رئيس التحرير
عصام كامل

علي موسى: التعصب الكروي.. هل من نهاية؟

علي موسى
علي موسى

الزمالك يُصعِّد ضد الأهلي والأخير يرد.. الأهلي ينتفض على إهانة الزمالك والجماهير غاضبة.. الإعلامي الشهير ينفعل على الهواء ويسب نادي القلعة الحمراء ويسعد جماهير نظيرتها البيضاء.. الصحفي المعروف يندد بتحركات الأول ويطالب بالتحقيق ويحوز دعم جماهير الشياطين الحمر.. الأهلي فوق الجميع.. الزمالك مدرسة لعب وفن وهندسة.

في خضم هذا الزخم الذي يصل إلى الالتهاب والاحتقان والفوران، يأتي مَن يوحد بين الصفوف ويساوي بين الرؤوس، فيقول إن "الكرة لهوٌ حرام" أو يؤكد أن "مصر فوق الجميع" أو يدعو إلى إيقاف المباريات والمسابقات لحين تدريب الجماهير العريضة وروابط المشجعين العتيدة على أصول التشجيع من دون فتنة والدعم والمساندة والمعاضدة من دون إشعال النار في أرجاء البلاد.

الأجواء العامة ملتهبة. والمشاعر الشعبية هائجة. وما بدا أنه تشجيع تحول إلى عصبية وقبلية كُروية. وما كان حتى أيام قليلة مضت زخمًا في التشجيع وحيوية في التحفيز تحول إلى استقطابات وتحزبات واستدعاء للنعرات الكُروية كأنها دفاع عن قومية أو ذود عن هوية.

معارك وأحداث شغب واحتقانات وتوترات عديدة شهدتها المسيرة الكُروية الممتدة لأكثر من قرن بين جماهير الناديين، وأحيانًا لاعبيهما وإدارييهما ورئيسي نادييهما، ويمكن القول إن هذه التوترات التي يتخذ بعضها شكلًا من أشكال العنف تحدث في العديد من دول العالم حيث الشعوب المشبعة بحب الرياضة ومتابعتها، لكن تختلف الدرجات ويتراوح المدى بين "محدود تمت السيطرة عليه وتوقيع العقوبات على المعتدين" و"خارج السيطرة حيث وقوع مصابين وربما قتلى وحدوث خسائر". لكن انتقال المعارك الدامية من أثير الشارع والإستاد ومقاهي وأماكن التشجيع حيث يفترض أن تتدخل قوات حفظ الأمن وإنفاذ القانون إلى أثير منصات التواصل الاجتماعي وكذلك أثير التليفزيون وغيره من المنصات الإعلامية صعد بالخلافات الكُروية إلى مستوى آخر تمامًا.

Advertisements
الجريدة الرسمية