رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة محصول الأرز في الهند تزيد حدة نقص سلاسل التوريد العالمية

 الارز في الهند
الارز في الهند

تفاقمت جراح سلاسل التوريد العالمية في الفترة الاخيرة على الرغم من ان أكثر من 40% من المنتجات الطازجة تذهب سدى في مكبات النفايات بسبب انتاج دول العالم بشكل عام طعاما أكثر مما تأكل. 

 

ازمة ارز عالمية  


وعلى الرغم من هذا الانتاج الضخم يعاني العالم الازمات المرة لاسباب عدة منها الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا ومن قبلها جائحة كورونا، غير ان تدهور محصول الأرز في الهند بسبب انحسار الارضي المزروعة لقلة الامطار يعد الضربة القاسمة التي يخشاها العالم كونه أهم الأغذية الرئيسية في العالم، ما ينذر بتأجيج تضخم أسعار الغذاء، والذي يقترب من مستويات قياسية.
ويهدد خفض إنتاج الأرز، أحد أهم الأغذية الرئيسية في العالم، بتأجيج تضخم أسعار الغذاء، والذي يقترب من مستويات قياسية.
وأفاد تقرير إخباري، السبت، بأن إنتاج الأرز في الهند قد يتدهور العام الجاري، حيث تسبب تراجع تساقط الأمطار في مناطق الزراعة الرئيسية في تقليص الزراعات، ما يثير مخاوف من أن الهند قد تحد من صادراتها بعد فرض قيود على مبيعات القمح والسكر لتوفير الأمن الغذائي.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن وزارة الزراعة القول إن إجمالي مساحة زراعة الأرز في الهند، وهي ثاني أكبر منتج له في العالم، تراجع بواقع 12% حتى الآن هذا العام.
ويتداعى المحصول في وقت يضر فيه ارتفاع أسعار الغذاء بالاقتصادات في مختلف أنحاء العالم، وهو ما سيؤثر على مليارات الأشخاص الذين يعتمدون على هذه السلعة الرئيسية.


تأمين الغذاء


وتسهم الهند بنحو 40 % في التجارة العالمية للأرز.
ومنعت الهند تصدير القمح في مايو، وقالت إن الأمن الغذائي للبلاد مهدد، بعدما أضرت موجة حر تجاوزت الأرقام القياسية بمحصول القمح في العديد من الولايات؛ كما قيدت الهند صادرات السكر لتأمين إمدادها الغذائي.
وقالت وزارة الزراعة في وقت متأخر الجمعة إن مساحة زراعة الأرز تراجعت إلى 30.98 مليون هكتار (76.55 مليون اكر) اعتبارا من 12 أغسطس، من 35.36 مليون هكتار قبل عام؛ غير أن المنطقة المخصصة لقصب السكر ارتفعت إلى 5.52 مليون هكتار من 5.45 مليون.


أسعار الأرز


ثمة احتمال لصعود أسعار الأرز مع احتمال خفض الإنتاج في البلدان الرئيسية المصدرة، وهو ما سيزيد من التحديات الكبيرة التي تواجه قدرة أجزاء من العالم النامي على شراء الغذاء، بحسب اقتصادي الأعمال الزراعية في بنك أستراليا الوطني، فين زيبيل.
واتخذت أسعار الأرز مسارا صعوديا منذ منتصف العام الماضي حتى وصلت إلى ذروتها في 23 مايو الماضي عند 17.47 دولار للقنطار، لكنها تراجعت حتى 16.22 دولار منتصف الشهر الماضي، وتصعد مرة أخرى لتسجل 17.02 دولار للقنطار، وفقا لفوربس مساء 5 أغسطس 2022.
وكانت بدأت الصدمات التي أحدثتها الحرب وCOVID-19 والمناخ في التغلب على سلسلة التوريد الغذائية الهشة على مستوى العالم، مما رفعها إلى قمة جدول الأعمال الجيوسياسية. 
في الولايات المتحدة، قال 74% من المستهلكين الذين شملهم استطلاع أعده المنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل 2022 أن النقص سيستمر "في السيطرة على سلاسل الإمدادات خلال الأزمات المقبلة". 
ويتفق صانعو السياسات والقادة الدوليون، على أنه يجب البحث عن مسارات مختلفة لضمان الأمن الغذائي وتجاوز الوضع الراهن، المتمثل في إعطاء الأولوية للكفاءة على الأمن.
وسيستلزم هذا التحول أيضا الانتقال من التبعية إلى التنوع والعولمة، إلى الأقلمة مع التفكير بشكل خلاق في كيفية ارتباط السلسلة.
وبينما يتزايد عدد سكان العالم، فلا يمكن لسلسلة غذائية ثابتة مواكبة وتيرة الوصول إلى الجميع في الوقت المناسب، خاصة مع تباين طرق الملاحة التجارية بين أسواق وأسواق أخرى.

الامم المتحدة 


وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أن التكلفة الحقيقية للأغذية المستهلكة عالميا تبلغ 19.8 تريليون دولار، أي ضعف قيمتها السوقية؛ ويفتح ذلك الباب أمام فجوات الأسعار واضطرابها.
وكشف تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ان سلسلة التوريد الخاصة بالمواد القابلة للتلف، مثل الأغذية، معرضة للخطر بشكل خاص. 
اليوم، وعلى الرغم من تحسن وهدوء أزمات سلاسل الإمدادات العالمية، لكن الأزمات خلال العامين الماضيين، كشفا عن أن أزمة الغذاء تدور حول عدم القدرة على الوصول إلى مختلف الأسواق بعدالة.
وفي 8 يونيو الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن هناك مجاعة قد تقع في عديد دول العالم خاصة في أفريقيا، التي تعتبر إحدى أكبر المناطق استيرادا للغذاء.
كانت كلمات جوتيريش بسيطة وواضحة، وهي: "ما لم نتصرف بشكل مختلف، يمكن أن نواجه الجوع على نطاق واسع، حيث يواجه 49 مليون شخص الآن المجاعة أو الظروف الشبيهة بالمجاعة".

الجريدة الرسمية