رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يا أرض اشتدي.. استشهاد شيرين ابو عاقلة يبكي عيون العالم ويوثق جرائم الاحتلال الصهيوني

الشهيدة شيرين ابو
الشهيدة شيرين ابو عاقلة

لم يكن اغتيال الإعلامية شيرين ابوعاقلة سوى حلقة جديدة من حلقات خسة الاحتلال الصهيوني وإمعانه في محاولات طمس الحقائق وإعماء العيون عن بشاعة جرائم جنود الاحتلال الاسرائيلي والتي تعي جيدا أن عدسات الكاميرات هي ألد أعدائها.

 

اغتيال شيرين أبو عاقلة 

لحظة استشهاد شيرين ابو عاقلة 

فاليوم يثبت الاحتلال من جديد أن استهداف الصحفيين هو منهج وسياسية مستمرة لديه، وأن هذه السياسة لا تقف عند حد الاعتداء بالضرب والاعتقال، وإنما تصل إلى القتل كما حدث مع شيرين أبو عاقلة التي استهدفت خلال تغطيتها اقتحام الاحتلال لمدينة جنين من قبل قناص من جنود الاحتلال على نحو متعمّد.

واستشهاد أبو عاقلة ليس الانتهاك الوحيد من الاحتلال، فقد تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية من اعتقالات وقتل وعرقلة في الأحداث الميدانية التي يغطيها الصحفيون على الأرض خلال الاجتياحات في الضفة الغربية، والحروب على القطاع، والاقتحامات في الأقصى، والانتفاضات السابقة، وحتى في الفعاليات السلمية الأسبوعية في المناطق المهددة.
ووثق المركز الفلسطيني للحريات والتنمية «مدى» خلال عام 2021 ما يزيد على 368 انتهاكا، من بينها 155 انتهاكا مباشرا بين إصابات وقتل، حيث استشهد 3 صحفيين خلال العدوان على القطاع هم: «محمد شاهين، وعبد الحميد الكولك، ويوسف محمد أبو حسين».
وفي العام الماضي أيضا قصف الاحتلال 33 مقرا صحفيا في قطاع غزة خلال العدوان، منها ما دُمّر تدميرا كليا.
ومع بداية العام وثق المركز في متابعته الشهرية 100 انتهاك ضد الصحفيين، معظمها خلال شهر أبريل الماضي وتركزت ضد الصحفيين في القدس المحتلة ومخيم جنين، خلال تغطيتهم الأحداث.
ويقبع في سجون الاحتلال، حسب نادي الأسير الفلسطيني، 16 صحفيا، من بينهم الصحفي محمود عيسى المعتقل منذ عام 1993، والصحفية بشرى الطويل من مدينة البيرة التي اعتقلت خلال السنوات الماضية 6 مرات، معظمها إداريا.
وفي بيان إدانة له اليوم، قال مركز «مدى» إن «إمعان قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مزيد من الجرائم والاعتداءات الجسيمة بحق الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام الفلسطينية يؤكد أن الهدف الأساس من وراء ذلك هو حجب جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني عن الرأي العام العالمي».
وحسب بيان «مدى»، فإن إفلات مرتكبي جميع هذه الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين ووسائل الإعلام في فلسطين هو الذي يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد منها، مطالبا بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
يقول عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزال إن استهداف الصحفيين الفلسطينيين مستمر وهو مغطى من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي، وما يدلل على ذلك تصريحات عضو الكنيست بن غفير بأنه يؤيد إطلاق النار على كل صحفي يعيق عمل الجنود.
استهداف شيرين أبو عاقلة وقتلها اليوم سبّب صدمة للصحفيين بخاصة الذين عملوا معها على مدى سنوات في الميدان، وكل منهم يفكر أنه كان من الممكن أن يكون مكانها.

اغتيال شيرين ابو عاقلة 

اصحي يا شيرين


ودخل احد الصحفيين في نوبة بكاء شديدة عقب اعلان وفاة ابوعاقلة مرددا في حسرة «اصحي يا شيرين» في مشهد مدمي للقلوب والذي اعاد في الاذهان مشهد اغتيال الفلسطينيين العزل التي اريقت دمائهم الذكية برصاص الغدر الاسرائيلي. 
وكمن ينكأ جرحًا لم يندمل استعاد مشهد استشهاد شيرين أبو عاقلة آلام الذاكرة الفلسطينية، التي نزفت شهداءها طيلة عقود، من دون أن يطالهم النسيان والتي كان اشهرها حادث اغتيال الطفل محمد الدرة والذي تم بثه بكل تفاصيلة على شاشات التلفزيون ما تسبب في صدمة ادمت القلوب وابكت العيون.
والقاسم المشترك بين الجريمتين نقل الجريمة البشعة على الهواء مباشرة فعندما استُشهد الدرة بثّت اللقطة التي استمرت لنحو دقيقة على إحدى القنوات الفرنسية في الثلاثين من سبتمبرعام 2000، مع احتدام المواجهات إبان انطلاقة «الانتفاضة الثانية»، ثم تناقلتها من بعدها الشاشات حول العالم.
 

ادانة عربية 

الشهيد شيرين ابو عاقلة تقوم ببث تقرير اخباري من داخل القدس في وقت سابق 

وندتت الدول العربية، الأربعاء، مقتل الإعلامية الفلسطينية مراسلة فضائية "الجزيرة"، برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وصباح الأربعاء، قتلت الإعلامية أبو عاقلة (51 عاما) جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن «الاحتلال الإسرائيلي يضيف بجريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، إلى تاريخه الدموي فصلا جديدا من التعسف والاعتداء والاستهتار بالحياة والعدالة».
وقدم عون، في برقية وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التعازي في «استشهاد الإعلامية شيرين أبو عاقلة برصاص الغدر الإسرائيلي»، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الأردنية فيصل الشبول، اغتيال إسرائيل الصحفية الفلسطينية أبو عاقلة بـ«جريمة نكراء ارتكبت بدم بارد».
وقال الشبول لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية: «ندين هذه الجريمة النكراء بحق صحفيين يرتدون اللباس الرسمي المميز للصحفيين والإعلاميين  هذه الجريمة تشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق والأعراف الدولية».
كما أدان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بشدة، مقتل أبو عاقلة، واصفا إياها بـ«الجريمة البشعة والاعتداء الصارخ على حرية الصحافة».
ودعا الصفدي، عبر حسابه على تويتر، إلى محاسبة مرتكبي هذه الجريمة، قائلا: «رحم الله الفقيدة التي تميزت على مدى السنين، صحفية محترفة وصوتا للحقيقة غطت معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق. أحر التعازي لذويها واهالي فلسطين».

واعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن اغتيال أبو عاقلة «جريمة شنيعة وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وتعدي سافر على حرية الإعلام والتعبير».
ودعت قطر «المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمنع سلطات الاحتلال من ارتكاب المزيد من الانتهاك لحرية التعبير والمعلومات، واتخاذ كافة الإجراءات لوقف العنف ضد الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام».
وشدّدت على ضرورة مساءلة الاحتلال على هذه الجريمة المروّعة وتقديم الضالعين فيها إلى العدالة الدولية، لا سيما وأن القانون الإنساني الدولي يعتبر الصحفيين والإعلاميين في مناطق النزاعات المسلحة مدنيين ويجب احترامهم وحمايتهم.
فيما غرد مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية محمد الخليفي، قائلا: «لا يطيق الاحتلال رقابة الصحافة الكاشفة عن حقيقة ممارساته التعسفيّة على الأرض في فلسطين».
وأضاف الخليفي، عبر حسابه على تويتر: «أقدم الاحتلال دون وازعٍ على اغتيال الصحفيّة البارزة شيرين أبو عاقلة، في جريمةٍ نكراء واعتداء على حرية الإعلام. نؤكد على ضرورة المساءلة وتحرك المجتمع الدولي لحماية الصحفيين».
كما قالت متحدثة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، عبر تويتر بالإنجليزية، «قتل الاحتلال الإسرائيلي صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة بإطلاق النار على وجهها وهي ترتدي سترة وخوذة الصحافة، بينما كانت تغطي هجومهم في مخيم جنين للاجئين».
وأضافت الخاطر: «يجب أن يتوقف الإرهاب الإسرائيلي الذي ترعاه الدولة، ويجب أن يتوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل».

لحظة استهداف شيرين ابو عاقلة من خلف الساتر كما حدث مع الطفل محمد الدرة 

استهداف للصحافة

 

وقدم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، عبر حسابه على فيسبوك، التعازي لأسرة أبو عاقلة والشعب الفلسطيني إثر استهدافها أثناء تأدية واجبها الصحفي.
واعتبرت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، في تغريدة، أن «قتل أبو عاقلة على مرأى ومسمع العالم أجمع هو إخراس لصوت الحق، لصوت الضحايا، ولصوت المرأة العربية الشجاعة التي لطالما كانت تؤمن بدور الصحافة الحرة».
وقال المركز الليبي لحرية الصحافة في بيان، إن استهداف الصحافة في فلسطين «يندرج في إطار جرائم الحرب مكتملة الأركان التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وفي حق الصحفيين ووسائل الإعلام».
كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للإعلامية الفلسطينية أبو عاقلة وإصابة صحفي آخر.
وأوضحت أن «هذه الجريمة النكراء التي تتحمل سلطات الاحتلال مسؤولياتها كاملة، تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وتعديا سافرا على حرية التعبير، ودليلا جديدا دامغا على بشاعة اعتداءات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني».
وأضافت: «الأمر يستوجب من المجتمع الدولي فتح تحقيق لمساءلة مرتكبي هذه الجريمة البشعة، وملاحقتهم أمام جهات العدالة الدولية، كما يتطلب أيضا من المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات اللازمة للجم الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني الشقيق».

الاف المشيعيين ينقلون جثمان الشهيدة شيرين ابو عاقلة 

تحقيق شامل

 

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن «جريمة الاغتيال النكراء للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، تُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير«.
وطالبت بـ«البدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يُفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة في الواقعة»، مقدما العزاء وصادق المواساة لذوي الفقيدة ولكافة الأشقاء الفلسطينيين في هذا المُصاب الجلل وفقدان الصحافة لإعلامية وطنية كبيرة.
كما أدانت الحكومة اليمنية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بشدة اغتيال أبو عاقلة داعية «إلى محاسبة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للمحاكمة»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».
وأعربت الوزارة عن «إدانتها واستنكارها الشديدين لجريمة قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أثناء تأديتها لعملها الصحفي في مخيم جنين».

انتهاك للقوانين

 

واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، اغتيال أبو عاقلة أثناء القيام بواجبها الصحفي، هو «انتهاك واضح للقوانين والأعراف الدولية يستدعي التحقيق الفوري والمحاسبة».
وأوضح البيان أن ذلك «يأتي في سياق الانتهاكات الإسرائيلية لحرية الصحافة والإعلام، ضمن سياستها الهادفة لمصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه والتغطية على انتهاكاتها اليومية ومنع إيصالها إلى الرأي العام العالمي».
كما دعت المنظمة «المؤسسات الدولية إلى التحرك الفوري لضمان تحقيق العدالة وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين العاملين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بموجب القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية»، حسب البيان ذاته.
فيما وصفت الجامعة العربية، في بيان، مقتل الإعلامية الفلسطينية، بـ«وأد صوت الحق والحقيقة والحرية والدفاع عن قضايا العدل والعدالة الإنسانية».
وحملت الجامعة العربية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، والتي تستدعي المساءلة الدولية وملاحقة مرتكبيها أمام جهات العدالة الدولية المختصة.
بدوره، قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة سعيد أبو علي، إن فلسطين والصحافة والحركة النسوية الفلسطينية والعربية فقدت بمقتل أبو عاقلة صحفية مناضلة وقامة إعلامية وطنية كبيرة، حسب البيان ذاته.
والصحفية أبو عاقلة، من مواليد مدينة القدس عام 1971، حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالأردن، كما تحمل الجنسية الأمريكية.
واتهمت شبكة الجزيرة الإعلامية، إسرائيل بتعمد قتل مراسلتها بإطلاق النار عليها، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن تقديراته الأولية تشير إلى أن أبو عاقلة «قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين».
لكنّ السلطة الفلسطينية أكدت أن مقتل أبو عاقلة كان برصاص الجيش الإسرائيلي، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، عن الصحفي المصاب علي السمّودي، قوله إن «قوات الاحتلال استهدفت الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته برصاصة في ظهره، واستشهاد زميلته أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس».

واليوم وبعد ان طالت رصاصات الاحتلال بشكل مباشر الاعلامية أبو عاقلة سطر الاحتلال فصل جديد في امعان اغتيال البراءة والحقيقة غير مبالي باي قانون دولي او انساني، ليأتي اغتيال شيرين ليوثق جرائم الإحتلال ويبكي عيون العالم.

Advertisements
الجريدة الرسمية