رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام رياضي غير نزيه!

الروح الرياضية سمة إنسانية تضفي على الرياضة عامة وكرة القدم خاصة متعة وبهجة وجمالًا ومن دونها تفقد الكرة حظوتها وجاذبيتها لتبقى تلك الروح هي الوجه المشرق المطلوب تكريسه بين الأندية واللاعبين قبل أن نطالب به الجمهور؛ فهي العنوان الذي ينبغي أن يسود الجميع.. ولتكن تلك هي البداية لنبذ التعصب واجتثاثه من حياتنا كلها وليس من ملاعبنا فقط؛ ف التعصب الأعمى لنادى لا يقل خطرًا عن التعصب لفكرة أو مذهب أو طائفة.. فالنتيجة واحدة وهي إلغاء العقل ورفض الآخر وإقصاء الجميع وتلك ولا شك توطئة لإنقسام حاد واستقطاب لا تحمد عقباه. 


أما الأهم في محاربة التعصب؛ فهو الإعلام النزيه المستنير الخالي من التعصب والداعي للتحلي بالأخلاق الرفيعة؛ إعلام لا يغضب ولا ينحاز؛ فلا يعلق المذيع أو الناقد أو المحلل وفقًا لهوى قلبه ولا يبدي انحيازًا لأحد الفريقين المتنافسين ولا يناصر فريقًا على حساب الآخر حتى لا تبقى الرياضة أسيرة للأهواء والتحزبات والانفعالات والتعصب المقيت.


التنافس الرياضي مطلوب والتشجيع الحماسي أيضًا مطلوب ووجود مشجعين محبين لأنديتهم غيورين عليها لا غبار عليه ما دام تحت مظلة الروح الرياضية؛ فالأخلاق الحسنة أهم مقومات أي عمل ناجح في أي مجال، وفي الرياضة على وجه أخص؛ ذلك أن الرياضة تتضاعف أهميتها لارتباطها أكثر بشريحة الشباب وهم يشكلون نحو ثلثي السكان في مصر، وعلى أكتافهم ينهض الحاضر ويبنى المستقبل.. فهل ندرك أهمية الرموز الرياضية في حياة هؤلاء.. وماذا تصنع بهم القدوة؟!

 


ولا عجب والحال هكذا أن نركز على ضرورة أن يتحلى العاملون ب الرياضة بالأخلاق العالية.. ينبغي أن تكون تلك أهم صفاتهم ثم يأتي دور الإعلام الذي نرجوه محايدًا لا يشوه الصورة الجميلة ل الرياضة، إعلامًا لا يتعصب لهذا أو ذاك فينشر الإحباط والحزن، لأن من حولنا في كل مكان يشاهد ويسمع ويقرأ ويأخذ انطباعًا عن واقعنا المرير من خلال الرياضة النظيفة؛ ولابد للإعلام أن يشيد دومًا بالنجم الملتزم بالأخلاق الرياضية، والمدرب الخلوق، والإداري الذي لا يتحيز؛ فإن أولى مسئوليات الإعلام نشر الوعي الرياضي.

الجريدة الرسمية