رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حصة دراسات

أحد الفلاسفة قديمًا عندما أحَب أن يوضح أسباب انهيار دولته، تكلم عن الأسباب التي كلنا تعلمناها في مادة الدراسات الاجتماعية في صغرنا مثل ضعف الحكام أو تسلطهم على الشعب وكثرة الضرائب..إلخ، وتحدث عن سبب عظيم آخر ربما لم ندرسه في صغرنا رغم وجوده في مجتمعات كثيرة سقطت بسببه. وهو تقبل الآخر.

 

فقد رآى ذلك الفيلسوف أنه من أكبر الأسباب التي آدت إلى انهيار دولته أن المواطن لم يكن يُظهر احترامه إلى من يختلف معه في دينه، أو حتى في إظهار احترامه لمعتقد الآخر، لأن العلاقة هنا قائمة على التبادلية أو على مبدأ "الـ هات وخد".

لفت نظر

 

وربما ما جعلني أتذكر ذلك الموضوع الذي كنت قرأته في مقالٍ ربما لم تُسعفني ذاكرتي لأتذكر اسم كاتبه أو اسم المقال لأذكرهم، خلال اليومين الماضيين عندما كنت أشاهد تعليقات البعض على خبر استشهاد الأب أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بالإسكندرية وهي تحمل في طياتها الكثير من العنصرية، والكثير من التهكم والتهجم على شخصه نظرًا لإختلافه معهم في الدين.

 

ولكن دعني عزيزي المُكفر -وأتمنى لو تستخدم عقلك لتكون مُفكر- ألفت نظرك لشيئًا مهمًا، ليس لكوني مختلف معك في الفكر أو في الدين أو في اللون أو في الهيئة أو في أي شيء مهما كانت ماهيته أنه لك الحرية أن تهاجمني، فنحن ولو اختلفنا ففي النهاية كلنا بشر وسنرجع لديان واحد فقط ليدين كل المسكونة بالعدل ويعطي كل واحد حسب أعماله.

 

 

فدعنا نترك كل شعارات المحبة جانبًا، ودعنا نترك جانبًا كل فكر كان السبب في لحظة من اللحظات سببًا للتفرقة بيننا، ودعنا نبدأ عهدًا جديدًا في جمهورية جديدة نسعى لها جميعًا، جمهورية لا تعرف غير التقدم والاستقرار، ولن تتم بدون محبة خالصة لكل مختلف عنا، فبنا كلنا تقوم دولتنا، وبنا كلنا تبنى الحياة.

Twitter: @PaulaWagih

Advertisements
الجريدة الرسمية