رئيس التحرير
عصام كامل

العراق على صفيح ساخن.. ثلاث تظاهرات متضادة تهدد الوضع في بغداد

تظاهرات العراق
تظاهرات العراق

يعيش العراق ظروف سياسية غاية فى الحساسية، تتمثل في تصاعد حدة التوتر بالتزامن مع دعوات التصعيد والتظاهر غدا الجمعة من 3 تيارات متضادة، تتمثل فى  التيار الصدري والإطار التنسيقي والقوى المدنية. 

ثلاث تظاهرات متضادة تعصف بالعراق 

وبين اهداف التيارات الثلاثة تكمن الخطورة من اشتعال حرب شوارع داخل بغداد، خاصة وان هذه التظاهرات متضادة في شعاراتها وأهدافها، إذ يدعو «الإطار التنسيقي» إلى دعم السلطات الدستورية، بينما يطالب «التيار الصدري» بحل البرلمان، في حين تدعو «القوى المدنية» إلى التغيير الشامل.

 

وكانت اللجنة التنظيمية لـ«دعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة»، التابعة إلى «الإطار التنسيقي» دعت إلى تظاهرات على أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد.

 

وقالت اللجنة في بيان إن التظاهرة تأتي «إيمانًا منا بضرورة الوقوف مع الخطوات القانونية والدستورية للدفاع عن مؤسسات الدولة القضائية والتشريعية، ومن أجل الإسراع بتشكيل حكومة خدمة وطنية كاملة الصلاحيات تعمل على مواجهة الأزمات والتحديات، وخصوصًا أزمة الكهرباء والماء والغلاء المعيشي التي أثقلت كاهل المواطن، ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تضمن حياة العراقيين وأمنهم ومنع كل أشكال الفوضى ومحاولات الإخلال بالسلم الأهلي».

 

وأضافت: «نوجه الدعوة الى أبناء شعبنا العراقي للمشاركة الفاعلة في تظاهرات (الشعب يحمي الدولة) التي ستكون على أسوار الخضراء»، مشددة على «التأكيد على منع أي تجاوز للمظاهر الحضارية التي شهدتها جميع تظاهراتنا، والالتزام العالي بالتعليمات الصادرة من اللجنة المنظمة التي يقف في مقدمتها التعاون التام مع القوات الأمنية المكلفة بحماية التظاهرات».

ولم يحدد بيان اللجنة وقت التظاهرات، لكن مصدرًا مطلعًا أفاد بأن وقت التظاهرات سيكون عصر يوم الجمعة.

 

وزير زعيم التيار الصدري 

إلى ذلك، دعا «وزير زعيم التيار الصدري»، صالح محمد العراقي، إلى تظاهرات حاشدة في كل المحافظات، فيما أوصى المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم.

وقال محمد العراقي في تدوينه له: «على محبّي الإصلاح الاستعداد (لدعم الإصلاح) وذلك بتجمّع حاشد كلّ في محافظته وفي الساعة الخامسة من يوم غد الجمعة، جزيتم خير الجزاء والبقاء حتى إشعار آخر من هذه الصفحة، لا الصفحات المزوّرة، وذلك لعدّة أسباب، أولًا: إغاظة الفاسدين وما تطؤون من موطئ يغيظ الفاسدين إلاّ كُتب لكم به عمل صالح، ثانيًا: ملء الاستمارات القانونية لتقديمها للقضاء من أجل حلّ البرلمان».
 

وتابع: «إننا كما عهدناكم مطيعين صابرين على حرارة الجوّ من أجل عشق أهل البيت وعشق إصلاحهم. فلا تقصّروا بذلك»، وأردف يقول: «لا تظاهرات في النجف. أرجو الالتزام بذلك، وعلى المعتصمين الاستمرار في اعتصامهم مشكورين».
 

وكانت مجموعة «قوى مدنية» في العراق، يتقدمها الحزب الشيوعي العراقي والتيارات والمنظمات المدنية دعت هي الأخرى إلى تظاهرة جماهيرية يوم غد الجمعة في ساحة الفردوس، وسط بغداد.
 

وذكرت في بيان صحفي: «اجتمعت قوى ونخب مدنية وديمقراطية، وبحثت آخر التطورات السياسية، وأكدت موقفها الثابت من عملية التغيير الديمقراطي المنشود».
 

وأضافت: «دعونا إلى تظاهرة جماهيرية واسعة، يوم غد الجمعة، في ساحة الفردوس وسط بغداد». 

 

وتابعت: «ندعو القوى المجتمعة الجماهير المكتوية بنار المحاصصة والفساد ومعها جميع القوى والاتحادات والمنظمات، إلى المشاركة الواسعة في هذه التظاهرة، والتأكيد على مطالبها بالتغيير الشامل».

حل البرلمان 

وكانت العراق شهدت  تأزما بالأوضاع عقب دعوات رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، مجلس القضاء الأعلى لحل البرلمان خلال مدة لا تتجاوز نهاية الأسبوع القادم.
 

وتظاهرات الغد، هي ثاني تظاهرات يحشد لها "التيار الصدري" ومنافسه "الإطار التنسيقي" الشيعيين منذ اقتحام المنطقة الخضراء من قبل اتباع التيار الصدري في 30 يوليو الماضي احتجاجا على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء من قبل الإطار التنسيقي.

 

والسوداني مقرّب من إيران ويصفه قياديو التيار الصدري بأنه "ظل" رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وسبق أن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار الصدري وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب.
 

وتشهد بغداد منذ نحو عشرة أشهر، حالة من الانسداد السياسي، لتشكيل الحكومة العراقية والتي ادخلت العراق في نفق النزاع السياسي المظلم. 
 

وبينما يتمسك التيار الصدري ببرنامج الاغلبية الوطنية، يحاول الاطار التنسيقي البقاء في حالة الاغلبية الشيعية وضمان حقوق "المكون الأكبر". 

الجريدة الرسمية