رئيس التحرير
عصام كامل

لفتوى طبية أم قرار عبد الناصر.. لماذا ألغت مصر ارتداء الطربوش.. السبب صادم

الطربوش
الطربوش

مرَّت مصر بمعاركَ ضارية امتدت من عشرينيات القرن الماضى إلى ما بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 التي ألغت ارتداء الطربوش، إلا أن مجلة المصور في يوليو عام 1926 كشفت لنا قصة المطالبة بإلغاء ارتداء الطربوش بناءً على فتوى طبية، فكتبت المصور خبرًا تقول فيه: إن جمعية الرابطة الشرقية وجَّهت إلى جمعية الأطباء في القاهرة عدة أسئلة تختص بلباس الرأس (الطربوش والقبعة) من الوجهة الصحية، وطلبت إبداء الرأي في أيهما أنفع صحيًّا الطربوش أم القبعة.

اجتمعت هيئة الأطباء في يوم الجمعة 12 يوليو، وبعد مناقشة طويلة أصدرت قرارًا طبيًّا مؤداه أن الطربوش ليس لباسًا صحيًّا بل على العكس فإن مضاره أكبر كثيرًا من نفعه.

ارتداء القبعة 

وفى اليوم التالى لصدور القرار زار مقر مجلة المصور السياسى الصحفى محمود عزمى مرتديا القبعة بعد أن خلع الطربوش عملا بقرار الأطباء وقال: أما وقد أصدرت هيئة الأطباء قرارها في الطربوش صراحة وفى القبعة تلميح، فقد أصبح من المحتم لبس القبعة التي تتوافر فيها الشروط التي اشترطها الأطباء للباس الرأس الصحى إلى أن يتفق الفنانون المصريون على تصميم شكل نهائي للقبعة بروح مصرية خالصة، ويمكن ارتداء الطربوش في المناسبات في الحفلات والرسميات على الردنجوت وملابس السهرة فقط.

 

الصحفى محمود عزمى 

وأضاف محمود عزمى ان الطربوش يصنع من قماش ثقيل ومن الصوف عادة لذلك فهو ثقيل ويكتم مسام الرأس اكثر من اللازم في الصيف ويسبب فيه عرقا غزيرا وحكة وصداع مما يضر بالعينين والرأس ولذلك ترى الجمعية الطبية ان افضل لباس للرأس يوافق جو مصر في زمن الصيف هو القلنسوة البيضاء او القبعة الافرنجية فيسهل ارتداؤها صيفا وشتاء، أما الطربوش فيمكن ارتداؤه في الشتاء فقط. 

 

أصل الطربوش 

ويختلف المؤرخون فيما بينهم عن أصل الطربوش الذي صار إلزاميا على طلاب المدارس والجامعات والموظفين وكل طبقات المجتمع، فالطربوش كلمة فارسية تعنى "سربوش "ومعنى الكلمة: غطاء الرأس وقد تم تعريبها لطربوش، وبعض المؤرخين يختلفون في جذور الطربوش، فبعضهم يرجعه إلى بلاد المغرب العربي ومن ثم انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية، في القرن التاسع عشر.

وبينما يرى آخرون أن الطربوش أصله نمساوي، فهناك من المؤرخين من يرى أنه موروث جاء من تركيا وبلاد البلقان، أو أنه يوناني الأصل أتى به الأتراك لمصر.

 

ثورة يوليو 

استمر الطربوش ليكون الزى الرسمى للمصريين، فقد كان يلبسه الملوك والأمراء والزعماء السياسيين، وكذلك الأدباء والشعراء، وطبقة الأفندية وغيرهم، وانتشرت محلاته وصناعته في ربوع الوطن العربي، وظهرت حروب ثقافية بينه وبين القبعة البرنيطة الإفرنجية، إلى أن ألغى الرئيس جمال عبد الناصر ارتداءه بعد قيام الثورة.

الجريدة الرسمية