رئيس التحرير
عصام كامل

17 مارس

عشر سنوات مرت على رحيل من تشَكلت في عصره عقول الكثير من الأقباط، ومن كان أسقفًا للتعليم وجاء ليكمل ما بدأ في عصر أستاذه القديس "حبيب جرجس".. الأستاذ نظير جيد.. ثم الراهب أنطونيوس السرياني.. ثم الأنبا شنودة أسقف التعليم.. وأخيرًا قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث.

 

عشر سنوات قد مرت على من بدأ لقاء الأربعاء، لتكن عظته الاسبوعية والدرس المعاش لكل أبناءه في كل إسبوع، حتى في آخر عظة لقداسته، يوم الأربعاء 7 مارس 2012، كانت أكثر الدروس إعاشة يمكن أن يتعلمها أي شخص في حياته.

 

إذ كيف في ظل مرضه الشديد، والذي كان اشتد عليه جدًا وأصبح واضحًا في كلماته وواضحًا على ملامح وجهه، إلا أنه جلس للمرة الأخيرة وسط ابناءه، كي يودعهم وكي يكون وسطهم لمرة أخيرة. أكثر من أربعون عامًا، جلس فيهم خليفة للقديس مارمرقس الرسول والمبشر لديارنا المصرية كبطريرك للكرازة المرقسية في كل أنحاء المسكونة، وقبل منها سنوات عدة في أسقفية التعليم، أو حتى في دير السريان، أو حتى في خدمته وقتما كان يخدم بين الناس في العالم.

 

 

وربما أكثر ما يثير انبهاري في شخصية البابا شنودة، أنه من القلائل الذين اتفق عليهم شعب مصر بأكمله، بل العالم كله، وعلى محبته، فهو كان وطني من طراز رفيع، ومُفكر وأديب على قدر عالِ من الثقافة، وأب لكل من يدق بابه، وراعِ يبحث عن كل ضال، وصاحب ظل خفيف وابتسامة رغم كل المسئوليات والآلم.

ربما خسرنا وجوده بيننا على الأرض، وربما مرت من السنوات عشر على رحيله، ولكنه مازال يحيا في قلوبنا، ومازلنا بالتأكيد في قلبه، ومازلنا نعلم بأنه يسمع لنا، ويصلي من أجلنا.

أذكرنا في صلاتك يا أبي القديس

Telegram: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية