رئيس التحرير
عصام كامل

الحوار الوطني من خلال القيم الدينية والإنسانية الراقية

إن المجتمع المصرى الأصيل على مر العصور يتميز بقوة ومتانة نسيجه الواحد، فنحن المصريين عشنا أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، في ألفة ومحبة وتفاهم وتعاون، فامتزجنا واندمجنا واتحدنا، وصار لنا شكل واحد ولغة واحدة وهدف واحد، ونحمل لقب واحد وهو.. مصريون، وكلنا من دم واحد ومن أب واحد ومن أم واحدة  فكلنا من آدم وحواء وكلنا أبناء أبونا ابراهيم كليم الله، ونحن جميعًا نعبد الاله الواحد القدوس، خالق السماء والأرض، الذى لا شريك له.. والعبادة والدين لله وحده، وكل إنسان يعبد الله بطريقته، أى حسب عقيدته الإيمانية التى تمنحه الخلاص والحياة الأبدية فى الآخرة..
 

وأعتقد أن العامل الأساسى للتقدم والبناء والنمو المجتمعي هو الحوار الوطنى الجاد والفعال في كل مجالات الحياة، ومن خلاله أيضًا نحتاج إلى وقفة جادة وحازمة، نتناول فيها جذور المشاكل ونحدد فيها حجمها الحقيقى، ووضع حلول جذرية مناسبة لها، وبصورة واضحة، استنادًا إلى وقائع محددة يجرى جمعها وحصرها..

 

حوار وطني ومجتمعي


أعتقد قد حان الوقت الذى يحتاج فيه المجتمع المصرى إلى ثقافة الحوار حوار وطني ومجتمعي بحت. مشكورًا قد دعا إليه السيد رئيس الجمهورية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي القيادة الرشيدة للبلاد لبناء المستقبل للحفاظ على أمن وسلامة مصر وشعبها، فهى خطوة ممتازة لخلق مناخ صحي لإجراء حوار وطني من خلال أجندة وطنية، يستوعب كل القوى الوطنية والمؤسسات الدينية والأحزاب وكل التيارات السياسية والشباب المثقف والشخصيات العامه ذو الكفاءة.  

 

جلوس تلك القوى معًا والمشاركة من أجل الوقوف على القواسم المشتركة يسهم في تحقيق الهدف من الحوار الوطنى الشامل.. لان الله سبحانه وتعالى أوصانا أن نعيش فى هذا الوطن الغالى على قلبهُ، في سلام وآمان وطمأنة ومحبة وتقدم ونجاح، وحذرنا بقوله: "أن البيت المنقسم على ذاته يخرب ولا يثبت" فيجب أن نجلس سويًا لنتصارح ونتكاشف في كل أمور حياتنا الوطنية، بمعنى أن أضع يدى فى يد أخى الوطنى لنعمل سويًا على حل مشاكلنا داخل بيتنا.. 

 

ومن خلال هذه الأجندة الوطنية يجب على القيادات الدينية القوى الناعمة في البلاد أن يكون لهم دور كبير في الحوار الوطني الثقافى ويكون من أولوية الأجندة الحوار المشترك بين نسيج هذا الوطن وحل مشاكله بكل شفافية. لنزع فكر التصنيف البشرى الدينى وتحرير الإنسان من الأفكار الرجعية وعدم انسياق الشعب وراء الشائعات والأكاذيب، وخلق أجواء أكثر مودة ومحبة وسلامًا بين هذا الشعب المبارك، ويعتبر نجاحه هو نجاح الحوار الوطنى الشامل الذى من أجله استقرار بلادنًا وتقدمها بين بلدان العالم، والحفاظ على وحدة الجماعة الوطنية المصرية..

 

أننا جميعًا مطالبون بالتكاتف والعمل الوطنى الجاد معًا حتى لا نعطى الفرصة للمتربصين داخل مصر وخارجها لانقسام وحدتنا الوطنية العريقة داخل هذا البيت الواحد، فنجاح مصر واستقرارها من واجبنًا الوطنى، وكلنا مسئولون عنها أمام الله، وسيحاسبنًا الله على كل يوم يمر علينا ولا نصنع فيه خيرًا..

 

 

وأخيرا أدعوا الله أن يوفق هذا الحوار الوطنى الشامل من أجل نجاح المجتمع المصرى العريق وينمو في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وأن يعم السلام بيننا ونفعل خيرًا في حياتنا، لان حياتنا تقاس بمقدار العمل والمحبة والخير الذى نفعله ونقدمه، وحينما يزن الله إنسانيتنًا، يزنها بالخير الذى تفعله من أجل كل عمل صالح، وأن يحفظنا من كل أعداء هذا الوطن، وأن يعم السلام والأمان والهدوء والطمأنية من خير بلادنا العزيزة مصر.
تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر  

الجريدة الرسمية