رئيس التحرير
عصام كامل

قبل أن يبدأ الحوار الوطني!

الحوار -في ذاته- قيمة محترمة ومتحضرة.. ولا يتم اللجوء إليه ولا قبوله إلا ممن يستوعبون ويقدرون ذلك.. وإذا كان الحوار الوطني -أي حوار وطني في الدنيا- يعني وباختصار وتبسيط شديدين "تداول الآراء بين أبناء الوطن الواحد ممثلين في مؤسساته وفعالياته السياسية من تيارات وأحزاب ونقابات وجمعيات وهيئات ذات صلة بدافع من المسئولية الوطنية لبحث حاضر ومستقبل الوطن في لحظة تاريخية محددة"..

 

لذا ينبغي ان يكون الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي أولا أشمل وأوسع من الأحزاب القائمة.. وأن يتوفر ثانيا تعريف تلك اللحظة التاريخية التي دعت للحوار.. إذ أن دواعي الحوارات الوطنية متعددة.. قد يكون سببه أزمة تمر بها البلاد.. أو قد يكون لمنع تعرض البلاد لأزمة تبدو مؤشراتها في الأفق.. وقد يكون للانتقال بالبلاد إلي مرحلة مختلفة تحتاج لتوفر شروط محددة كتشريعات أو مؤسسات جديدة مثلا.. أو يكون الحوار الوطني للإسراع بخطوات في اتجاه معين أو إبطاء وفرملة خطوات كانت تتم في اتجاه معين! أو لأسباب أخرى قد يعلن عنها صاحب الدعوة في الوقت المناسب!


تحديد سبب الحوار وإدراك المتحاورين له يساهم بالضرورة في وضع افق الحوار ومدي الإعتماد عليه في تحقيق تطلعات الجماهير الممثلة أو التي من المفترض إنها ممثلة في أطراف الحوار.. بمعني.. هل أفق الحوار الإستماع للمتحاورين والمدعوين فقط ثم يتم الإنتقال إلي مستوي آخر في وقت لاحق؟! 

 

أم أن الأفق هو الانتهاء إلي تقرير من حصيلة وخلاصة الآراء يتم جمعه ليضع إطارا عاما أقرب إلي تقارير المراكز البحثية له احترامه وتقديره لكنه يتمتع بقيمة استشارية استرشادية فقط؟ أم سيكون الأفق ممتدا إلي صدور تشريعات جديدة أو حتي يمتد إلي إتخاذ قرارات مهمة وربما مصيرية وتاريخية؟! 
 

 

إذا أردنا حوارا ناجحا ينبغي مقدما تحديد كل ما سبق وبدقة ووضوح.. والوضوح لا يعني -ولا يصح أن يعني- شروطا مسبقة علي الاطلاق! 
وللحديث -وبتوسع- بقية  

الجريدة الرسمية