رئيس التحرير
عصام كامل

قبل أن يبدأ الحوار الوطني! (٣)

كانت أحزاب المعارضة في الماضي -وربما حتي اليوم- تقدم برامجها للجنة شئون الأحزاب أو حتي برامجها الانتخابية أثناء مواسم الانتخابات بصيغ انشائية لا علاقة لها ب البرامج الحزبية بالمعني العلمي لذلك.. حتي إن بعضها كان كوميديا أقرب إلي الهزل السياسي.. فمثلا.. أغلب -أغلبها للأمانة وليس كلها- هذه البرامج عند تناوله لمشكلات مصر كأنه يتحدث عن أحلام وأمنيات وليس خطط عامة وتفصيلية..

 

ففي التعليم نجد أغلبهم يقول: "علي الحكومة بناء أكبر عدد من المدارس لإستيعاب الزيادة في السكان وتقليل الكثافة"! لكن لا يقولون كيف يمكن تحقيق ذلك وبأي موارد وكيفية تدبيرها ولا كيف يمكن توفير أماكن في المدن والقري والأحياء التي لا توجد بها مساحات للبناء! وهكذا.. في الصناعة يريدون إنتاج وفي الزراعة يريدون محاصيل أكثر دون الحديث عن وسائل تحقيق ذلك!!


جدول أعمال

 

هذا المنهج قد يفشل الحوار الوطني.. وسينتهي الأمر إلي "مكالم" تظهر القدرات الخطابية لبعض رؤساء الأحزاب.. ولذلك نقترح أن تحدد الأكاديمية الوطنية جدول أعمال الحوار ثم ترسله مبكرا للمدعويين من شخصيات عامة وإعتبارية للموافقة والإضافة عليه فربما تأتي اقتراحات مفيدة لموضوعات يحتاجها الحوار.. ثم يبدأ الحوار علي "نور" كما يقولون..

 

وتكون الكلمات رمزية علي أن تكون الاقتراحات التفصيلية في ورقة مكتوبة ومعتمدة من هيئات الأحزاب أو النقابات ولجانها العليا.. النقطة الأهم إن التحاور مع المخالفين وليس المؤيدين.. لتظهر وجهات النظر الأخري ويبرز التباين في الأفكار.. بما يفيد صاحب القرار.. أما الحوار مع الأحزاب المؤيدة فلن يضيف شيئا.. تأييدهم ودعمهم معروف وتكراره لن يقدم! 

 


وهذا لا يعني أن المختلفين وحدهم من يتحدثون.. بل جاء وقت الإستماع للجميع.. إنما المقصود منح هؤلاء الفرصة كاملة ليشعر الكل بصدق الحوار وضرورته، بقي أن يذاع الحوار للمواطن المصري ليكون شريكا فيه.. أو علي الأقل إطلاق موقع للحوار ينشر عليه كل ما يتعلق به.
الحوار فرصة لاستكمال أهداف المؤتمر الوطني للشباب مايو ٢٠١٨ وبما يدفع المشاركة والتعدد الحزبي في مصر إلي الأمام.. وهو في ذاته عند تحقيقه سيكون عملا تاريخيا عظيما في سبيل بناء دولة عصرية حديثة..

الجريدة الرسمية