رئيس التحرير
عصام كامل

النص الكامل لمرافعة النيابة في قضية مقتل فتاة الشرقية: المتهم صاحب أفكار تشاؤمية متمردة.. لم يكتف بقتل سلمى وقام بتصويرها.. وهذا هو السبب الحقيقي لارتكابه الجريمة

هيئة محاكمة قاتل
هيئة محاكمة قاتل فتاة الشرقية

أذاعت النيابة العامة مرافعتَها في القضية رقم 7730 لسنة 2022 جنايات أول الزقازيق، والمتهم فيها إسلام محمد فتحي بقتل المجني عليها سلمى بهجت محمد عمدًا مع سبق الإصرار والترصُّد.

ووصفت النيابة في بداية مرافعتها المجني عليها سلمي بهجت بأنها طالبة طموحة متفوقة دراسيا أنهت دراستها الثانوية وترسم مستقبلها بهدوء والتحقت بأكاديمية الشروق منذ 4 سنوات لتخطو أولى خطواتها العلمية وفي ذات الاونة يلتحق شاب في عمرها بذات الاكاديمية انه المتهم إسلام محمد.

وعن وصف المتهم قالت النيابة: هو شاب يقيم مع أسرته بالشرقية لديه من الأخوات 3 فتيات هو كبيرهم ساخط على مستوى معيشته الاجتماعية غير راض بحياته الأسرية غير عابيء بدراسته يشعر انه اقل من المحيطين به يسعى لجذب الناس من حوله ولو باستنكار افعاله او معتقداته يرغب في الظهور.

وأضافت النيابة في وصف المتهم أنه بحث عما يحقق غايته حتى وجدها في أصدقاء السوء الذين اوعزوا له بقراءة بعض الكتابات التي تحتوي على أفكار شاذة ومعتقدات ضالة فساءت طباعة وتشوهت أفكاره بعدما طالع العديد والعديد من هذه الكتابات فهي معتقدات شاذة عن مجتمعنا الوسطي أفكار تدعو للاعتقاد بأن النفس البشرية لا قيمة لها وأن الحياة هي شر مطلق ويجب أن نقضي عليها بالانتحار أو الموت أراديا دون انتظار الأجل المكتوب أفكار تشاؤمية متمردة.

وتابعت النيابة في وصف المتهم وقالت انه اتخذ من الإلحاد مسلكا ينكر وجود الإلهي ويزدري الأديان.
وقالت النيابة:أن المجني عليها والمتهم تعرفا على بعضهما كزملاء دراسة في عامهم الدراسي الأول ومع بداية عامهما الثاني تطورت علاقتهما بالارتباط علاقة محكوم عليها بالفشل من البداية فلا يوجد بينهما عامل مشترك فيوجد بينهما اختلاف بالطباع والأفكار وفارق في الاهتمامات فالمجني عليها منشغلة في دراستها، طموحة افكارها معتدلة بينما المتهم غير عابيء بمستقبله يعتقد بأفكار شاذة متطرفة يرسب المتهم بينما تتفوق المجني عليها في مشوارها العلمي ورغم هذا استمرت علاقهتما وارتباطهما لفترة من الزمن.


وأضافت النيابة: وتعددت محاولات المتهم خطبة المجني عليها فتكرر الرفض حتى بدأت المجني عليها تنفر من أفكاره ورفضت هي الأخرى استمرار العلاقة فاستحضر المتهم معتقد ان النفس البشرية لا قيمة لها فانتوى قتل المجني عليها حتى لا تكون لأحد غيره فسار الباعث ظاهرة رفض المجني عليها وأهلها خطبتها ولكن حقيقته بأن هذه الأفكار التي آمن بها المتهم هي السبب بل الوحيد في رفض طلبه وهي ذاتها التي أوزعت له ارتكاب جريمته.


وتابع ممثل النيابة العامة: فليس كل من يتقدم لخطبة فتاة ويرفض طلبه يستبيح الدماء.


وأردف المستشار أحمد عاطف: اتبع المتهم مخططا محكما بدأه بتهديده للمجني عليها بالقتل وترويعها إذا لم تنصاع إليه وتستمر علاقها فلاحقها بالعديد من الرسائل النصية عبر مواقع التواصل جعلت المجني عليها تستجدي عطفه أن يتركها لحالها ولم يتوقف فبدا في ملاحقتها في مكان دراستهما وطلب منها في يونيو الماضي أن تتخلف عن حضور محاضراتها فرفضت فسار يلاحقها ويهددها بالقتل وهنا تحذره بابلاغ الشرطة إذا لم يكف.


وأكمل ممثل النيابة العامة أثناء مرافعته: لقد أصاب المتهم قلب المجني عليها بالرعب فاتخذت قرارا بالتخلف عن حضور المحاضرات حتى تفر من ملاحقته لها واقتصر الأمر على حضور الامتحانات ويتزامن الأمر مع حادث قتل نيرة اشرف فتاة المنصورة.

وأضاف ممثل النيابة أن مواقع التواصل تسببت في نشر الأكاذيب في قضية نيرة اشرف والشائعات الأمر الذي جعل بعض الأشخاص يتعاطفون مع القاتل وفي ظل هذا وذاك يجلس المتهم قاتل فتاة الشرقية ليتعاطف هو الآخر مع قاتل فتاة المنصورة ويشبه نفسه به وإن كانت فكرة الجريمة موجودة لديه قبل ذلك.

 
وأوضحت النيابة العامة أن المتهم هاتف المجني عليها بعد واقعة قتل نيرة اشرف يحذرها بأنه سيقتلها كما قتلت فتاة المنصورة اذا لم تقبل له فأعرضت عنه فاستمر في تهديده لها بالقتل وظل يتتبعها حتى علم من الموقع الالكتروني للجامعة أن 29 يونيو هو موعد مناقشة سلمي رسالة تخرجها فأحرز مطواة وقصد الجامعة عاقدا العزم على قتلها متشبها بقاتل فتاة المنصورة، عزم علي قتل المجني عليها التي كانت تعيش في فزع لدرجة انها طلبت من والدها مرافقتها للمعهد الدراسي، توجهت المجني عليها الي المعهد الدراسي مرتعبة تخشى لقاء المتهم الذي أخذ يبحث عنها محرزا المطواه حتى التقاها وعلم منها بوجود والدها فأجل مخططه بعدما حدثته نفسه بمهاتفة والديه وطلب حضورهما وطلب خطبتها من أبيها مرة أخيرة وهددهما بقتلها اذا لم يستجيبا فحضر الوالدين على عجل خوفا من تنفيذ تهديده.


واستطردت النيابة: حضر والدا المتهم وتقابلا مع والد المجني عليه الذي رفض مطلبه مرة أخرى لاختلاف الطباع فثار المتهم وجدد تهديده بقتل المجني عليها التي انصرفت  مع والدها وانقطعت من بعدها كل سبل الاتصال واكتفى الوالد بذلك ولم يبلغ الشرطة عن الأمر.

واوضحت النيابة: أن المتهم ظل يلاحق المجني عليها حتي نشر صورة له معها على تطبيق للمحادثات وعلق مهددا بانه سيقتلها ببشاعة يهتز لها عرش الرحمن.


وقالت النيابة: توالت من بعدها تعليقات من حساب المتهم الشخصي التي انتهج فيها ذات الأسلوب بالقتل انتقاما لنفسه وثأرا لكرامته المزعومة ولم تتوقف محاولات اتصاله بالمجني عليها فتارة يهاتف خالها وتارة أخرى يحدث شقيقها يهدده بإيذاء شقيقته سلمي حتى تحترق قلوبهم عليها تهديدات تنم عن خلو قلبه من كل معاني الانسانية.


وتابعت: ظل المتهم يحاول تتبع اخبار المجني عليها حتى تواصل مع إحدى صديقاتها المقربين يدعي رغبته الاطمئنان عليها ولقاءها واخفي عليها سعيه ترصدها وتنفيذ مخططه بقتلها لتجيبه الاخيرة بحسن نية دون قصد ظنا منها انها تعمل لصالح صديقتها فتعلمه بحالها وتعلمه بأخبارها حتى علم بلقاء مزعم بينهما يوم 9 اغسطس الماضي بالجريدة محل تلقي الصديقة تدريبات بها أنه يوم الواقعة.


وأكملت: بحث المتهم على شبكة الانترنت عن هاتف مالك الجريدة التي يقصدها لترصد المجني  وتواصل معه وأدعى أنه يرغب التدريب فيها وعلم منه بمكان الجريدة.


وأضافت: توجه المتهم الى عنوان الجريدة وأخذ يبحث في محلات الادوات المنزلية عن سكين لينفذ بها جريمته حتي استقر علي أحد المحلات بمدينة الزقازيق واشتري منه سكينا واخفاه بين طيات ملابسه ثم توجه لمسرح الواقعة بمدخل العقار وظل لما يقارب الساعه يراجع خطته ويستحضر فكره يحوم حول العقار يعاينه ليتخير الموضع الانسب للاختباء لضحيته قبل أن يباغتها لقتلها ثم اندس المتهم للمجني عليها بمدخل العقار في زاوية خفية عن الانظار يستعجل اتيان جرمه حتى قاربت الساعة 2 ظهر يوم الواقعة.

وأردفت: حضرت المجني عليها للقاء صديقتها ووقفت امام مدخل العقار تحدثها هاتفيا تطلب منها النزول لاصطحابها، دخلت سلمى لمدخل العقار وتجاوزت مكان اختباء المتهم دون أن تلحظ وجوده وهنا لاحظها المتهم فنادي عليها باسمها بكل كبر اراد ان تلتفت اليه اولا قبل طعنها، ثم اخرج سكينا باغتها بطعنة غاشمة أصاب عمق جسدها وسقطت ارضا فاتكأ المتهم على ركبتيه ليستكمل التعدي عليها بطعنات وحشية ولم يكتف بطعنة او اثنين  بل طعنها بعنف وتتابع حتى بلغت 31 طعنة اصاب بها جسدها فازهق روحها.


واستطردتك وهنا حضرت صديقة المجني عليها مع بدء التعدي فصرخت تطلب المساعدة ولكن لم يستطع احد الاقتراب حيث هددهم المتهم بالسكين ليستكمل تعديه حتي اتم جرمه وقتل المجني عليها.


وأوضحت: ان المتهم لم يكتف بفعلته بل تفاخر بجرمه شاهرا سكينه وأخرج هاتفه ليلتقط للمجني عليها صورة بعد قتلها وبكل خسة قام بنشرهاعلي تطبيق احد المحادثات ليجاهر بفعله بل هاتف والدته ليعلمها بأنه قد قتل سلمي وانتقم لكرامة زائفة حتى حضرت الشرطة وضبطته
 

وقالت النيابة: ان المتهم اقر في التحقيقات انه قتلها بسبب حبه لها قائلا: " لاني مكنتش متخيلها مع حد تاني غيري وبحبها وعايز اتجوزها "، بينما ثبت عكس ذلك في التحقيقات.

واضافت النيابة انه بتفريغ هاتف المتهم تبين احتواءه علي رساله ارسلها للمجني عليها يهددها بالقتل ليس حبا لها بل رد اعتبار لكرامته بعد اعراضها عنه.

وكانت محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار محمد عبد الكريم رئيس المحكمة، أحالت أوراق قاتل فتاة الشرقية سلمى بهجت محمد لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة ٣ نوفمبر المقبل للنطق بالحكم.

وتسلمت المحكمة تقرير الطب الشرعي في قضية قاتل سلمى بهجت المعروفة إعلاميًّا بـ فتاة الشرقية، وقال تقرير الطب الشرعي: إن المتهم لا يعاني من أي أمراض نفسية أو عصبية، كما أنه سليم تمامًا وليس كما ادَّعى البعض أن هناك خللًا في قُواه العقلية جعله يرتكب تلك الأفعال من قتل الفتاة بطريقة وحشية..

الجريدة الرسمية