رئيس التحرير
عصام كامل

خالد شاهين يكتب.. خطأ أكرم حسني الذي لا يغتفر والكلام "للي" يفهمه

خالد شاهين
خالد شاهين

تابعت من كثب أزمة اتهام الفنان أكرم حسني بسرقة كلمات وألحان أغنية "للي" التي غناها الكينج محمد منير، فعلى الرغم من أن تلك الأزمة قد أفسدت على الكثيرين سعادتهم بالأغنية التي لا تليق إلا على منير، لكن كان لا بدَّ من الوقوف ولو للحظة لمعرفة أبعادها، فهل أخطأ أكرم في حق نجم كبير مثل منير وفي حق نفسه أيضًا، أم أن هناك تحاملًا عليه في تلك المعضلة؟

 

خطأ أكرم الرئيسي هو أنه فكر في عمل أغنية تليق بمنير ولا يستطيع أن يغنيها غيره، وتعيده لجمهوره الذي اشتاق منذ باع طويل لأغنية بهذه الجودة وهذا الجمال، فقد كان للكثير من شباب الشعراء محاولات مع الكينج خلال السنوات الماضية لعمل أغان تحمل الهوية المنيرية وتأخذ مريديه إلى أيام "المريلة الكحلي" و"وسط الدايرة" و"ولو بطلنا نحلم " لكن وأسفاه، فتلك المحاولات قد باءت للفشل، حتى جاء أكرم حسني وقدم أغنية "للي"، التي عندما تستمع لكلماتها تبصم بكل أصابع يدك أنه قد فصلت تفصيلًا من أجل صوت الكينج، ولا يصح أن يغنيها سواه دون غيره، وهذا هو النجاح.

 

أما عن اتهام أكرم بالسرقة، فقد نظرت إليه نظرة أخرى، وسألت بعض الأسئلة الضرورية التي كان أولها "هل أكرم حسني في حاجة إلى صعود سلم المجد من خلال أغنية يكتبها ويلحنها لمحمد منير؟ مع الوضع في الحسبان الاحترام الكامل لمكانة الكينج"، لأجد نفسي أجيب بصوت عال "أكرم قد صنع المجد لنفسه منذ سنوات ببطولات درامية وسينمائية وبرامج تلفزيونية ناجحة".

 

إذًا ما الذي يجعل أكرم ينتقل من مربع النجم المحبوب إلى مربعات الشعر المسروقة، هل حب جني المال؟ بالطبع لا، لأنه على حد علمي أن الأغنية قد أهداها للكينج دون مقابل، لذلك علينا أن نحكم العقل والمنطق في تلك القضية، فأكرم حقق ذاته ونجوميته منذ سنوات ولم يريد من وراء الأغنية جني المال، ولديه اسم كبير يخاف أن تمسه الأزمات بسوء، إذًا فدوافع السرقة ليست موجودة، لكن من الممكن أن يكون هناك سوء تقدير من أكرم  للموقف نفسه، بعدم إشارته بأن لحن الأغنية من التراث، لأن تلك الجملة كانت كفيلة بحل أزمة اتهامه بسرقة اللحن منذ اللحظة الأولى، لأن إذا ظهر صاحب اللحن الأصلي، فكان أكرم سوف يعتذر عن سوء الفهم ويؤكد له أنه لم يكن يعلم وأن ما يثبت حسن نيته أنه كتب بأن اللحن من التراث ولم ينسبه لنفسه، وعن تشابه بعض الكلمات البسيطة مع مربعات أحد شعراء الصعيد، فهذا أمر يظهره شيوخ الشعر.

 

في نهاية الأمر قد قرر الطرفان اللجوء إلى القضاء الذي سوف يقول كلمته وعلى الجميع الانصياع، ولو أنني كنت مكان أكرم حسني لقررت بعد تلك الأزمة ألا أكتب أو اللحن وأبقى بين صفوف نجوم السينما والدراما حتى إن أنصفني القضاء.

الجريدة الرسمية