رئيس التحرير
عصام كامل

على حمدى الجمال.. 43 عاما على رحيل شهيد متاعب صاحبة الجلالة

الصحفى الراحل على
الصحفى الراحل على حمدى الجمال

من الصحفيين الشرفاء، لقب بالصحفى النبيل، وصاحب الذوق الرفيع ، تميز بالبساطة والوسطية، يتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، صاحب قلم شريف، أمضى عمره في بلاط صاحبة الجلالة حتى سقط شهيدا لمتاعب المهنة، حصل على حمدى الجمال على حب وتقدير الصحفيين من مختلف الاتجاهات، رحل في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر 1979.

ولد على حمدى الجمال في سبتمبر 1925، تخرج من كلية الزراعة ودرس بمعهد الصحافة وتخرج منه عام 1949، وفور تخرجه عمل في مصنع البان كان يمتلكه والده.

البداية الصحفية 

وبدا على حمدى الجمال عمله بالصحافة محررا بجريدة "الزمان المسائية "التي كان يرأس تحريرها خاله الصحفى جلال الدين الحمامصى، ثم التحق للعمل محررا بدار أخبار اليوم حتى وصل إلى منصب نائب رئيس التحرير، وانتقل إلى جريدة الأهرام بناء على طلب محمد حسنين هيكل، 
بعد شهور من عمله بالأهرام بدأ كتابة باب «حديث الناس» اليومى ليربط القراء بالجريدة بالرد على تساؤلاتهم ومشاكلهم، وقد ظل حديث الناس مرافقا له حتى وفاته ليتولاه من بعده عبدالوهاب مطاوع الذى طوره فأصبح من أنجح أبواب الأهرام وأكثرها جاذبية للقراء بعد أن تغير عنوانه الى «بريد الأهرام» لكنه لم يعد يقتصر على مشاكل القراء وقضاياهم ولكنه توسع لحل مشاكلهم الاجتماعية والعاطفية، حتى أصبح رئيسا لتحريرها عام 1975، وأصبح في نفس الوقت رئيسا للجنة تنظيم الصحافة وتحويلها إلى سلطة رابعة.

الراحل على حمدى الجمال 

عن بدايته الصحفية يتحدث الجمال قبل رحيله الى طارق حبيب في برنامج اتوجراف ويقول: مارست في البداية مهن غريبة جدا منها مهنة صناعة الألبان، عملت فيها كمحترف وفى الصحافة كهاو،ثم تركت صناعة الألبان واتجهت إلى صناعة الأخبار والصحافة عموما فبدأت العمل صحفيا في أخبار اليوم حتى عام 1957 مخبر صحفى في مجلس الوزراء ومجلسى الشيوخ والنواب، ثم خرجت من أخبار اليوم الى وكالة انباء الشرق الأوسط ثم إلى الأهرام حيث بدأت العمل محررا سياسيا،.تعلمت كثيرا من الاساتذة جلال الحمامصى ومصطفى أمين حسنين هيكل، لكن كامل الشناوى على الأخص كان بالنسبة لى مدرسة كبيرة، كان مدرسة في التاريخ والأدب والسياسة والفن وليس في الصحافة فقط. 

مدرسة الأخلاق الصحفية 

وفى عام 1971 انتخب نقيبا للصحفيين وأثبت أنه صاحب مدرسة الأخلاق الصحفية الصحيحة، فقد دخل أول انتخابات تجرى وفقا للقانون 76 لسنة 70 الذي استحدث انتخاب النقيب مباشرة من بين أعضاء الجمعية العمومية، وانتخاب أعضاء المجلس في قائمة منفصلة لمدة 4 سنوات والنقيب عامين مع التجديد لنصف الأعضاء.

وخاض على حمدى الجمال الانتخابات على مقعد النقيب ضد أستاذه الصحفى الكبير جلال الدين الحمامصى، وفاز بفارق بسيط من عدد الأصوات في منافسة شريفة بنقابة الصحفيين.
وطلب منه الرئيس السادات وقتها، وهو نقيب، أن يفصل من عضوية النقابة عددا من الصحفيين وحرمانهم من ممارسة المهنة الذين كانوا يقيمون بالخارج ويعارضون السادات بل ويهاجمونه، ومنهم محمود أمين العالم، غالى شكري، محمود السعدنى، سعد زغلول فؤاد والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى وغيرهم لكنه عارض الجمال فكرة استصدار قرارات فصل الصحفيين من النقابة ووافقه مجلس النقابة بالإجماع بالرغم من ضغوط السادات عليهم.

وتبعه في الرفض أيضا النقيب كامل زهيرى الذي أعلن شعاره الشهير أن عضوية النقابة كالجنسية لا يجوز إسقاطها، مما دفع "السادات" إلى الإعلان عن تحويل النقابة إلى ناد، الأمر الذي رفضه جموع الصحفيين.

وسام الجمهورية 

مثل نقابة الصحفيين في الاجتماع الذي عقدته الأمم المتحدة في نيويورك بشأن حقوق الصحافة والصحفيين، ونال جائرة  "آد جار جلاد" السنوية لأحسن ريبورتاچ لصحفي أقل من 30 سنة، كما تم منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مساء يوم وفاته تقديرا لمشواره الصحفى.


عن أجمل مافى الحياة يقول الجمال: قال الجمال: أكون سعيدا جدا حين أمسك الجورنال ولا أجد فيه غلطة تغضبنى، وأجمل صوت القرآن الكريم وأجمل ما فى الحياة هم أولادى.

صدمة العزل والاقصاء 

في مثل هذا اليوم  11 سبتمبر 1979 رافق الصحفى على حمدى الجمال حسنى مبارك وكان نائبا للرئيس في رحلة الى واشنطن لتسليم رسالة من السادات الى كارتر، واثناء الحوار معه على الطائرة ابلغ مبارك الجمال قرار السادات بعزله من الأهرام إدارة وتحريرا بسبب علاقته بهيكل، وبعد وصول الطائرة واشنطن أصيب الجمال بالإجهاد وأثناء تواجده مع صديقه محمد حبيب مستشارنا الثقافي في واشنطن على احد المقاهى سقط الجمال على الأرض وفارق الحياة وعاد جثمانه الى مصر ليخرج في جنازة مهيبة حضرها أغلب الصحفيين.

الجريدة الرسمية