رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مظاهرات الإخوان تهدد استقرار البلاد.. مؤيدو "المعزول" غاضبون من أمريكا..أهالى "غزة" يشعرون بخيبة أمل بعد رحيل مرسى.. كيرى يحيى عملية السلام المتعثرة فى الشرق الأوسط


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت بين الشأن المصري، ومحادثات السلام التي تتبناها واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


رأت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية أنه مع استمرار المسيرات من قبل مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي التي دخلت أسبوعها الثالث، وكذلك استمرار المعسكر المقابل في الدفاع عن الإطاحة به فإن هناك مخاوف من المواجهة بين الجانبين الأمر الذي يهدد بعدم استقرار البلاد على نطاق واسع.

ونقلت الشبكة عن عمر عاشور، المحاضر البارز في سياسات الشرق الأوسط بجامعة إكستر وزميل في مركز بروكنجز الدوحة، أن "الإخوان يعتقدون أن شريان الحياة بالنسبة لهم هو الحفاظ على الحشد والاحتجاجات "، مشيرا إلى أنه في حال فشل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين فيعتبر هذا " هو الخيار الوحيد لديهم".

وتعهدت جماعة الإخوان بمواصلة الاحتجاجات حتى يعود مرسي للحكم ورفض حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة التعاون مع الحكومة المؤقتة، التي من المقرر أن تظل في السلطة إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في العام المقبل.

ووفقا إلى زياد عقل، المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ربما كان الإخوان يسعون لضمانات قوية في أي عملية سياسية مقبلة، والتعهد بأنه لن يتم سجن قادتها خلال الفترة المقبلة.

قالت صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية: إنه بعد أكثر من أسبوعين على قيام الجيش بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي، رفضت واشنطن اعتبار ما حدث بأنه انقلاب عسكري، ما أثار انتقادات من مؤيدى الرئيس المعزول.

"جميع الناس هنا مستاءون من أمريكا " كان هذا قول أحد مؤيدي مرسي ويدعى عبد الرحمن، وهو مهندس كمبيوتر، خلال تواجده في اعتصام رابعة العدوية، متسائلًا "أين هى الديمقراطية"؟، بينما قال وائل نجيب محمد صادق، خلال مظاهرة مؤيدة لمرسي: "لماذا يمسك الأمريكيون العصا من الوسط".

وقالت الصحيفة: إن عدم وضوح موقف واشنطن من الأزمة يحبط العديد من مؤيدى "المعزول" الذين نظموا اعتصامًا في محيط مسجد رابعة العدوية في العاصمة للمطالبة بإعادة الرئيس المعزول.

وأشارت إلى أن اعتراف أمريكا بأن ما حدث في مصر انقلاب سيكون عليها الالتزام بقانون الولايات المتحدة بقطع مساعداتها إلى مصر، حيث إن الجزء الأكبر من المساعدات السنوية يذهب إلى المؤسسة العسكرية.

وعلى جانب آخر كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال يوم الأربعاء الماضى في عمان: إن "الرئيس باراك أوباما عبر عن قلقه العميق حول القرار الذي اتخذته القوات المسلحة المصرية"، لكنه أكد أن واشنطن تحتاج إلى أن تأخذ مزيدًا من الوقت "ولن تتسرع في الحكم" حول هذه المسألة.

كما بينت الصحيفة أن الافتراضات بين المتظاهرين تكثر حول سبب قيام واشنطن بتوضيح موقفها من الأزمة، فالبعض يرى أنها "لعبة سياسية" فيما يشير البعض إلى أن هذا الموقف رغبة منها للسيطرة والنفوذ على مصر من خلال المساعدات السنوية، كما يرى آخرون أن الولايات المتحدة دبرت الإطاحة بمرسي.

وأوضحت الصحيفة أن الغضب تضخم حول سياسات الرئيس "المعزول" قبل الإطاحة به ونقلت عن أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة أن فترة حكم مرسي افتقرت إلى انتخابات يمكن اعتبارها حرة ونزيهة ولم تكن هناك ضمانات للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والبشرية، والتعددية السياسية والحريات.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن عزل محمد مرسي من قبل الجيش المصري أثر بالسلب على حياة المواطنين في غزة، فالسلطات الجديدة تشن حملات للقضاء على التجارة السوداء التي تعتبر شريان الحياة لسكان غزة، وتدمير الأنفاق التي يمرر منها الفلسطينيون السلع والمواد الغذائية والوقود وغيرها من الاحتياجات اليومية، وهى تمثل لهم إمدادات حيوية لتشغيلهم.

وأوضحت الصحيفة، أن مصر دمرت نحو 80% من الأنفاق لكي تستعيد سيطرتها على منطقة سيناء، حيث يبلغ عدد الأنفاق بين مصر وغزة نحو 1000 نفق، ويعمل بها أكثر من 7 آلاف شخص يوفرون لحكومة حماس إيرادات في شكل ضرائب تمثل 40% من إيرادات الحكومة، فسكان غزة البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة تمثل الأنفاق لهم شريان الحياة الاقتصادية في القطاع المحاصر.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الفلسطينيين يشعرون بخيبة أمل بعد تغيير النظام في مصر، وأن استهداف الأنفاق تسبب في ندرة فائقة في الكثير من الموارد والوقود وبعض السلع الغذائية، فالمستشفيات تعاني من ندرة الوقود بعد انقطاعه من الدخول عبر الأنفاق التي دمرت، كما أن الوقود المستورد من إسرائيل باهظ الثمن.

ونقلت الصحيفة عن بعض الفلسطينيين رأيهم، حيث قال أحمد ديان (29 عامًا) أحد الواقفين على طوابير الوقود: "نعيش في عدم استقرار، ولا نعلم إلى مدى سنستمر هكذا ونعاني من نقص الموارد".

وقال خليل هلال (46 سنة) أحد العمال الفلسطينيين: "لقد استغنوا عني في العمل، لتوقف كل شيء فجأة، ولا توجد مواد للبناء".

وأضافت الصحيفة: أن السلطات المصرية لا تريد معاقبة غزة بتدمير الأنفاق، ولكنها بحاجة لتأمين سيناء بعد انتشار المتشددين والجماعات الجهادية في شبة جزيرة سيناء.

وعن استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أشارت صحيفة جارديان البريطانية إلى نجاح جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي بعد أربعة شهور من العمل الدبلوماسي المكثف، حيث سيجتمع القادة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وجهًا لوجه في هذا الأسبوع، وهى الخطوة الأولى في المفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية نهائية لنزاع استمر 65 عاما.

وقال كيري: "إننا سنتمكن من التوصل لاتفاق يضع أساسًا للمفاوضات، وسيكون الوضع النهائي المباشر وفي شكل رسمي لإنشاء دولتين".

وأوضحت الصحيفة أن الشخصيات الرئيسية في المحادثات: صائب عريقات للفلسطينيين وتسيبي ليفني للإسرائيليين، وهم من قدامى المحاربين في عملية السلام في الشرق الأوسط، وسيكونان على دراية كاملة للأمور-على حد قول الصحيفة.

وأضافت: أن كيري لم يكشف عن تفاصيل المحادثات في المؤتمر الصحفي في عمان، وسافر بطائرة هليوكوبتر إلى رام الله لحضور اجتماع اللحظة الأخيرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال كيري: إن الجانبين اتفقا، مضيفا: "من الأفضل أن تكون المفاوضات خاصة ونحافظ على خصوصيتها، ونحن نعلم جيدا التحديات التي تتطلب بعد الخيارات الصعبة جدًا في الأيام المقبلة، ومع ذلك يحدوني الأمل لتحقيق السلام لإنشاء دولتين".

وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يواجه ضغوطا من شركائه في الائتلاف اليميني، وهددت نفتالي بينيت، زعيمة حزب البيت اليهودي، المؤيدة للمستوطنات، بالانسحاب من الحكومة إذا وافقت على إجراء محادثات سلام على أساس حدود عام 1967.

وقالت: "الحزب لن يكون شريكا إذا وافقت الحكومة التفاوض على أساس حدود 1967".

واهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأحداث التي شهدتها مصر أمس الجمعة من مسيرات واحتجاجات من قبل المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزل محمد مرسي والمطالبين بعودته لمنصبه من جديد.

وعلقت صحيفة يديعوت أحرونوت وموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي على حادث مقتل امرأتين وصبي يبلغ من العمر 13 عاما في اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي في المنصورة بأن الشارع المصري ما زال يحترق منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.

وأشارت يديعوت إلى أن الشارع المصري يشهد موجات عنيفة من الاشتباكات في ظل الحرب القائمة في سيناء التي تشنها القوات المسلحة ضد العناصر الإرهابية، لافتة إلى مقتل اثنين وإصابة آخر جراء إطلاق قذيفة صاروخية من طراز "أر بي جي" كان القصد منها الإضرار بموقف الجيش المصري الذي يسيطر على سيناء حاليا، مشيرا إلى أن القذيفة ضلت طريقها وأصابت منزل مواطنين مدنيين.

الجريدة الرسمية