رئيس التحرير
عصام كامل

قصة حب

لم أتعجب منذ أيام حينما وجدت أن أول مقال نشر لي في بوابة فيتو كان بتاريخ الثلاثين من يونيو عام 2015، ولم أتعجب حينما وجدت أنه يوافق يوم عشية عيد شفيعي الذي عرفته بعد ذلك التاريخ بعام كامل ولكنه أصبح صديق أيامي وونيس رحلتي وحياتي، وهو القديس العظيم والقوي في شفاعته وإيمانه القديس موسى الأسود.


حياة ذلك القديس العظيم أثبتت صدق قول بولس الرسول إلى العبرانيين حينما قال: "انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ"، ولا توجد أروع من نهاية بطل مغوار في التوبة وفي العشرة مع الله كالقوي الأنبا موسى الأسود، صاحب أعظم سيرة توبة، والذي أثبت إن ليس مهم حاضرنا في علاقتنا مع الله، ولكن كيف سنحيا معه بعد.

أعظم سيرة توبة


فربما موسى الأسود كان قويًا، وعريض المنكبين، وفي قوته ربما كان يضاهي عشرة رجال، ولا كان يستطيع أن يقف أمامه أحد، ولكن حينما وقف أمام الأنبا إيسذوروس، صار كالطفل الصغير الوديع الذي كان يبحث عن الحب والاحتواء، ووجد ضالته في لقاء مرشده الروحي والذي أخذ بيده ليعرفه على الإله الذي ظل كثيرًا يتساءل عنه ويريد مقابلته.


المحبة والاحتمال اللذين قدمهما الأنبا إيسذوروس كانا دواءً لروح أنهكتها التجارب، وقلب كان غلبه الشر ونفس لم تجد من يحنو عليها فمشت وراء رغباتها بحثًا عن الحب، ولكن حينما وجد المحبة الحقيقية، صار قلبه يشعر بالحياة مجددًا، وصار يعرف أنه ليست كل سعادة في الشهوة، ولكن كل سعادة في اللحظة التي تنظر فيها للسماء فتشعر بيد الله تعمل في قلبك وتزرع فيه السعادة كحبوب لتطرح ثمار الفرح وثمار الروح.


لا يهم أن سقطت الآن، أو ضللت طريقك بعض الأحيان، فلله أبواب لا تغلق في وجوهنا، وله قلب حينما نعود يبتهج، كقلب الأب حينما عاد الابن الضال، نسى كل شيء ولم يعد يفكر سوى في أن ابنه كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد، فالله يبحث عنا بقلب الأب، وليس بقلب البشر، لأننا أحيانًا ربما نمحي محبة عمر بسبب خطأ، ولكن الله ينسى الخطأ بسبب محبة عمر.

 


لا تيأس ولا تخاف من أخطائك أو تنظر لنفسك بعين الضعيف والمهزوم، فمن كان قاتلًا وسارقًا وزانيًا، هو الآن القوي والشفيع في مصاف القديسين، ومن كان بعيدًا عن الله، استشهد من أجل اسمه ليحافظ على إيمانه الذي تسلمه من مرشديه.


شكرًا لكل راع كان سببًا في عودة كثيرين مثل القديس موسى الأسود، فلولا وجود خدام مثل الأنبا إيسذوروس لما كان هناك كثيرون عادوا ليكونوا بقلب أبيض وسيرة عطرة وقلوب متحدة بالله مثل القوي والبي جوري الأنبا موسى الأسود.
twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية