رئيس التحرير
عصام كامل

السادات اختار فيها مبارك وبوتين اتخذ داخلها قرار الحرب.. حكايات من غرف زعماء العالم السرية

مبارك والسادات
مبارك والسادات

ملك أو أمير أو رئيس في النهاية مجرد إنسان، يمر بضغوط نفسية وعصبية ربما تفوق قدرة البشر العادية، فهذه مكالمة متوترة مع مسئول متهم بالتقصير، وهذا اتصال تهديد ووعيد مع نظير من دولة أخرى عظمى كانت أو نامية، علاوة على شكاوى المواطنين والقلق على الأمن القومي والحدود والنفوذ.. إلخ دوامة تجعله فاقد القدرة على النوم أو اتخاذ القرارات المصيرية وسط الضجيج.

كل ما سبق دفع الأنظمة منذ قديم الأزل لتصميم غرفة سرية يهرب لها الزعيم وقت الضيق، لا يشترط أن تكون غرفة بالمعنى التقليدي فربما تكون قصرًا أو استراحة صغيرة أو حتى شقة متواضعة لا يعلم أحد شيئا عنها لكنها في نهاية المطاف عبارة عن صومعة محصنة غير مسموح باختراقها، تقطع عنها وسائل الاتصال ويحذر على دائرة البلاط نقل ما يدور في العالم الخارجي إلى القائد، فهو هناك يستريح ويدرس ويفكر قبل إعلان قرار مصيري أو الاستشفاء من الضغوط قبل عودته لممارسة مهامه بحيوية حفاظًا على تصفية ذهن دماغ أكبر رأس في الدولة.

غرفة حرب أوكرانيا

البداية في هذا التقرير سوف تكون من روسيا ليس لتميزها ولكن لكونها كانت أحدث غرفة سرية اتخذ فيها قرار حرب أوكرانيا التي غيرت شكل العالم وألحقت به أضرارًا بالغة على جميع الأصعدة.

غرفة بوتين السرية كشف عنها هو شخصيًا عام 2020 خلال لقاء خاص مع القناة الرسمية "روسيا اليوم"، وخلال ترتيب اللقاء مع القناة الروسية، دعا الرئيس فلاديمير بوتين طاقم التصوير إلى غرفة الاستراحة الخاصة به في مقره في نوفو أوغاريفو قرب موسكو، والتي لطالما شوهد يخرج منها، وكانت المرة الأولى التي يتم الكشف عنها.

جنة رجل الصواريخ 

اعتاد العالم وصف زعيم كوريا الشمالية بـ"رجل الصواريخ" والبعض يتخيله يعيش داخل مجمع عسكري يدرس الخطط الحربية على مدار العام، لكن لحياة كيم جونج أون، جانبا آخر ويحرص على الاسترخاء وله استراحة خاصة وصفها الإعلام الغربي بـ"جنة الديكتاتور".

جنة زعيم كوريا

وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نشرت في 2017، تقريرًا حمل عنوان "جنة ديكتاتور كوريا الشمالية"، أرفقته بصور جوية لمنتجع قالت إنه يعد الموقع الذي يلجأ له كيم للترفيه واستقبال زواره من مشاهير العالم.

وقالت إن المنتجع أو قصر كيم مجهز بكافة وسائل الترفيه والتسلية، ويضم ملاهي وملاعب كرة قدم وأحواض سباحة، مشيرة إلى وجود يخت تبلغ قيمته 7 ملايين دولار.

استراحة عقل العالم 

ساكن البيت الأبيض له مكانة خاصة في الإدارة الأمريكية فهو العقل المدبر لقيادة العالم وليس مجرد رئيس دولة، لذلك حرصت واشنطن على توفير ملاذ آمن لراحته النفسية، ويتحقق ذلك في كامب ديفيد ذلك الموقع الريفي الهادئ الواقع بالقرب من جبال بلو ريدج في ماريلاند.

منتجع كامب ديفيد

تم استخدامه لأول مرة من قبل الرئيس روزفلت، الذي أعجب بالمنطقة وأطلق عليها اسم "شانجري لا"، وهو اسم أدبي للجنة التبتية، لكن في وقت لاحق، أعاد الرئيس أيزنهاور تسميته بـ"ديفيد. ر" على اسم حفيده.

ويمنح كامب ديفيد لرئيس الولايات المتحدة مجموعة من الكبائن التي تقع حول سفح الجبل الخلاب؛ كى تتمكن للعائلة الأولى الاستمتاع بالحياة بعيدا عن الحراسة والكاميرات والضغوطات.

وارتبط اسم المنتجع بالعديد من الاتفاقات المهمة سواء الداخلية أو الخارجية، وشهد لحظات تاريخية المعلوم للمصريين منها اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

قرية باكينجهامشير الهادئة

عند الحديث عن أمريكا لابد من الانتقال مباشرة إلى بريطانيا بسبب التحالف التاريخي بين البلدين في أصعب القرارات، وهناك تعمل المملكة المتحدة على توفير الراحة برؤساء الوزراء، في منزل ريفي منذ عام 1921، يقع في قرية باكينجهامشير الهادئة، وسط منطقة ذات جمال طبيعي عند قاعدة تلال تشيلتيرن.

تشيكرز كورت

وهذا المنزل منحه آرثر هاملتون لي للأمة الإنجليزية، لكنه صار ملاذًا لـ 18 رئيسا لوزراء بريطانيا. ويتردد أن بوريس جونسون يحب المكان، ولجأ إليه خلال عزله عقب إصابته بفيروس كورونا.

حصن فور بريجانسون

بريجانسون

يرجح أن يكون حصن  فور بريجانسون تلك القلعة التي تعود للقرون الوسطى، هي الملاذ الرئاسي منذ العام 1968 الأكثر فرضًا للسرية في الأرض وتقع على جزيرة صغيرة قبالة الريفيرا الفرنسية، وهى متصلة بالبر الرئيسي عبر جسر ضيق، وهو موقع مثالي لتجنب أعين المتطفلين وكاميرات المصورين.

وتقع القلعة على ارتفاع 35 مترًا فوق مستوى سطح البحر، يعود تاريخ الحصن الحالي إلى عام 1483، لكن الجزيرة نفسها قدمت ملاذًا آمنًا للسكان قبل ذلك بوقت طويل، ومن السهل الدفاع عنها وتأمينها تمامًا بفضل دفاعاتها العسكرية.

استراحة القناطر

عرض الغرف السرية أو الملاذ الآمن للزعماء لن يتوقف عند هذا الحد فهناك الكثير من الأسرار عن هذا العالم الموازي للقادة في ربوع الأرض، ولأننا لسنا في صدد سرد القائمة رصدنا من الأهم دوليا، ونكتفى هنا بعرض استراحة تحمل تاريخًا خاصًا لمصر وربما العرب وهى استراحة القناطر التي كان يفضل الرئيس السادات الهروب لها لالتقاط الأنفاس من الحرب والأزمات.

استراحة القناطر من الخارج

بنيت استراحة الرئاسة في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، على مساحة 5 أفدنة، وكان يسميها سكان المنطقة "قلعة مبارك السرية" إبان فترة حكمه، حيث أحاطها الرئيس الأسبق، بسور عال يمنع رؤية ما بداخلها، على عكس ما كانت عليه في عهد الرئيسين السابقين ناصر والسادات.

وسرد الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، في أحد كتبه أن الاستراحة شهدت حديثا بينه وبين الرئيس الراحل أنور السادات، قبل إعلانه اختيار حسنى مبارك نائبا له، وقال هيكل في كتابه إنه التقى السادات في مارس 1975، وسأله الرئيس الراحل فجأة وسط حديث طويل تحت شجرة الفيكس العريقة وسط حديقة استراحة القناطر، حول من يصلح لمنصب نائب الرئيس وسرد أنه من ضمن الأسباب التي رجحت كفة مبارك لدي السادات هو أصوله العائدة لمحافظة المنوفية. 

الجريدة الرسمية