رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريو الإخوان لعودة مرسى للحكم


لا تتفائلوا كثيرا أن الإخوان المسلمين سيتجرعون كأس الهزيمة، ويشربون مرارة عزل مرسي بسهولة عن حكم مصر، فهو حلمهم الذى استمر ثمانين عاما منذ نشأة الجماعة على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928 وحتى الآن، وهم فى محاولات مستمرة للوصول لحكم مصر والتاريخ يذكر لنا محاولات عديدة منذ ثورة 23 يوليو 1952 وتعيين القيادى الإخوانى حسن الشافعى نائبا لرئيس الجمهورية.


وبعدها فى فترة السبعينيات، عندما تصالح معهم السادات وأخرجهم للعمل فى النور ثم اشتراكهم فى الحياة السياسية فى عصر مبارك عبر الترشح للمجالس النيابية، وسيطرتهم على بعض النقابات وعاشوا فى عصر مبارك تحديدا فى موجات تتصاعد وتتراجع مع السلطة فعاشوا الربيع والخريف فى وقت واحد، ومنذ ثورة 25 يناير 2011 وهم يصارعون بكل قوة لتصدر المشهد عبر قوتهم فى الحشد وعقد الصفقات والرضا الأمريكى والدعم التركى والقطرى من أجل شىء واحد هو صعود تنظيم جماعة الإخوان المسلمين لحكم مصر وتنفيذ حلمهم بالخلافة الإسلامية، وحكموا مصر بالفعل وبعد عام واحد تم عزلهم لفشل واضح فى الأداء السياسي والاقتصادى واستعدائهم لكل الفصائل والتيارات السياسية وحالة الاستعلاء والغرور السياسي الكبير الذى مارسوه ضد الجميع حتى مع من تحالف معهم ودعمهم مثل حزب النور والتيار السلفى.

تعد عملية عزل مرسي، أكبر صدمة فى تاريخ الجماعة فهى لم تتوقعها للدعم الأمريكى والتركى والقطرى والشعور بقوتها على الحشد، وتوهمها أنها فككت المعارضة وشوهتها ولم يعد فى مصر سواهم، ومنذ عزله وهم فى حالة من الهياج الفكرى والسياسي واضحة جدا فى تصريحات قياداتهم، ولكن الأهم الآن هو أنهم اتفقوا على عدة محاور لتنفيذ سيناريو عودة مرسي من أهمها التشكيك فى الجيش المصري وقياداته، وإطلاق تصريحات عبر لجانهم الإلكترونية المنتشرة فى شبكات التواصل الاجتماعى عن حدوث انشقاقات فى الجيش وعن تذمر لدى قيادات المؤسسة العسكرية وإشاعات عن عزل مرسي والأخطر هو محاولة استفزاز الجيش ومحاولة دفعه لاحتكاكات مباشرة بعناصرهم، وتصوير ذلك للعالم أن الجيش يسحق المعارضة فى محاولة دنيئة لطلب التدخل الدولى ضد الجيش المصري والرغبة الواضحة فى تكوين الجيش الحر لمقاتلة الجيش المصري، وبالتالى ندخل تكرار السيناريو السورى الحالى.

المحور الثانى، هو التشكيك فى كل رموز المرحلة الحالية بداية من محاولة تشويه الرئيس المؤقت وإطلاق كتابهم ومؤيديهم لسب وقذف الرجل فى كل مكان عبر الإنترنت ومواقعهم وصحفهم، ومرورا بكل رموز المرحلة مثل الهجمة الشرسة المزيفة حول زيارة البرادعى لإسرائيل والتشكيك فى الحكومة الجديدة ووصفها بحكومة الفلول والحرامية والتشكيك والتخوين لحركة تمرد وعلاقاتهم بحزب الله والشيعة وغيرها، مرورا بإشاعة حالة من الكراهية ضد الأقباط وأنهم يكرهون الإسلام وكل ما يريدونه هو تقسيم المجتمع المصري لتدميره وحتى لا يبقى فصيل قوى غيرهم فى الشارع السياسي.

المحور الثالث، هو محاولة عرقلة الحكومة الجديدة حتى لا تنجح فى عبور الأزمات التى صنعتها حكومة قنديل، ولذلك سنرى مظاهرات ضد الحكومة مرورا بحالات من التظاهر والاعتصامات داخل الوزارات والهيئات نفسها حتى تتطور ونرى حالات غلق لبعض المؤسسات الحكومية.

المحور الرابع، هو محاولة التصعيد على أرض الواقع وشل حركة الدولة بأعمال فى باطنها السلمية، مثل محاولات قطع الطرق والكبارى والقطارات والمترو بحجة الصلاة فهل تعطيل مصالح البشر من أجل الصلاة على كوبرى حلال فى ظل وجود المساجد فى كل مكان؟!

المحور الخامس، وهو التسويق الإعلامى للغرب أن الجيش قاد انقلابا عسكريا ويمارس عمليات اعتقال وإبادة للتيارات الإسلامية فى مصر، فى محاولة لاستجداء الغرب للتدخل لصالحهم حتى يعود مرسي لحكم مصر.

الإخوان المسلمون لا يدركون أنهم ينتحرون سياسيا وسيفقدون تعاطف الشعب معهم، وعليهم إعادة حساباتهم حتى يستطيعوا التعايش فى المجتمع المصري فلا نريد إقصائهم ولا نريدهم أن يكونوا دولة داخل الدولة، نريدهم مواطنين شرفاء لهم كل الحقوق ويطبق عليهم القانون .
dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية