رئيس التحرير
عصام كامل

سبب تشدد السلفية في رفض الطقوس الشعبية لتأبين الموتى

أنصار السلفية
أنصار السلفية

لا تعرف السلفية منطق الطقوس المتوارثة، تربط دائما بين ما يروج لاسيما في المناطق الشعبية والقرى من تقاليد عمرها عشرات وربما مئات السنوات ومنها الذبح عند الميت حين وفاته وعمل ولائم للصدقة عليه. 

 

ما ثبت عن النبي 

 

يعتبر السلفية انشغال أهل الميت في طهي الطعام للجيران غير جائز، بل من البدع ومن المآثم المنكرة ويستندون إلى ما قاله الصحابي جرير بن عبد الله البجلي: "كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة، فدل ذلك على أن أهل الميت لا يصنعون طعامًا للناس، ولا يجمعونهم ولكن يستحب لجيرانهم أو أقاربهم أن يبعثوا لهم طعاما لكونهم مشغولين بالمصيبة.

 

ولا ترفض السلفية ذبح ذبيحة لأجل الصدقة بها عن الميت على الفقراء والمساكين، ولا ترى حرجا في ذلك، لكن تشترط ألا تكون في وقت مخصوص، ولا يجمع لها أحد، بل تذبح ويوزع لحمها على الفقراء والمساكين صدقة في أي وقت كان.

 

وتستند السلفية في هذا الحكم على ما ثبت عن النبي محمد، أنه سئل عن هذا، إذ قال له رجل: يا رسول الله إن أمي ماتت ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي: «نعم».

 

وتؤكد السلفية أن الصدقة عن الميت نافعة له بإجماع المسلمين، لكنها تشدد على أن تكون في غير وقت الموت حتى لا يتخذ ذلك سنة وعادة، بل يوزعها في أوقات أخرى بين الفقراء من غير تخصيص وقت معين، لا يوم الموت، ولا يوم سابع الموت، ولا يوم أربعين الموت، فلا يكون له خصوصية.

 

عن السلفية وتاريخها 

 

السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية