رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أبناء البوسطجي والتومرجي والحاجب وطارق حجي!!

تلقيحا وليس تلميحا كتب الدكتور طارق حجي -المفكر والكاتب- علي صفحته بموقع التواصل فيسبوك ما يفيد أن العصر الملكي كما يرى -عصر الاحتلال كما نرى- شهد التحاق ابن البوسطجي -يقصد جمال عبد الناصر- وابن التومرجي -يقصد أنور السادات- وابن الحاجب -يقصد حسني مبارك- بالكلية الحربية ثم استمر فيما يشبه المسلسل مستخدما التركيب السابق (ابن كذا....) ومنها أن أبناؤهم وأحفادهم صاروا أغني من حكام ما قبل الثورة!


الدكتور طارق حجي -لمن لا يعرف- طاقة تنويرية هائلة.. أزمته -وهي ليست هينة- أنه لا أولويات له.. فتستطيع كقارئ ونستطيع ككاتب.. أن نعرف أو نحدد أولويات أغلب مفكرينا وكتابنا.. منهم من أولويته في الديمقراطية ومنهم أولويته تحديد الخطاب الديني ومنهم من كان التعليم أو العدل الاجتماعي أولوياته وهكذا.. إلا الدكتور طارق حجي لا ترتيب للأولويات عنده ولذلك يخوض معاركه ضد الجميع وعلى كل الجبهات دون أي تراكم على أي جبهة ودون أي أنصار علي طول الخط!

استثناء وقاعدة


ولأننا نكتب في الرد عليه بدافع مخزون متراكم وجد في مطالب الكثيرين في ضرورة الرد على سلسلته تشجيعا كبيرا لذلك سنرد عليه أيضا عبر سلسلة مقالات ليست متصلة بالضرورة وبما تحدده الأحداث في مصر وخارجها.. لكن وفق قواعد محددة وليس ضمن خلط وعشوائي للأمور.. فمثلا.. لا نعرف كيف يغيب عن طارق حجي -مع حفظ الألقاب- أن المثال الذي يضربه -ويضربه إعلام جماعة الإخوان التي يحاربها هو منذ نصف قرن- من دخول هؤلاء للكلية الحربية هو ذلك الاستثناء الذي يؤكد القاعدة وليس العكس..

 

إذ إنها دفعات يتندرون بها ويتندرون عليها إلي اليوم.. ولو كانت القاعدة ما استلفت ذلك انتباه أحد.. كما يفوت علي طارق حجي كيف أن في قصة حياة البوسطجي والتومرجي والحاجب مأساة حقيقية في تربية هؤلاء الأبناء حتي استطاعوا استكمال تعليمهم ثم كيف واصل الأبناء المعاناة شديدة الألم والمفتاح لتعليم اشقائهم ومساعدة آبائهم -حالة عبد الناصر تحديدا- وكيف إن لكل أسرة منهم باشا أو شخصية متنفذة لعبت دورا دراميا قدريا في مسار هؤلاء الأبناء بما يؤكد الاستثناء الذي قلناه ودون المسار الطبيعي للأمور التي لا تقتضي إلا التفوق مع السمعة الجيدة للصعود الاجتماعي..

 

كما فاته أن اختلاف شكل تكوين ثروات الأبناء. هل كانت في دولة ونفوذ أبيهم أم لا.. في سلطته وسلطانه أم لا! ولعل الدولة التي ينشدها طارق حجي في أغلب كتاباته لا تعرف الواسطة ولا المحسوبية ولا كروت التوصية!

 

 

التحاق أبناء رؤساء مصر الثلاثة بالكلية الحربية استثناء في استثناء لا يمكن إلا أن يكون جزءا من ظروف وأحوال مجتمعية شديدة البؤس والظلم الاجتماعي.. لهم ولعموم شعبنا.. ينظر فيه بعض من في الحكم إلي هؤلاء وأولادهم نظرة دونية استعلائية أقل ما توصف به أنها طبقية حقيرة.. أو طبقية وحقيرة.. ولعل اليساري السابق الدكتور طارق حجي يحتاج إلي تنشيط الذاكرة.. في مجتمع ما قبل ٢٣ يوليو.. رغم أن الذكرى تنفع المؤمنين.. وحيث إن الذكرى تنفع المؤمنين!

Advertisements
الجريدة الرسمية