رئيس التحرير
عصام كامل

رغم الصراعات السياسية.. النفط الليبي محط أنظار العالم لحل أزمة الطاقة

تمتلك ليبيا تاسع
تمتلك ليبيا تاسع أكبر احتياطي نفطي بالعالم

مع بدء انخفاض أسعار النفط بشكل طفيف على مستوى العالم الأسبوع الماضي، بدأت الأنظار تتجه إلى دولة لم تكن مرشحة في السابق لحل أزمة الوقود العالمية، لكن كان يتعين الإشادة بفضلها في إحداث هذا التغيير. 

 أشار محللو وخبراء الطاقة إلى أن ليبيا ساعدت في خفض أسعار النفط العالمية إلى أقل من مئة دولار (98 يورو) للبرميل في أوائل أغسطس بفضل ما تنتجه من النفط.

حالة عدم الاستقرار السياسي

وقد ارتفع إنتاج النفط الليبي إلى أكثر من مليون برميل يوميا مرة أخرى منذ منتصف يوليو بعد انخفاض مضطرب استمر لشهر، فيما كان المعدل يبلغ نصف ما كانت تنتجه ليبيا من النفط في السابق فيما يرجع ذلك بشكل كبير إلى حالة عدم الاستقرار السياسي التي لا تزال البلاد تئن تحت وطأتها. 

وإزاء ذلك، يرى خبراء أن عودة إنتاج النفط في ليبيا إلى معدلاته الطبيعية لن يسهم فقط في عودة التوازن في أسواق النفط العالمية بما في ذلك خفض الأسعار، وإنما أيضا قد يسهم في عودة الاستقرار السياسي إلى البلاد.

في تعليقه على هذا الأمر، قال بن فيشمان، الباحث الأمريكي في الشأن الليبي والزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الإدارة الأمريكية باتت في حاجة إلى بذل المزيد لتعزيز الاستقرار السياسي في ليبيا والدفع صوب ضخ المزيد من النفط الليبي في الأسواق العالمية. 

قيود الإنتاج

وفي مقال نُشر في يوليو الماضي تحت عنوان "ليبيا قد تُنجح أو تُفشل دبلوماسية بايدن النفطية في الشرق الأوسط"، أضاف الباحث أن ليبيا تعد مستثناة من قيود الإنتاج المفروضة على أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".

يشار إلى أن بلدان منظمة أوبك وافقت على إنتاج مئة ألف برميل إضافي فقط من إجمالي النفط بشكل يومي في سبتمبر استجابة لطلبات واشنطن لزيادة الإنتاج رغم أن الزيادة المقررة تعد طفيفة بشكل نسبي. 

وفيما يتعلق بليبيا، فإن إنتاجها من النفط غير مقيد بسقف إنتاج "أوبك"، كذلك يُمكن أن تضيف من نصف مليون إلى مليون برميل نفط إضافي إلى السوق بشكل يومي. 

ورغم أن ليبيا لا تزال حبيسة وضع سياسي غير مستقر، فضلا عن اقتتال داخلي وأعمال عنف منذ الإطاحة بنظام  القذافي في عام 2011، إلا أن إنتاجها من النفط لم يتوقف إذ يرجع ذلك إلى اعتمادها على عائدات النفط حيث تشكل المنتجات النفطية حوالي 94 بالمائة من الصادرات وحوالي 60 بالمائة من الدخل القومي في ليبيا.

مشاكل زيادة الإنتاج النفطي

وربما بسبب الأوضاع السياسية، تباين حجم الدخل النفطي في ليبيا على مدى السنوات القليلة الماضية. وفقا لتقديرات البنك الدولي، فإن إنتاج ليبيا في النفط كان يبلغ في المتوسط​​ 1.3 مليون برميل يوميا قبل انتفاضة عام 2011، لكنه انخفض إلى 400 ألف برميل يوميا عام 2020 جراء الصراع السياسي بين حكومتين إحداهما تتمركز في شرق البلاد والأخرى في غربها.

وفي عام 2021 عاد إنتاج ليبيا من النفط إلى حوالي 1.2 مليون برميل يوميا في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار منتصف العام السابق، إلا أن الإنتاج أخذ في الانخفاض مرة أخرى منذ ذلك الحين فيما أرجعت وكالة "بلومبرج" للأنباء ذلك بشكل كبير إلى الحصار العسكري المفروض من قبل مجموعات محلية وقبلية على منشآت النفط ومحطات تصدير وسط احتدام الجدل حول من يجب أن يرأس المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة والوحيدة التي يُسمح لها بتصدير النفط خارج البلاد.

الجريدة الرسمية