رئيس التحرير
عصام كامل

تسريبات الاختيار

أكثر ما أزعج الإخوان وآثار غضبهم فى مسلسل الاختيار فى الجزء الثالث له هى التسريبات التى تضمنتها حلقاته.. فهذه التسريبات كشفت فساد تلك الجماعة وتأمرها حتى على حلفائها والصراعات بين قادتها وغباء هذه القيادات والتى أودت بالجماعة إلى الجحيم وأطاحت بهم من الحكم الذى ظلوا يحلمون به نحو ثمانية عقود حتى أتاح لهم الدعم الأمريكى تحقيق هذا الحلم فى عام ٢٠١٢.

 
ومن يتابع الهجوم الذى يشنه اْبواق الإخوان على مسلسل الاختيار سوف يتأكد من ذلك.. فان الإخوان لا يخجلون من الجرائم التى ارتكبوها خلال العام الذى حكموا فيه البلاد، بل لعلهم يتباهون بذلك ويتفاخرون به.. وقد سمعت محمد مرسى فى المحكمة وهو يتحدث أثناء نظر قضية إقتحام السجون يقول ليتنا أسرعنا في أخونة البلاد.. 

وتاريخ الإخوان حافل بجرائم العنف وهم لم يقدموا اعتذارا واحدا عن ارتكابهم هذه الجرائم، ولذلك فانهم لا يزعجهم أن يذكرنا المسلسل بجرائم العنف التى ارتكبوها خلال السنة التى حكموا فيها البلاد، ولا بخططهم لأخونة البلاد وتشويه الهوية الوطنية وتقويض أركان الدولة الوطنية المصرية، ويعرف قادتهم أن المصريين لم ينسوا بعد هذه الجرائم.. إنما الذى أزعجهم وآثار غيظهم تلك التسريبات التى كشفتهم وفضحتهم أمام أعضاء الجماعة، وبينت لهم أن ما يعيشونه ليست محنة وإنما كارثة من صنع قيادتهم التى لا يهمها سوى المال والنفوذ فقط.

 


باختصار تسريبات مسلسل الاختيار تبين للإخوان الأعضاء العاديين أنهم ليسوا أعضاء في جماعة دينية تهدف لإعلاء شأن الإسلام كما إدعى مؤسسها حسن البنا وإنما هم أعضاء في عصابة سعت 
إلى الحكم للسيطرة على البلاد والاستيلاء على مقدراتها وخبراتها، وتبين لهم أن قادة هذه الجماعة هم زعماء هذه العصابة، وإنهم لا يهمهم لا أمر الوطن ولا أمر الدين.. وهذا من شأنه أن يضرب في الصميم أهم قاعدة قامت عليها هذه الجماعة، وهى قاعدة السمع والطاعة للقيادات لمن ينتمى لها، وبالتالى يؤدى إلى تقويض البنية الفكرية التى قامت عليها هذه الجماعة في الوقت الذى تكفل فيه الأمن بتقويض بنيتها التنظيمية.    

الجريدة الرسمية