبا الغربية حددت مصير القارة طوال القرون اللاحقة. 

الجريدة الرسمية