رئيس التحرير
عصام كامل

غزوة الأجانب في الكرة المصرية.. 7 مدربين في "الممتاز".. 8 لاعبين لكل فريق.. وزارة الرياضة تكتفي بالفرجة.. والمنتخب أبرز الضحايا

فيتوربا وفيريرا وكولر
فيتوربا وفيريرا وكولر

‬بات‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬مسابقة‭ ‬الدورى‭ ‬فى‭ ‬نسختها‭ ‬القادمة‭ ‬فى‭ ‬ثوب‭ ‬جديد‭ ‬‮«‬نيولوك‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬سبعة‭ ‬أندية‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بمدربين‭ ‬أجانب‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الإدارة‭ ‬الفنية‭ ‬لفرقها‭ ‬فى‭ ‬المسابقة‭ ‬وهى،‭ ‬الأهلى‭ ‬الذى‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬السويسرى‭ ‬مارسيل‭ ‬كولر‭ ‬مديرا‭ ‬فنيا‭ ‬للفريق‭ ‬الأول،‭ ‬والزمالك‭ ‬الذى‭ ‬يقوده‭ ‬البرتغالى‭ ‬المخضرم‭ ‬جيسفالدو‭ ‬فيريرا‭ ‬من‭ ‬الموسم‭ ‬الماضى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بيراميدز‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬اليونانى‭ ‬تاكيس‭ ‬جونياس،‭ ‬وفاركو‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬البرتغالى‭ ‬نونو‭ ‬ألميدا‭ ‬وإنبي‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬البرازيلى‭ ‬جوزفان‭ ‬فييرا،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬أعلن‭ ‬مسئولو‭ ‬الاتحاد‭ ‬السكندرى‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬الصربى‭ ‬زوران‭ ‬مانولوفيتش‭ ‬مديرا‭ ‬فنيا‭ ‬للفريق‭ ‬الأول،‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬مسئولو‭ ‬غزل‭ ‬المحلة‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬القبرصى‭ ‬بابا‭ ‬فاسيليو‭ ‬مديرا‭ ‬فنيا‭ ‬لفريق‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد‭.‬

غزوة الأجانب
الاستعانة‭ ‬بالمدربين‭ ‬الأجانب‭ ‬فى‭ ‬أندية‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز‭ ‬تبدو‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬تهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المصرية،‭ ‬لأنها‭ ‬تعد‭ ‬مؤشرا‭ ‬صريحا‭ ‬على‭ ‬انعدام‭ ‬الكفاءات‭ ‬التدريبية‭ ‬المصرية‭ ‬داخل‭ ‬القطر‭ ‬المصرى،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬حقيقى،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أندية‭ ‬عدة‭ ‬داخل‭ ‬الدورى‭ ‬المصرى‭ ‬قدمت‭ ‬عروضا‭ ‬ونتائج‭ ‬رائعة‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬مدربين‭ ‬مصريين‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬المنقضى‭ ‬أبرزها‭ ‬فريق‭ ‬طلائع‭ ‬الجيش‭ ‬الذى‭ ‬احتل‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬فى‭ ‬مسابقة‭ ‬الدورى‭ ‬وفريق‭ ‬فيوتشر‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬على‭ ‬ماهر‭ ‬الذى‭ ‬احتل‭ ‬المركز‭ ‬الخامس‭ ‬بنفس‭ ‬رصيد‭ ‬نقاط‭ ‬طلائع‭ ‬الجيش‭ ‬56‭ ‬نقطة،‭ ‬فيما‭ ‬فشل‭ ‬فريق‭ ‬الأهلى‭ ‬مثلا‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬بطولات‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬المنقضى‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬البرتغالى‭ ‬ريكاردو‭ ‬سواريش،‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬حضر‭ ‬خلالها‭ ‬الرجل‭.‬


ويبدو‭ ‬أن‭ ‬مسئولى‭ ‬الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬قد‭ ‬نسوا‭ ‬أو‭ ‬تناسوا،‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الإنجازات‭ ‬والبطولات‭ ‬التى‭ ‬حققتها‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المصرية،‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬أيد‭ ‬مصرية‭ ‬وتحت‭ ‬قيادة‭ ‬مدربين‭ ‬وطنيين،‭ ‬فالجنرال‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬الجوهرى‭ ‬قاد‭ ‬منتخب‭ ‬الفراعنة‭ ‬للفوز‭ ‬ببطولة‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬فى‭ ‬1998‭ ‬والتأهل‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬إيطاليا‭ ‬1990‭ ‬وقاد‭ ‬القطبين‭ ‬الأهلى‭ ‬والزمالك‭ ‬للفوز‭ ‬ببطولة‭ ‬دورى‭ ‬أبطال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬أما‭ ‬حسن‭ ‬شحاتة‭ ‬فقد‭ ‬حقق‭ ‬إنجازا‭ ‬تاريخيا‭ ‬وهو‭ ‬الفوز‭ ‬بثلاث‭ ‬بطولات‭ ‬متتالية‭ ‬فى‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬وارتقى‭ ‬بالمنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬للمركز‭ ‬العاشر‭ ‬فى‭ ‬تصنيف‭ ‬الفيفا‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخه‭ ‬فى‭ ‬2010‭.‬.


وهل‭ ‬نسى‭ ‬مسئولو‭ ‬أندية‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز،‭ ‬أن‭ ‬الميدالية‭ ‬الوحيدة‭ ‬العالمية‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المصرية‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المدرب‭ ‬الوطنى‭ ‬شوقى‭ ‬غريب،‭ ‬الذى‭ ‬فاز‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب‭ ‬بالميدالية‭ ‬البرونزية‭ ‬فى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2001‭ ‬فى‭ ‬الأرجنتين،‭ ‬كما‭ ‬قاد‭ ‬المنتخب‭ ‬الأوليمبى‭ ‬للتتويج‭ ‬بأمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬تحت‭ ‬23‭ ‬سنة‭ ‬فى‭ ‬2019،‭ ‬وهو‭ ‬الفوز‭ ‬الذى‭ ‬أهله‭ ‬لأولمبياد‭ ‬طوكيو‭ ‬2020‭ ‬والتى‭ ‬حقق‭ ‬فيها‭ ‬المركز‭ ‬الثامن‭.‬


المثير‭ ‬للدهشة‭ ‬أن‭ ‬أندية‭ ‬الدورى‭ ‬تتهافت‭ ‬على‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب‭ ‬لتولى‭ ‬القيادة‭ ‬الفنية‭ ‬لفرقها‭ ‬فى‭ ‬المسابقة‭ ‬بالموسم‭ ‬الجديد،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬البلاد‭ ‬حاليًا‭ ‬متأثرة‭ ‬بتبعات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وبعدها‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬والتى‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بالاقتصاديات‭ ‬الناشئة‭ ‬مثل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭.‬

أزمة الدولار
وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تتخذ‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬استيراد‭ ‬السلع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬مثل‭ ‬القمح،‭ ‬نجد‭ ‬أندية‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز‭ ‬تهرول‭ ‬نحو‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬مدربين‭ ‬ولاعبين‭ ‬أجانب،‭ ‬يتحصلون‭ ‬على‭ ‬مرتباتهم‭ ‬من‭ ‬خزائن‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬بالدولار‭ ‬واليورو،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬وبعد‭ ‬إهدار‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬واليوروهات‭ ‬تتصارع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬الهبوط‭ ‬لدورى‭ ‬المظاليم،‭ ‬حيث‭ ‬يقتصر‭ ‬التتويج‭ ‬بالبطولات‭ ‬المحلية‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬ناديى‭ ‬الأهلى‭ ‬والزمالك،‭ ‬وتكتفى‭ ‬أندية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬بيراميدز‭ ‬وفيوتشر‭ ‬وطلائع‭ ‬الجيش‭ ‬بالتواجد‭ ‬فى‭ ‬المربع‭ ‬الذهبى‭ ‬ويكون‭ ‬أقصى‭ ‬طموحاتها‭ ‬هو‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬بطولة‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الأفريقية‭.‬


وما‭ ‬يدعو‭ ‬للأسف‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬المدربين‭ ‬الأجانب‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الأندية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬المصرى،‭ ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬الجهة‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬وهى‭ ‬أجنبة‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية،‭ ‬حيث‭ ‬فاجأنا‭ ‬مسئولوه‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬شلة‭ ‬خواجات‭ ‬لقيادة‭ ‬المنتخبين‭ ‬الأول‭ ‬والأولمبى،‭ ‬وخواجة‭ ‬ثالث‭ ‬يتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬الحكام‭ ‬فى‭ ‬سابقة‭ ‬هى‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية،‭ ‬وجار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬خواجة‭ ‬رابع‭ ‬يتولى‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬للاتحاد‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بهذه‭ ‬الكارثة‭ ‬بل‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة،‭ ‬وقرر‭ ‬مجلسه‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬سابق‭ ‬يسمح‭ ‬لكل‭ ‬ناد‭ ‬فى‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬خمسة‭ ‬لاعبين‭ ‬أجانب،‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الذى‭ ‬يقلص‭ ‬فرص‭ ‬اللاعبين‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬المشاركة‭ ‬مع‭ ‬أنديتهم‭ ‬فى‭ ‬المنافسات‭ ‬المحلية،‭ ‬حيث‭ ‬تضم‭ ‬مسابقة‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز‭ ‬90‭ ‬لاعبا‭ ‬أجنبيا‭ ‬بواقع‭ ‬5‭ ‬لاعبين‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬أندية‭ ‬الدورى‭ ‬الثمانية‭ ‬عشرة،‭ ‬يشاركون‭ ‬مع‭ ‬أنديتهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬90‭ ‬لاعبا‭ ‬مصريًا،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يدمر‭ ‬منتخباتنا‭ ‬الوطنية‭.‬

المنتخب الوطني
ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬كم‭ ‬يعانى‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطنى‭ ‬الأول‭ ‬العجز‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬الأساسية‭ ‬بصفوفه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬مضت،‭ ‬بسبب‭ ‬اعتماد‭ ‬الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬لاعبين‭ ‬أجانب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المراكز،‭ ‬وأبرزها‭ ‬مركز‭ ‬رأس‭ ‬الحربة،‭ ‬حيث‭ ‬عانى‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬كارلوس‭ ‬كيروش‭ ‬فى‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العرب‭ ‬بقطر‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مهاجم‭ ‬كفء‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬البطولة‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬مصطفى‭ ‬محمد‭ ‬المهاجم‭ ‬الأساسى‭ ‬للفراعنة‭ ‬بسبب‭ ‬احترافه‭ ‬فى‭ ‬الدورى‭ ‬التركى،‭ ‬فاضطر‭ ‬الخواجة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬محمد‭ ‬شريف‭ ‬ومروان‭ ‬حمدى‭ ‬ومهاجم‭ ‬الزمالك‭ ‬الصاعد‭ ‬أسامة‭ ‬فيصل،‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬ثلاثتهم‭ ‬المردود‭ ‬المنتظر‭ ‬خلال‭ ‬البطولة‭ ‬التى‭ ‬اكتفى‭ ‬الفراعنة‭ ‬فيها‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭

.‬
ولا‭ ‬يزال‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يعانى‭ ‬غياب‭ ‬المهاجم‭ ‬الهداف‭ ‬فى‭ ‬مركز‭ ‬رأس‭ ‬الحربة،‭ ‬بسبب‭ ‬اعتماد‭ ‬جميع‭ ‬أندية‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز‭ ‬على‭ ‬مهاجمين‭ ‬أجانب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المركز،‭ ‬وجميعهم‭ ‬يشاركون‭ ‬فى‭ ‬التشكيل‭ ‬الأساسى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬اللاعبين‭ ‬المصريين‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬اعتماد‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مهاجم‭ ‬وحيد‭ ‬هو‭ ‬مصطفى‭ ‬محمد‭ ‬المحترف‭ ‬فى‭ ‬الدورى‭ ‬الفرنسى،‭ ‬وغيابه‭ ‬لأى‭ ‬سبب‭ ‬يضع‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬للمنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬فى‭ ‬مركز‭ ‬قلب‭ ‬الهجوم‭.‬


ورغم‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬التى‭ ‬تنشأ‭ ‬عن‭ ‬القرارات‭ ‬العشوائية‭ ‬وغير‭ ‬المدروسة‭ ‬للمسئولين‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬المصرى،‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬مجلس‭ ‬الجبلاية‭ ‬مؤخرا‭ ‬بقرار‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المصرية،‭ ‬ومستقبل‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهو‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬لرابطة‭ ‬الأندية‭ ‬المصرية،‭ ‬يسمح‭ ‬للأندية‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬ثلاثة‭ ‬لاعبين‭ ‬أجانب‭ ‬يتم‭ ‬قيدهم‭ ‬تحت‭ ‬السن،‭ ‬وكأن‭ ‬الإخفاقات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمنتخبى‭ ‬مواليد‭ ‬2003‭ ‬و2006،‭ ‬فى‭ ‬بطولتى‭ ‬كأس‭ ‬العرب‭ ‬للشباب‭ ‬والناشئين‭ ‬لم‭ ‬تشغل‭ ‬لهم‭ ‬بالًا،‭ ‬وهما‭ ‬الفريقان‭ ‬اللذان‭ ‬يمثلان‭ ‬مستقبل‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭.‬


والعجب‭ ‬العجاب،‭ ‬أن‭ ‬يأتى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬بهذه‭ ‬القرارات‭ ‬الخزعبلانية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أزمة‭ ‬طاحنة‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بسبب‭ ‬تراجع‭ ‬مخزون‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬والوضع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭.‬

وزارة الرياضة
أما‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬فهى‭ ‬تقف‭ ‬موقف‭ ‬المتفرج‭ ‬ولا‭ ‬تبالى‭ ‬بهذه‭ ‬القرارات‭ ‬العشوائية‭ ‬التى‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬هدر‭ ‬موارد‭ ‬مصر‭ ‬الدولارية‭ ‬فى‭ ‬صفقات‭ ‬وتعاقدات‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬ورائها،‭ ‬منتهجة‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬ودن‭ ‬من‭ ‬طين‭ ‬وودن‭ ‬من‭ ‬عجين‮»‬‭.‬.


فى‭ ‬المقابل،‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬يتخذ‭ ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تلزم‭ ‬الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الاحتراف‭ ‬الخارجى‭ ‬أمام‭ ‬اللاعبين‭ ‬المصريين،‭ ‬أسوة‭ ‬بدول‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬مثل‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬وتونس،‭ ‬ومنتخبات‭ ‬أفريقيا‭ ‬السمراء‭ ‬التى‭ ‬تمتلئ‭ ‬منتخباتها‭ ‬الوطنية‭ ‬بعشرات‭ ‬بل‭ ‬مئات‭ ‬اللاعبين‭ ‬المحترفين‭ ‬فى‭ ‬الدوريات‭ ‬الأوروبية‭ ‬الكبرى،‭ ‬والذين‭ ‬يصنعون‭ ‬الفارق‭ ‬ويمنحون‭ ‬منتخباتهم‭ ‬التفوق‭ ‬الفنى‭ ‬على‭ ‬نظرائهم‭ ‬فى‭ ‬المنافسات‭ ‬القارية،‭ ‬خاصة‭ ‬بطولات‭ ‬الأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬والتصفيات‭ ‬المؤهلة‭ ‬لبطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للكبار،‭ ‬وليست‭ ‬جماهير‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المصرية‭ ‬ببعيدة‭ ‬من‭ ‬صدمتين‭ ‬كبيرتين‭ ‬تلقتهما‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المنتخب‭ ‬السنغالى،‭ ‬الذى‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬انتزاع‭ ‬بطولة‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالكاميرون‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬المصرى،‭ ‬ثم‭ ‬انتزاع‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬لمونديال‭ ‬قطر‭ ‬2022‭ ‬بفضل‭ ‬لاعبيه‭ ‬المنتشرين‭ ‬فى‭ ‬أكبر‭ ‬أندية‭ ‬أوروبا‭ ‬بالمئات،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬يكتفى‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطنى‭ ‬صاحب‭ ‬الـ104‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬بوجود‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬محترفين‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬الدوريات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بعضهم‭ ‬لا‭ ‬يشارك‭ ‬بصفة‭ ‬أساسية‭ ‬مع‭ ‬فريقه‭.‬

‬ 
نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية