رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عمرو دوارة: المسرح المصري في أسوأ مراحله.. وأنشطته هدفها التواجد فقط (حوار)

عمرو دوارة
عمرو دوارة

الحركة النقدية فى تراجع شديد والصحف والمجلات الثقافية أغلقت
توقعت الحصول علي جائزة “التفوق” في الآداب لعدة أسباب منطقية 
للأسف عدد كبير من المهرجانات المسرحية تنظم للدعاية والتربح فقط
"مسارح الهواة " ما زالت تمثل الوجه المشرق للمسرح المصرى 
"مسارح الأقاليم" تعانى صعوبات نتج عنها تدهور وانحدار مستوى عروضها
 

حصد الدكتور والمخرج المسرحى عمرو دوارة  جائزة الدولة فى التفوق فرع الآداب لعام ٢٠٢٢، وذلك عن مجمل ما قدمه للمسرح المصرى، سواء فى عالم الإخراج أو فى التأليف والتأريخ المسرحى، والذى كان آخره موسوعة المسرح المصرى المصورة والتى جاءت لتوثيق جميع ما عرض على خشبة أبو الفنون منذ تأسيس المسرح المصرى الحديث قبل ١٥٠ عاما.


"فيتو" أجرت حوارا مع عمرو دوارة، حيث تحدث فيه عن كواليس فوزه بالجائزة، ورؤيته للمسرح المصرى خلال الوقت الحالى، وعن موسوعته التوثيقية الأضخم وجاء كالتالى:

 

*لجوائز الدولة مذاق مختلف.. صف لنا شعورك وقت معرفتك؟

جائزة الدولة للتفوق تعد من أهم الجوائز التى حصلت عليها فى مسيرتى الأدبية والفنية، فبالرغم من تكريمى وحصولى على عدد من الجوائز المتميزة ببعض المهرجانات العربية والعالمية وتكريمى من بعض الحكام ووزراء الثقافة العرب إلا أن التكريم الرسمى فى بلدى له مكانة خاصة ونكهة أخرى.
وأصدقك القول بأن التكريم الرسمى من الدولة ممثلة بوزارة الثقافة له قيمة أخرى أكبر بكثير خاصة أننى فزت بها وسط منافسة شرسة.

 

*هل توقعت حصولك على جائزة الدولة للتفوق هذا العام؟

بصراحة شديدة توقعت بالفعل الحصول عليها لعدة أسباب منطقية وهى أننى لم أسع إليها بل رشحت لها من قبل مجلس إدارة اتحاد الكتاب، وتجدر الإشارة إلى أن الجائزة منحت لى عن مجمل أعمالى الأدبية فى النقد والتاريخ والتأليف وليس عن عمل واحد أو مجموعة أعمال وذلك مع الإشارة إلى إسهاماتى كمخرج مسرحى أيضًا.

ويضاف إلى ما سبق هو شعورى خلال السنوات الأخيرة بذلك الحب والتقدير الكبير لإسهاماتى من قبل جميع الأدباء والمسرحيين، وأرى أن هذا التقدير على مدى نصف قرن والحب الذى وضح جليا هما التكريم الحقيقى لى.

 

*وثقت أكثر من ٧٠٠٠ عمل مسرحى فى موسوعتك.. احكى لنا كواليس التجربة وأهم الصعاب التى واجهتك؟
موسوعة المسرح المصرى المصورة هى موسوعة غير مسبوقة عالميا لأنها أول موسوعة مصورة يوثق بها كل عرض بثلاث صور، حيث تتضمن 22 ألف صورة نادرة سواء للعروض المسرحية أو صور للرواد، كما أنها تتضمن 7500 عرض، وهو مجموع العروض التى تم إنتاجها على المستوى الاحترافى على مدار 150 عاما من بداية المسرح المصرى الحديث عام 1870 بفضل مبادرات الرائد يعقوب صنوع.

وقد واجهتنى بالطبع كباحث كثير من الصعاب أثناء محاولات إعداد هذه الموسوعة بمراحلها المختلفة، ويمكن تلخيصها إجمالا فى غياب المراكز البحثية المتخصصة، وندرة المعلومات والوثائق، وكذلك غياب الدوريات المسرحية من مجلات متخصصة أو صفحات مسرحية بالصحف والمجلات خلال بعض الفترات.

بالإضافة إلى عدم تعاون بعض المؤسسات الصحفية مع الباحثين والتعامل معهم بشكل تجارى عند محاول الاستعانة ببعض المواد المتوفرة بأرشيفها، وأيضا وجود كم كبير من الأخطاء والمغالطات الفنية والتاريخية بمذكرات بعض كبار الفنانين، وغيرها الكثير.

 

*اهتميت بتأريخ المهرجانات المسرحية العربية.. فى وجهة نظرك ما الذى ينقص كل من المهرجان القومى والتجريبى المصرى حتى الآن؟
للأسف الشديد عدد كبير من المهرجانات المسرحية تنظم للدعاية والتربح فقط، فالعروض أغلبها مكررة بعدد كبير من المهرجانات، وكذلك تتكرر أسماء المكرمين وأعضاء اللجان وهذه الظواهر السلبية بالإضافة إلى بعض الظواهر الإيجابية قد قمت برصدها وتسجيلها وتوثيقها من خلال كتابى "المهرجانات المسرحية العربية بين الواقع والطموحات"، والذى طبع عام 2008.

 

*كيف ترى حال مسرح الهواة حاليا وسط التحديات الإنتاجية الضخمة التى تواجهه؟
بداية لا بد من التأكيد أن "مسارح الهواة " حاليا وخاصة بفرق الأقاليم أو فرق الجامعات ما زالت تمثل الوجه المشرق للمسرح المصرى، وما زال العاملون فيها يحملون راية الإبداع بالمسرح، وأكبر دليل على ذلك هو حصول عدد كبير منهم على الجوائز الأولى بكل دورة من دورات المهرجان "القومى للمسرح المصري"، وإن كان هذا لا ينفى انحدار طال مسرح الهواة خلال الفترة الأخيرة.

*لو أنك تكتب كتابا عن حال مسرح الأقاليم فى الوقت الحالى.. ما الذى سوف تسلط الضوء عليه؟
كتابى الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان: "مسارح الأقاليم وعلامات على الطريق" خلال بدايات الألفية الجديدة، وثقت فيه عددا كبيرا من التجارب المسرحية المهمة بمختلف الأقاليم.
لكن تقتضى الموضوعية أن أقرر بأن "مسارح الأقاليم" تعانى حاليا من كثير من المعوقات والصعوبات والتى كان من نتائجها تدهور وانحدار مستوى عروضها بصفة عامة، وذلك بعدما شهدت أهم وأزهى فترات نشاطها خلال فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، عندما كان يتم إدارتها بروح الهواية الخالصة سواء من كبار المسئولين والإداريين أو من خلال الفنانين المشاركين فى مختلف مفردات العرض المسرحى.

 

*خلال الفترة الأخيرة عاد زخم مسرح الدولة من جديد.. ما الذى لفت انتباهك فى ذلك.. وماذا عن حال المسرح الخاص؟

حال المسرح المصرى يمكن وصفه بأنه أصبح يقدم الضجيج بلا طحن، وذلك برغم بعض الجهود المخلصة التى تحاول تصحيح مساره، لكن لا بد من الاعتراف بأن كل الأنشطة المسرحية الآن للأسف تقدم فقط لمجرد المساهمة وإثبات التواجد.

كما أن الحركة النقدية فى تراجع شديد، لقد أغلقت خلال السنوات الأخيرة كثير من المجلات والصحف وتحول بعضها إلى نسخ إلكترونية فقط، كما ألغيت كثير من الصفحات الفنية والمسرحية المتخصصة وكذلك بعض البرامج المسرحية، إنتاج المسرح فى تراجع كمى وكيفى وأصبحت المسارح تضاء لمدة ثلاث أو أربع ليالى فقط أسبوعيا فى أفضل الحالات.

أما فرق القطاع الخاص لم تستطع الصمود واختفت من الساحة، وبصفة عامة المستويات الفنية فى هبوط وانحدار خاصة مع غياب النجوم عن المشاركة بها لاستقطابهم بالأعمال السينمائية والدراما التليفزيونية ذات الأجور التى لا تقارن أبدا مع الأجور بالمسرح.

 

*دعنا نبحر قليلا فى تاريخ المسرح.. من وجهة نظرك هل كانت هناك منافسة بالفعل بين الريحانى والكسار ويوسف وهبى وزكى طليمات.. وما الفرق بين تجربة كل منهم؟

هؤلاء الرواد لا يعود إليهم الفضل فى تأسيس المسرح المصرى أو المسرح العربى فقط، بل وفى تأسيس الفن المصرى بصفة عامة، فلا يمكننا إغفال أن السينما قد بدأت بعد بدايات المسرح بما يقرب من نصف قرن، وفى هذا الصدد يجب التنوية إلى أن كل تلك الفنون فى بداياتها قد اعتمدت على مشاركات وإسهامات رجال المسرح.
هؤلاء الرواد هم الذين ساهموا فى تأسيس المعاهد الفنية وكذلك نقابة التمثيل، وجميع الإنجازات تمت بتعاونهم وتألفهم وروح الهواية الخالصة التى ربطت بينهم، وكذلك تحليهم جميعا بروح الوطنية ومقاومتهم للمستعمر الإنجليزى معا.
وأذكر على سبيل المثال فقط أن نجيب الريحانى كانت تربطه بـ"على الكسار" علاقة ود سمحت لمشاركة بعض المبدعين بالعمل فى كل من الفرقتين.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…

Advertisements
الجريدة الرسمية