رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تصريحات الفنان محمد عطية.. ما حكم الشرع في المساكنة بين الشاب والفتاة؟

المساكنة بين الشاب
المساكنة بين الشاب والفتاة

أثار الفنان محمد عطية الجدل خلال الساعات الماضية، وذلك بعد حديثه عن المساكنة بين الشباب والفتيات قبل الزواج، حيث أرجع زيادة حالات الطلاق في الوطن العربي بسبب عدم المساكنة قبل الزواج. 

وأضاف عطية: "أنا مع الزواج المدني وأفضِّله، والدين ليس شرطًا إذا أردت الزواج لن يفرق معي الديانة، هذا في حال أن تزوجت، لأن الزواج هو عُرف بشري اخترعوه بسبب الزراعة، هو ما كانش موجود".

وتابع: "يعني أنا دلوقتي بحب إنسانة، ليه ندخل المجتمع والقوانين بنا؟" لترد عليه رابعة الزيات قائلة: "تعيش معها بدون زواج.. مساكنة؟" ورد عطية قائلًا: "أعتقد ده أنسب حاجة، والمساكنة أحسن ما تروح تتزوج على عمياني، وأكتر حاجة بتزود نسب الطلاق إن الناس بتروح تتزوج عمياني، الجنس جزء مهم جدًّا من العلاقة، أغلب حالات الطلاق التي تحدث بسبب أنه ليس هناك توافق في العلاقة الجنسية".

حكم الشرع في زواج المساكنة 

من جانبه، قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر، إن عملية التقاء رجل وإمراة في مكان واحد وأن يعاشرها معاشرة الأزواج دون أن يكون هناك عقد أو مهر أو شهود أو ولي على هذه العملية، فإن هذه علاقة تكون محرمة، ولا ينطبق عليها لفظ الزواج في الإسلام.

وأشار إلى أنه على الإنسان أن يعلم أنه إذا قام بهذا الفعل فإنه يعد زانيًا، وهذا ينطبق على الرجل والفتاة، خاصة وأن هذا الشكل من الزواج محرم في جميع مذاهب المسلمين.

وأضاف "مرزوق" لـ" فيتو" أن على الإنسان أن ينأى بنفسه عن الوقوع في هذا الشكل من الزواج المحرم، وكذلك عدم الرضا به، لأنه رضا عن شيء محرم.

وناشد عميد أصول الدين السابق الآباء والأمهات الحفاظ على أبنائهم وبناتهم من الوقوع في هذا الزواج المحظور، موجهًا الدعوة إلى أصحاب البيوت والعقارات بألا يفتحوا بيوتهم، لمثل هذه الأشياء لأنها تعد من أشكال المساعدة في الحرام.

وشدد "مرزوق" على أن القوانين المصرية لا تبيح مثل هذه اللقاءات بأي وجه من الوجوه لأن هذا الأمر فيه مخالفة شرعية ومخالفة للقوانين الشرعية التي تحرص على العلاقات الزوجية النابعة وفق أصول الشريعة الإسلامية.

وأوضح أن هذا الشكل من الزوج لا يترتب عليه أي حقوق للزوج أو الزوجة وبالتالي تضيع عليه الحقوق، كما أنه يختلف تمامًا عن زواج ملك اليمين والذي كان موجودا قديمًا في عصر وجود العبيد.

حكم الشرع في المساكنة 

من جانبه أكد الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن هذا الشكل لا ينطبق عليه لفظ زواج وإنما يسمى "زنا" مشيرًا إلى أن الزواج الفعلي في الإسلام هو ما تتوفر فيه شروط الإيجاب والقبول وولي وشهود ومهر وإعلان وتوثيق.

وأشار إلى أن الزواج إذا خلا من هذه الشروط والأركان فإنه ليس بزواج، لافتا إلى أن هذا الشكل من الزواج يخالف الشرع والعرف والتقاليد ويمكن تسميته بالـ"زنا أوروبي" بمعنى أنه يسعى إلى تقاليد بعض المجتمعات الأوربية والتي تقوم على إنشاء علاقة بين الشاب والفتاة دون أي توثيق.

وأضاف "مهنا" لـ" فيتو" أن الغرب حاليا يحاربنا فكريًا وعقديًا، ونحن من قلة عقولنا وبعدنا عن الشريعة للأسف نشارك الأوروبيين عاداتهم ونبعت عن التعاليم الدينية لكافة الأديان والتي تمنع مثل هذا الأشكال من الزواج.

وتابع: "الإسلام والمسيحية واليهودية يسعون جميعًا لتأسيس أسر وفق قواعد معينة، لكن ما يسمى بزواج السكنة يسعى لتقليد النظام الأوروبي في شكل العلاقات، بما يشمله من عادات خليعة تؤدي إلى البعد عن الشرع.

ووجه عضو هيئة كبار العلماء حديثة لأولياء الأمور قائلا: "إن ابنك إذا فعل ذلك فلست بأب أو مسلم أو مسيحي او يهودي لأنك تكون بذلك بعيدًا كل البعد عن الأديان السماوية التي أمرت بحفظ الأعراض".

الجريدة الرسمية