رئيس التحرير
عصام كامل

الحب.. معجزة الرسول  (3 )

مما أخبر به أبو سعيد الخدري أنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المنبر فقال: "إن عبدًا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده"، فبكى أبو بكر وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به.

وبعد أن انتقل رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى جوار ربه، رأينا من قصص الحب له ما لا يقل عن أمثالها في حياته، صلى الله عليه وآله وسلم.

حبيب بن زيد

فهذا حبيب بن زيد بن عاصم ابن الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب، الذي انضم إلى صفوف المسلمين فى حروب الردة وقاتل بينهم، ولكنه وقع فى يد مسيلمة الكذاب أسيرًا فأذاقه ألوان العذاب، ولكنه صبر وتجلد، وقال له مسيلمة: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ فقال حبيب: نعم. فقال له: أتشهد أنى رسول الله؟ فقال لا أسمع. فقطع مسيلمة الكذاب جسم حبيب حتى مات.

 

ويحمل التاريخ المعاصر الكثير والكثير من حكايات الصالحين الدالة على عميق حبهم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهم من صدق فيهم قول الحبيب المصطفى، فيما روى الإمام أحمد من حديث أبي جمعة، قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال: يا رسول الله؛ أحد منا خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك، قال: نعم، قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي ولم يروني.

 

الحب معجزة ربانية

الله، جلت قدرته، أحب رسوله، وقال في محكم آياته: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ.. مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

محمد سيد الكونين والثقلين.. والفريقين من عرب ومن عجم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته.. لكل هول من الأهوال مقتحم

 

كان الحب معجزة ربانية منحها الله، جل وعلا، لنبيه، ومصطفاه، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، لا يملك كائن، بشرا أو حيوانا أو نباتا أو جمادا، إلا أن يحب النبي، لمجرد رؤيته.. حب من النظرة الأولى.

 

 

الحب يعلمنا العطاء، والوفاء، والانتماء، ويمنحنا طاقات إيجابية خلاقة.. وما نجحت الدولة الإسلامية في بداياتها إلا بالحب. والحب لله ولرسوله، صلى الله عليه وآله وسلم.. فلما تغلبت الكفة الدنيوية، وزاد حب الدنيا والأموال والشهوات على حب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، انقلبت الأوضاع، وتكالب الناس على التنافس من أجل امتلاك الماديات، وانتهى بنا الأمر إلى ما نحن عليه من ضعف وهوان.

ولن نجتاز أزماتنا الآنية، إلا بالعودة إلى حب الله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيت رسوله.

الجريدة الرسمية