رئيس التحرير
عصام كامل

الطمع!

في قديم الزمان كان أهل قرية متحابين، إلا رجلا خبيثا.. وذات يوم ملأ فم كلبه بالذهب وأوهم الناس أنه ينبح ذهبا فابتاعوه بثمن كبير.. وعندما اكتشفوا الخديعة داهموا بيته فوجدوه يتشاجر مع زوجته.. حتى أخذ سكينُا "مزيفًا" وطعنها في قلبها؟!.. ثم تناول مزمارًا ونفخ فيه لتعود الزوجة إلى الحياة.
ابتاعوا المزمار.. وبدأ به العمدة، جربه على زوجته بعد أن قتلها فى مشاجرة، ولم يحرك المزمار بالطبع جثتها الهامدة.. فأخفى الخبر عن الآخرين حتى لا يتهم بالقتل.. ودار المزمار على رجال القرية كلهم حتى أبيدت جميع النساء؟! 


وهنا طفح الكيل بالناس.. فوضعوا الخبيث في قفص ليرموه في البحر.. وعلى الطريق استراحوا قليلًا،  فإذا بفلاح يمر بالمكان، ناداه الخبيث وقال له: إن هؤلاء يريدون تتويجي ملكًا عليهم رغمًا عني.. فهل تفك قيدي وتجلس مكانى؟.. وافق الفلاح وعاد الخبيث إلى القرية ليقول للرجال: إن في البحر حورية أنقذته وعرضت عليه الزواج.. ولديها ألف أخت دون زواج؟!.. فذهبوا وألقوا بأنفسهم في البحر.. ليصبح الخبيث عمدة القرية ومالكها.


مع كل الأسف وعلى الرغم من كل الدروس والعبر المستفادة من النصابين والكاذبين والسارقين، لا يزال العديد من الناس يقعون فى فخاخ هذا النوع من شياطين الإنس، فيفقدون معهم كل ما استطاعوا ادخاره طوال عمرهم نتيجة سنوات من العمل الشاق.

ومن وجهة نظرى أرى أنه لن تختفى هذه الظاهرة أبدًا مهما حدث من توعية، إلا إذا عمل كل إنسان على مجاهدة هوى الطمع بداخله. يقول الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه: «سبل صلاح النفس.. إزالة الطمع».. ويقول أيضًا: «من لزم الطمع.. عدم الورع». وتقول الحكمة الخالدة: «من أراد كل شىء.. خسر كل شىء».. و«إذا طاردت عصفورين فى توقيت واحد.. خسرتهما معُا». 

ويقول رسول الله ﷺ: «لو أن لابن آدم واديًا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب».

الجريدة الرسمية