رئيس التحرير
عصام كامل

غاز المتوسط.. إسرائيل وأمريكا تخططان لفرض الأمر الواقع على لبنان.. وحزب الله يهدد

لبنان وإسرائيل
لبنان وإسرائيل

وسط تفاؤول امريكي بحدوث تقدم في المفاوضات علي ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بث  حزب الله اللبناني مقطعا مصورا تظهر فيه سفن مشاركة في صناعة النفط والغاز البحرية الإسرائيلية، وحذر الحزب من التلاعب بالوقت، في تأكيد على تهديدها بالتصعيد العسكري وسط محادثات ترسيم الحدود البحرية.

ووصل  الوسيط الأمريكي آموس هوكستاين إلى بيروت، حاملًا ردًا إسرائيليًا على مبادرة للتوصل إلى تسوية تعيد الطرفين إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة، في جنوب لبنان، برعاية الأمم المتحدة، وتحت عَلَمها. 


وكثفت الولايات المتحدة في 2020 جهودها طويلة الأمد للتوسط في اتفاق بين إسرائيل ولبنان عبر محادثات غير مباشرة.


وتصاعدت التوترات بشأن هذه القضية في يونيو عندما وصلت سفينة إلى منطقة يعتبرها لبنان جزءًا من المنطقة المتنازع عليها لبدء تطوير حقل لإسرائيل.

 

تهديدات حزب الله

 

وفي الجانب العسكري، بث الإعلام الحربي التابع لحزب الله، مقطعًا مصوَّرًا تظهر فيه سفن مشاركة في صناعة النفط والغاز البحرية الإسرائيلية مع إحداثياتها الدقيقة، وأنها في مرمانا.


وحذر الحزب على لسان أمينه العام حسن نصر الله، في الفيديو، مع ترجمة عبرية، من التلاعب بالوقت، في تأكيد على تهديده بالتصعيد العسكري، وسط محادثات ترسيم الحدود البحرية.

 

وبثت قناة المنار التابعة للحزب المقطع المصور، الذي يحتوي أيضًا على لمحة نادرة عن أسلحة حزب الله، قبل ساعات من الموعد المقرر للقاء هوكشتاين مع مسؤولين لبنانيين في بيروت.

ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل


ويخوض لبنان وإسرائيل مفاوضات بوساطة أمريكية لترسيم حدودهما البحرية المشتركة التي من شأنها أن تساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي تخص أيًا منها، وتمهد الطريق لمزيد من الاستكشاف. 


وأعرب مسؤولون لبنانيون عن تفاؤلهم بأن هذه الجولة من المحادثات يمكن أن تؤدي إلى اتفاق بعد مفاوضات غير مباشرة دامت سنوات على نحو متقطع، لكن حزب الله أبدى استعداده لمنع إسرائيل من استخراج النفط والغاز، إذا لم يُسمح للبنان بذلك.


بموازاة التصعيد العسكري الذي بدا رسالة أمنية لإسرائيل، قال نائب رئيس «المجلس التنفيذي» في «حزب الله»، الشيخ علي دعموش، إن «المقاومة اليوم بما تملكه من قدرات واسعة، باتت في موقع مَن يفرض معادلات جديدة وضعت لبنان في موقع استثنائي وقوي وغير متوقع، من شأنها انتزاع حق لبنان في التنقيب واستخراج النفط وفك الحصار المفروض عليه أمريكيًا وإسرائيليًا»، مؤكدًا أن «المعادلة التي أرساها الأمين العام لـحزب الله، وهي معادلة لا غاز لأحد في المنطقة إذا لبنان منع من استخراج حقه كاملًا من الغاز، تقوم على قدرات الردع التي تمتلكها المقاومة، والتي تراكمت خلال مسيرة الأربعين ربيعًا، ولولا هذه القدرات وهذه المعادلة لكانت إسرائيل قد باشرت أعمالها في منطقة كاريش، ولما استطاع لبنان أن يفرض التفاوض على الخط 23 وحقل قانا كاملًا».

حقوق لبنان فى الغاز


وطالب دعموش المسؤولين المعنيين «باستثمار موقف المقاومة الحازم والحاسم، والتمسك بحقوق لبنان الكاملة، وعدم السماح للعدو بإملاء شروطه على لبنان أو المماطلة وتضييع الوقت أو استغلال الانقسامات والتباينات بين اللبنانيين لينفذ من خلالها إلى ما يريد»، لافتًا إلى أن إسرائيل قد تستغل أي ثغرة أو نقطة ضعف في الموقف، وعلينا أن نفوّت عليه أي فرصة للمناورة والتلاعب أو إضعاف الموقف اللبناني.

تفاؤل أمريكي

من ناحية أخرى قال آموس هوكشتاين المسؤول الأمريكي الذي يتوسط في النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل اليوم الاثنين إنه لا يزال متفائلًا بإحراز تقدم نحو اتفاق ويتطلع للعودة إلى المنطقة للتوصل إلى "ترتيب نهائي".

وأدلى هوكشتاين بهذه التصريحات بعد لقاء مع كبار القادة اللبنانيين في القصر الجمهوري، في الوقت الذي يضغط يكثف فيه الجهود للتوصل إلى اتفاق نادر بين الدولتين العدوتين من شأنه أن يسمح لهما بتطوير موارد الطاقة البحرية.

وقال هوكشتاين "ما زلت متفائلًا بأننا نستطيع إحراز تقدم مستمر كما فعلنا على مدى الأسابيع العديدة الماضية وأتطلع إلى التمكن من العودة إلى المنطقة لإجراء الترتيب النهائي".
 

الجريدة الرسمية